يقول البعض من الناس ان عمر الحب قصير ...فهو كعمر الزهور قصير ...ثم تموت وتذبل ...وكذا الحب بين الزوجين يزول بسرعه...ولاتبقى منه إلاالمجاملة!!

وهذا كلام غير صحيح ...فإن الذي يزول بسرعه هو الحب الكاذب لأنه حب هش ...حب جسدي شهواني فقط ...لايقوم على اساس متين ...فلاعجب ان يتهاوى ويسقط بسرعه!!!

اما الحب الصادق الحقيقي فإنه يبقى في القلوب ...بل وينمو ويترعرع فيها لأنه حب بني على اساس متين وثابت!!

ويتوهم ويتخيل الكثير أن الزواج هو(مقبرة!!)الحب والرومانسيه وأن الرومنسية في التعامل مع زوجته وتبادل الأحاسيس الرقيقة والمشاعر المرهفة معها ..شيء خاص ومقصور على أيام( الملكة )فقط!!
وتنتهي تلك المشاعر مع نهاية الملكة وبداية الزواج ...وأن الزواج هو( شهادة الوفاة) لذالك الحب
وهذا ظن خاطىء !!وخيال...ووهم كبير ...بل إن الزواج هو( شهادة ميلاد )لذالك الحب السامي النبيل

بل إنني أؤكد ان اصفى الحب ..وأعذب العشق ...وارق الغرام ...وأحلى الهيام ...وأروع الرومنسية ..بين الزوجين لاتكون إلا بعد الزواج!!

إن الزواج هو المزرعة الحقيقية (للحب) التي ينموفيها ويزدهر
وذالك لأن الزوج يتعرف على كثير من أخلاق زوجته وعاداتها الفاضلة ..وتضحيتها من اجله وسهرها على راحته فكأنها في كل يوم عروسٌُُ جديدةٌُُُُ...يتزوجها لأول مرة...فتكبر في عينه...
فيزداد حبهُ لها يوماُ بعد يوم.

ثم إن الحب بين الزوجين ليس محصورا في كلمات الغرام... وعبارات الهيام...والورود والأشعار..فهذه كلها بعض صور الحب والرومنسية

ولكن هناك صور أخرى تظهر بعد الزواج ...في زحمة الحياة اليومية والمشاغل ..ومشكلات الحياة المستمرة
من شدة وضيق وكرب ومرض يتبين فيها الحب الصادق ..

وأذكر لكم موقف حصل أمام عيناي وهو أني حصل لي حادث مروري نقلت على أثره إلى المستشفى ووضعت على السرير لتلقي العلاج .وفجئة أتي برجل مصاب
بحادث مروري ثم وضع على السرير الذي بجواري وكان يغمى عليه ويفيق
ويصرخ من شدة الألم
ويقول لمن حوله الله الله ياناس في زوجتي وأولادي وهم يقلون له زوجتك وأولادك في بيتك وهم بخير ان شاءالله ثم جاء والد الرجل المصاب وهو خائف فلما رأى ابنه اطمئن على حالته وحمد الله على سلامة ابنه الحبيب
وفي اليوم التالي وفي وقت الزيارة جاء الزوار لزيارة المرضى وأمتلئت الغرفة باالزوار ثم جائت زوجت ذالك الرجل المصاب وهي في كامل حجابها وحيائها وكلها ألم ومعاناة وآهات وحسرات وقلبها يحتضر وكبدها تعتصر
ولسان حالها رحماك ربي.. رحماك ربي ..
رباه ..أي قدم تسير بي ...وأي قلب يخفق بداخلي
أريد أن اشاهد زوجي الحبيب أريد أن امتع عيني بلقياه ...أريد أن أدفن رفاتي بين ضلوعه وحناياه
فلما اقتربت ورأت زوجها وحبيبها وهومتأثر بجراحه فلم تستطع أن تمسك دموعها ثم أخذت تبكي بصوت خافت لايسمعه أحد فلم تطق ذالك ثم انفجرت بالبكاء وأخذت تصرخ بصوت عالي وشديد لما حل بزوجها الحبيب من جراح تنزف وفؤاد يئن والناس من حولها يهدؤنها ويقولون هوبخير وهي لاتستطيع أن تكف دموعها الأليمة.
عند ذالك قلت في نفسي هذا هو والله الحب الحقيقي الذي لايتجلى إلا في المواقف .