قصص غربية تحدث في مجتمعنا المبارك... فهل تسمحو لي بالتعليق؟؟
إخوتي وأحبتي الكرام..
مابين فترة وأخرى تطالعنا وسائل الإعلام بفضائح بالصوت والصورة لخدم تخلّوا عن إنسانيتهم وتجردّوا منها..
شاهدت البارحة على شاشة تلفزيون دبي (( الغير محترمة كحال أغلب الفضائيات العربية)) فلما لخادمة تعتدي بالضرب المبرح على أطفال ذنبهم أنهم يبكون ويعكرون عليها لحظات الإسترخاء...!!!
وأعتقد أنّها من الجنسية الإثيوبية.. مباشرة بدأت تتراآى لي صورة الإندونسية التّي كانت تقذف بطفل عمره على ماأظن لم يتجاوز السّنة وكأنه كرة قدم.. ((أظنها انتشرت عن طريق النت))
أيّها الكرام... أيّها المؤمنون... أيّها المسلمون!!!
عندي استفهام توبيخي تقريعي استنكاري.. : أما آن لنا أن نؤمن أن الخادمات في البيوت شرّ استفحل.. وخطر لا بد من القضاء عليه وبتره من جذوره.
إنّ واقعنا المعاصر أيها الإخوة الكرام يشهد نقلة نوعية في تعاطينا كمسلمين مع ما يمس أسرنا ومجتمعاتنا..
أقصد أن الحرقة والشعور بالمسؤلية الحقّة والأمانة العظمى لا تتجلى بصورها القصوى كما كان الأمر في السابق. بل غالبا ما يكتفى بالقول أن لكل قاعدة شواذ وأن هذه الحالات الإجرامية من هذه النسبة الضئيلة.. ونكمل حالة السبات..
ولعل بعض الغارقين في نوم عميق قال: هي لا تتجاوز 1% من نسبة العمالة الموجودة لدينا..
لن أدخل في جدال من أجل إثبات أنّ هذه العمالة في مجملها خطر حقيقي.. يتعدّى خطرهم التعذيب البدني لأبناء من يخدمون... (( واللبب تكفيه الإشارة))
أجزم أن الكثير من الإخوة والأخوات في جعبته الكثير من القصص اللتي تحكي واقع أسر قضت نحبها بسبب خادمة أو خادم...
لا يمكن لعاقل أن يحرّم استئجار الخدم والإنتفاع بهم.. ولكن يمكن لعاقل أن يحرّم مايفعله الأباء والأمهات تجاه أبنائهم وفلذات أكبادهم من تجاهل صارخ في حقهم الشرعي في الرعاية والإهتمام.
يا أحبابي...
ألسنا نرى ونسمع مايدور في مجالسنا من سفه بعض الأزواج والزوجات في عملية جلب الخدم....
والله اللذي لا إله غيره إنّ بعض الشباب وهو في أول زواجه وحتّى قبل أن تحمل زوجته تجدونه أتى لها بخادمة بأي حجة كانت... والبعض مع أول طفل؟؟؟!!!
أيها الكرام الأفاضل.
أي عقول تقبل هذا الحال وأي أمة صادقة تحمل فكرا ورسالة سامية تقبل مانحن عليه من تخل عن المسؤليات والواجبات... أيها الأمهات إن أبسط حقوق الطفل أن يشعر بحنان أمه وقربها منه... أين هذا الدور في هذه الأيام...
والله ثم والله إنّ هذا الدور وأدوارا إخرى لا تقل أهمية عنه أصبحت من نصيب الخادمة في كثير من مجتمعاتنا...
أيها الكريمات.. الحيوانات تهتمّ بتربية أبنائها وكثيرا ماأرى عجبا إذا شاهدت برنامجا وثائقيا يحكي دقائق تقوم بها
الأم مع أبنائها لا يملك المسلم إلاّ أن يقول سبحان من وهب هذه الوحوش هذه الفطر السليمة وسبحان من وهب الإنسان عقلا وفطرة ولكنّه حاد عنهما إلى نزوات وشهوات غريبة.
في زمن مضى كانت الخادمة عند كثيرين حاجة ماسة إما لمساعدة زوجة منهكة من كثرة الأولاد وبلغت من السن مبلغا.. أو أم مقعدة طاعنة في السن...
أمّا اليوم أصبحت مظهرا وجزءا لا يتجزأ من كماليات الإنسان... وأصبح مكانها ليس البيت للخدمة والقيام بأعماله اليومية بل تعدّاه لتصبح مديرة أعمال الزوجة... فهي في كل مكان في البيت والمطعم والشارع وبيت الأهل...
