السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

شخص يتربص بك ليل نهار
يحاول إيذائك بإصرار
يسبب لك الحزن و يجعلك تنسى و تغفل
أسعد أوقاته حينما تغضب وتنتصر لنفسك
و أسوؤها حين تغضب لله و تنتصر لدينك .

يبذل جهداً مضاعفاً لإيذائك
فغاية أمله أن يجعلك قاعداً عن أداء دورك في الحياة
بمعنى أنه يريد أن يفسد عليك يومك و يمنعك من
ممارسة أعمالك و واجباتك كما يجب عليك .

حين تقف لأداء الصلاة يحاول أن يفقدك تركيزك و خشوعك .
في عملك فيحاول أن يصيبك بالكسل و الخمول لتسوف
و لا تنجز شيئاً .
في علاقتك بأهلك و أصحابك يحاول أن يوغر صدرك عليهم
و يجعلك لا ترى إلا مساؤهم .
تسعى لفعل الخير فيحاول تثبيط همتك و عزيمتك .
و أكثر من ذلك فهو يدفعك دفعاً لارتكاب المعصية .

هل عرفتموه ؟ إنه الشيطان .. سواءً كان من شياطين الإنس
أو الجن فكلاهما يقومان بنفس العمل و التأثير غير أن
شيطان الجن يستطيع أن يتواجد من حولك دون أن تراه
و يوسوس لك مادمت غافلاً عن ذكر الله ..
فإن ذكرت الله تعالى فرّ و هرب .


عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: ما من مولود إلا على قلبه الوَسواس،
فإذا عقل فذكر الله خَنَس، وإذا غَفَل وسوس، قال: فذلك قوله: ( الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ ) .

و الحقيقة أن الجن هم خلق من خلق الله مكلفين بعبادة الله
كما الإنس تماماً .. أيضاً :
حياتهم وموتهم بيد رب العالمين ..
نفعهم وضرهم بإذن ربي وحده لا شريك له ..
أعطاهم الله تعالى بعض القوى و الخصائص المختلفة عن البشر تكرما منه و تفضلا عليهم ..
و هو قادر أن يسلبهم هذه القوة متى شاء سبحانه ..
فليس أمامهم سوى خيار واحد وهو الإستسلام لله
و الدخول في دينه الحق الذي لا يرتضي سواه من الثقلين .
فإن لم يجيبوا داعي الله فقد جنوا على أنفسهم ..
بإعلانهم مبارزة رب العالمين بالمعاصي .. من يستطيع أن يحارب الله
وهو يعلم تماما النتيجة
وما سيؤول إليه حاله من خزي و هوان في الدنيا والآخرة .


جاءَتِ الشياطِينُ إلى رسولِ اللهِ مِنَ الأوْدِيَةِ ، و تَحَدَّرَتْ عليهِ مِنَ الجبالِ ،
و فيهِمْ شَيْطَانٌ مَعَهُ شُعْلَةٌ من نارٍ يُرِيدُ أنْ يَحْرِقَ بِها رسولَ اللهِ ، قال : فَرُعِبَ ،
قال جَعْفَرٌ : أَحْسَبُهُ قال : جعلَ يَتَأَخَّرُ . قال : و جاء جبريلُ فقال : يا محمدُ ! قُلْ .
قال : ما أَقُولُ ؟ قال : قُلْ : " أعوذُ بكلماتِ اللهِ التَّامَّاتِ التي لا يُجَاوِزُهُنَّ بَرٌّ ولا فَاجِرٌ ،
من شرِّ ما خلقَ و ذَرَأَ و بَرَأَ ، و من شرِّ ما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ ،
و من شرِّ ما يَعْرُجُ فيها ، و من شرِّ ما ذَرَأَ في الأرضِ ، و من شرِّ ما يخرجُ مِنْها ،
و من شرِّ فِتَنِ الليلِ و النَّهارِ ، و من شرِّ كلِّ طَارِقٍ إِلَّا طَارِقًا يَطْرُقُ بِخَيْرٍ يا رَحْمَنُ ! " ،
فَطَفِئَتْ نارُ الشَّيَطانِ ، و هَزَمَهُمْ اللهُ عزَّ و جلَّ
الراوي: عبدالرحمن بن خنبش المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 2995
خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن


سبحان ربك ربّ العزة عما يصفون و سلام على المرسلين و الحمد لله ربّ العالمين .

__________________
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه .. و احفظوا عني :
إن لم تكن إنسان إرادة تلتزم بفعل ما تريد فكن إنسان شغف و أحب ما تريد الالتزام به و ستنجح بإذن الله .