المرأة.. أيُ مخلوقٍ هذا!؟
بينما كنتُ أمشي متجولاً في فناء بيتنا الخلفي والذي لاتضيئه سوى الأضواء الخافتة والقادمة من أنوار الشارع، إذ رمقتُ على حين غرةٍ هرةً في أحد الزوايا، اقتربتُ منها قليلاً، فأحسستُ أنها قد أوجست مني خيفة! تراجعت القطة قليلاً ونفخت جسدها وكشفت عن أنيابها فاغرةً فاها بصوتٍ مجلجل، وقفتُ لبرهة أتأمل رد فعلها، فإذا هي لتوها قد وضعت صغارها، فقد خشيت مني أن أهاجمها، ابتعدت عنها خطواتٍ قليلة كي أشعرها بالأمان وأني لن أعتدي على أولئك القادمون الجدد للحياة، فجأة رفعتُ رأسي صوب سُوَر البيت وإذا بي أرى قطاً آخراً يمشي بهدوء، وكأن لاشئ في الحياة يعنيه ولا همٌ يجاليه، شعرت أنه أب تلك الصغيرات اللواتي للتو قد أنجبن، تسألتُ يا إلهي إلى أين ذاهب هذا القط وأطفاله الصغار ليس لهم بعد الله سوى أمهم، لما لا يقف بجانبها وهي التي لم تنفك من آلام الولادة ولديها عدد من الصغار تقوم بمفردها في عملية حمايتهم ورعايتهم، استرسلت بالتساؤلات المتوالية وأنا اشاهد ذلك القط الذكر يخترق عباب الأسوار بما تراه يفكر!؟ ومادوره في تلك الحياة مع من وضعت صغارها، قفزت برأسي فكرة مصدرها سوء الظن قلت لنفسي لربما أنه يفكر بقطة أخرى يقضي وطره معها، أو أنه منشغل في ذاته وسلواته، لا استبعد أنه حتى في عالم الحيوانات تظل الإناث أعظم من الرجال كما نص ذلك القرآن، سيأتي لاحقاً.
إذا لم تخوني الذاكرة، أذكر أني بدأتُ في دخول عالم النت منذ عام 2003، وقتها انبريت بما لدي من خلفية معلوماتية لمواضيع تبين وتؤكد عظمة وقدرة المرأة وكمال عقلها ودينها وتصحيحاً للمفاهيم المغلوطة عنها عند بعض الناس، دخلت في حوارات كثيرة لا تحصى مثبةً قدرة المرأة العظيمة في أداء كل الأدوار التي يمكن أن يقوم بها الرجل من الإدارة إلى القيادة إلى المسؤلية إلى الحكمة إلى أمور كثيرة واستدللت بأدلة دينية وشواهد تاريخية وسياسية وإقتصادية وعلمية وثقافية وفنية ومهارية وعسكرية وعصرية تثبت قدرات المرأة وشخصيتها العظيمة في ظل كل الظروف التي تقف بوجهها فتقهرها، ومتى ما اتيحت لها الفرصة للبروز فإنها ستبز منافسيها ولا استبعد أنها لو أخذت الميدان لهزمت حتى الرجال، إني أتعجب كثيراً حين أتأملها وهي تقوم بأدوار هائلة ومتعددة المهام في الوقت الواحد، أو تقوم بعمل المستحيل لتنشأة وتربية وتعليم أبنائها الأيتام في الوقت الذي تطبخ وتغسل وتنظف وترتب وتصلح وتساعد وتعطف وترحم وتداري إلخ..، إن هذه المهارة التي يفتقدها الرجال تجعل منها متميزة وأعلى درجة من الرجل،على عكس المفاهيم الشائعة في الجاهلية أو في العصور الوسطى من نظرة أقل للمرأة فإنها أعظم بكثير ولن أبالغ أن أقول أن لدي ظن كبير أنها أعظم من الرجل، إن الشهواد والأدلة كبيرة جداً في عظمتها لكننا لا نراها أو لانستطيع التأمل فيها ومن ثم تقييمها، ومن يتتبع دورها من خلال القصص القرآنية أو الأحداث التاريخية لايملك إلا التسليم بعظمتها، فإن نبينا عليه الصلاة والسلام يخصهن ويقول لايكرمهن إلا كريم، وقرآننا يقول وليس الذكر كالأنثى، وهذا تفضيل وتأكيد على أن من الصعوبة أن يكون الرجل بمنزلة الأنثى، ويكفي أن نتأمل لنعي وندرك أن أمهاتنا العظيمات لسنَ سوى إناث.
__________________
ياصبحِ لاتِقبل !!
عط الليل من وقتك..
التعديل الأخير تم بواسطة Neat Man ; 04-01-2015 الساعة 08:59 PM