أعرف في هذا الوقت أمهات خرّجوا أجيالا والله مالجؤوا لخادم أو خادمة... بل كانوا يلجؤوون إلى الله..
وكانت النتيجة الحتمية اللتي يوفّيها الله كل مؤد لأمانته أن حفظهم الله لأهلهم وأصبحو مميزين أبناؤوهم وبناتهم شامة في كل جبين.. والله لا يراهم إنسان إلا قال بالحرف جزى الله أبويكم على ماقدّموا لكم
عائلة متوازنة طيبة مباركة... ترى فيها أمثلة مفقودة في حياتنا اليومية وواقعنا المعاصر... وهذا مانطلبه ونرجوه أن نرى مجتمعا واعيا ملما مترابطا قريبا من الله...
ولا يفوتني أن أذكر قصة زوجة صالحة حينما تزوجت تركت عملها وهي المحبة له ومحبوبة الجميع... رفضت إدارتها طلبها بالإستقالة و طالبتها بإعادة التفكير لما لها من آياد بيضاء وحسن خلق مع كل فرد في ذاك المجتمع..
المهم حينما سؤلت عن سبب تركها مع وجود الأسباب الكافية والمقنعة لبقائها فأجابت:
((قلت في نفسي أيهما أولى المال أم راحة البال وجدتها راحت البال
وأيهما أولى إثبات النفس وتحقيق الذات خارج بيتي أم في بيتي فوجدته بيتي..
فوهبت زوجي وأطفالي شهاداتي وتعب سنين الدراسة وقدمتهم على كل ما سواهم وقررت أن أكون سيدة في بيتي..
فأنا الزوجة والمربية والخادمة والأم و مديرة شؤونهم وواهبة النفس وساهرة الليل من أجلهم...
لا أقبلها أن يأتي علي يوم وطعامهم تعدّه خادمه أو ملا بسهم تغسلها خادمة.. فأنا المسؤولة أمام الله عن كل احتياجاتهم أسعد وأفخر بما أعمله من أجلهم ولا مانع عندي من أن أضحي بكل سعادتي من أجل سعادتهم..))
أيها الأحباب في الله..
لو أن شخصا قرأ هذا الكلام لقال إنّه مبالغة أو تضحية غير مبرر وليس له داع.. وأنا أقول أنه فكر العقلاء ونظرة الأتقياء..
يا أحبابي ما تقولون في بنت تزوجت وهذا ماتحمله في صدرها تجاه زوجها وأطفال المستقبل.. ما هو شأن طفل هذه أمه...؟؟
ألا توافقون أيها الأحباب أنّه في حال كانت هذه الزوجة بهذه الحال فإنّ العون سوف يكون حليفها في كل وقت وحين من زوجها وأبنائها.. فتجد أزواجا يساعدون زوجاتهم في الغسل والكنس والغسيل وحتى الطبخ بعد الرجوع من أعمالهم.. ثم مايلبثوا أن يشب الأولاد والبنات وهم في هذه البيئة الحية اللتي لا اعتماد فيها إلا على النفس.. والنتيجة الحتمية أن ترى بإذن الله أولادو بنات يساعدون أمهاتهم وأبائهم و يعتمد عليهم..
قال الشاعر:: الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق
فجزى الله من ربى هذه المرأة لتكون بمثل هذا الفكر والعظمة... والله ما أسعد وهنى زوجها بها وأطفالها.. إنني سعيد ومتفائل بمثل هؤلاء الأمهات وأسأل الله أن يقر أعينهن بأزواجهن وأبنائهنّ وأسأله جل في علاه أن يبدلها خيرا من عملها ويعوضها عنه فهي تركته ابتغاء مرضاته سبحانه...
إنّ على الزوج مسؤولية القيادة وحده وأي قرار يتخذه هو مسؤول عنه أمام الله.. فالواجب على كل شاب أن يفكر مليا فيما فيه خيره وخير أسرته في دنياه وآخرته... وأن لا يكون مقلدا لغيره أو ضعيفا مهزوزا أمام إرادات ونزوات زوجة متسلطة. بل يتقي الله عزوجل فيها ويسعى من أجل تحقيق مصالح أسرته الدينية والدنيوية
وفي الختام
أسأل اللذي يسّر لي أن أكتب ما كتبت أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه وأن يهدينا سواء السبيلزز
14-11-2005, 01:25 PM
ضوابط المشاركة
العرض العادي
