هذا الشيخ لا يفهم ؟
هذا الشيخ كفيف البصر فلا يعرف إلا ما يسمع ، أو هذا الشيخ بعيد عن الواقع ، أو متشدد ، أو لا يفهم التقدّم و المدنيّة ، و هلمّ جرا ؛ بهذه العبارات و مرادفاتها ، و مختلف صورها ، التي يطلقها بلا زمام بعض أفراد المجتمع على علماء الأمّة أو كبار طلبة العلم فيها ، مقابل كل فتوى أو رأي فقهي علمي يصدر منهم ، عندما لا يروق لهم الحكم فيها ، أو خالفت شيئاً من رغباتهم ، أو عارضت رأياً سابقاً منهم . و هذا الأسلوب خاطئ ، بل ربما قدح في حقيقة بحث صاحبه عن الصواب ، و ذلك لأمور :
أولاً : أنّ فيه اعتدادٌ بقائله ، و ثناءٌ مبطّن على النفس .
ثانياً : أنّ فيه قدح في الآخر من غير وجه حق ، فإنّ الصواب ربما يكون معه ، فلن تكون في آن أنت الخصم و الحكم.
ثالثاً : أنّه يشتمل على جراءة قائله على الفتوى و تبعاتها ، في وقت ينبغي منه عدم تقحّمها . و الذي ينبغي على كل مسلم سلوك مسلك الهداة الباحثين عن الحقّ و الصواب ؛ و يتمثّل هذا النهج في بعض ما يلي :
• احترام علماء الأمّة و طلبة العلم و أهل الفضل فيها ، و تقدير منزلتهم ، فبهم ـ بإذن الله ـ تُحفظ الشريعة وتجتمع الكلمة ، و تُنشد أسباب السلامة من الفتن ، فهم بحقّ صمّام أمان الأمة ، و مصابيحٌ للدجى تضئ ليلها.
• أن يهيئ الإنسان نفسه و يروّضها على طلب الحقّ و قبوله ، أيّاً كان مُصدِره .
• أن يسوس الإنسان نفسه لتتحلّى بالأخلاق الفاضلة ، و أن يتعاهد لسانه فيُلطّفه بالألفاظ الحسنة الطيبة .
• إذا أشكل عليه حكم ، أو لم يفهم مسألة ، فليتحرَّ ، فإن كان قادراً على البحث و الدراسة فينبغي له أن يجتهد بأسلوب علمي ، همّه الوصول إلى الحقّ ، و إن لم يكن قادراً على ذلك فليسأل أهل العلم بتجرد ، فإنّه سيجد ـ بإذن الله ـ ضالته ، فقد وعد الله من اجتهد بالتوفيق فقال سبحانه ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ).
__________________
الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة....
التعديل الأخير تم بواسطة عبدالله الهجلة ; 06-04-2012 الساعة 09:03 PM