ياقلبي يا " شيهانة "
والله اللي يقرا كتابتك هذه يقول عليكي كل يوم " فضفضة "

<< امزح معكي أختي أيوة كذا اضحكي
نعم ياقلبي ... هكذا تكون " الفضفضة " .... هل رأيتِ كم هي سهلة ؟
رفقاً بنفسك أختي الحبيبة ...
تعرفي أنا كثيراً ما فكّرت مثلك ... أو قريباً من تفكيرك بمعنى أدق
يعني كنت أسأل نفسي كذا سؤال :
* أقول الواحد لما يفضفض يعتبر هذا اعتراض على أمر الله ؟
* أو مثلا ماهي فائدة الكلام طالما أنه لن يقدم أو يؤخر فيما يحدث ؟
لكن حبيبتي بعد جذب وشد ... عرفتُ أن الفضفضة - لو أخلصنا القلب - تكون رحمة
اخلاص القلب حبيبتي أن نكون عند تلك الفضفضة - بقدر المستطاع - راضين بما قسمه الله
بمعنى ألا يكون الحديث من باب السخط لا قدّر الله
ممكن نفضفض مع أحد نرتاح في الحديث معه ونثق فيه
أو نفضفض للبحث عن حل ... عندما يعجزنا كثرة التفكير لأنفسنا
يعنى في النهاية ... هذا شيء طبيعي
لأن أيضاً لكل انسان قدرة على الاحتمال ...
وكما كنتُ دائماً أقول : فالأمر يشبه الكوب الممتليء
فهل يأخذ الكوب من السائل الذي نصبه فيه إلا لقدر محدد ؟
بعدها سيبدأ السائل في الإنسكاب ....
ماهو الحل ؟
علينا أن نفرغ بعضاً من الكوب حتى يكون هناك " امكانية إعادة الملأ "
هكذا نحن بالضبط علينا " إفراغ " دواخلنا حتى نستطيع "استقبال مايستجد"
أما بالنسبة لموضوع ذلك المتقدم ...
فلتعلمي حبيبتي أن ما أخطأكِ لم يكن ليصيبك ... وما أصابكِ لم يكن ليخطأك
ومن يدريك أختي أنه هو صاحب تلك الرؤيا التي تم تفسيرها لكِ بأنها خير في الطريق بإذن الله ؟
ليس هو بالتأكيد ... هل تعلمين لماذا ؟
لأن الخير المقصود سيسوقه الله في أقرب وقت ان شاء الله
أعلم والله أن " الرفض " موقف صعب يوضع فيه أحد
لكن دعينا نفكر فيها بقليل من المنطق :
أنتِ بالتأكيد لكِ صفات معينة - طبعا بعد الدين والأخلاق - تودين توافرها في الخاطب بإذن الله ... صحيح؟
ربما يأتيكِ انسان وترفضيه لعدم توافر أحد هذه الصفات - حسب أهميتها عندك - فكيف التصرف وقتها؟
شوفي ياقلبي ... مرّيت بهذا الموقف من قبل وكنت للحظة غاضبة
لكن في النهاية احترمت تفكير الخاطب ...
صدقيني حتى وأنا لستُ مقتنعة بدوافعه ... لا يهم ... هذا شأنه هو
ولأنني أقدّر نفسي جيداً ... أشفقتُ عليه !
نعم ... لأنه يفكر بهذا الأسلوب
وليس هذا غروراً مني والله
لكن في النهاية : هذا قراره واختياره وحياته
حبيبتي ...
الله سبحانه وتعالى يدّخر لكِ ماهو أفضل .... ان شاء الله
رددي ذلك دوماً حبيبة قلبي ... كما أردد أنا بيني وبين نفسي
قولي : " يارب أثق في عظيم عطاءك ولن أقول لأنني أستحق ... ولكن لأنك رب كريم "
رزقك الله زوجاً صالحاً يكون لكِ خيراً مما تمنيتي
اللهم آمين
"شيهانة " ... كوني دوماً بخير يا حبيبة
واعلمي أننا نسعد على الدوام " بفضفضاتنا " مع بعضنا البعض
فإنها لو كانت في نظرنا أحياناً مجرد " ثرثرة " .... فهي عند غيرنا درس وعبرة وعظة
حفظكِ المولى ويسّر جميع أمرِك