صل كل طفل إلى سن يبدأ فيها التقليد، وهي سن الثالثة من العمر، وهو يقلد من يراهم متواجدين عنده في المنزل وهو
يقلد أي شيء، مثلاً يقلد أباه في لبسه ومشيه ومأكله، وتقلد البنت أمها في لبس الحذاء واستعمال أدوات التجميل
وغير ذلك ولكن تغمر الأباء الفرحة عندما يشاهد إبنه يقف إلى جواره متوجهاً للقبلة، واضعاً يداه على صدره، ويتمتم
بكلمات ليس لها معنى سوى تقليد أبيه أو أمه في الصلاة ، ومن أكبر الأخطاء التي يرتكبها الآباء في هذه المرحلة –
مرحلة تقليد الأطفال للصلاة عدم ترك الحرية للأطفال في تقليد الصلاة، وحجتهم في ذلك أن الطفل ما يزال صغيراً،
ويدعون أطفالهم للعب حتى يصبح في السابعة من العمر، والصواب أن ندع أطفالنا على فطرتهم، لأن تصرفهم بتلقائية
يحقق لهم استقلالية، من خلال ما يختارونه ويرغبون به، ويكون التدخل من الآباء حين يدخل الطفل في مرحلة الخطر،
فإذا وقف الطفل بجوار المصلي ثم لم يركع أو يسجد ثم بدأ يصفق ويلعب، فلندعه ولا نعلق على ذلك ، وليعلم الآباء
أنهم في هذه المرحلة قد يمرون أمام المصلين أو يجلسون، أو يعتلون ظهورهم وإذا بكى الطفل فلا حرج علينا أن نحمله
في الصلاة في حالة الخوف عليه أو إن لم يكن هناك أحد بجوارنا كي يحمله عنا، وعلى الآباء في هذه المرحلة أن
يبدؤا بتعليم أبنائهم بعضاً من صور القرآن الكريم مثل الفاتحة والاخلاص والمعوذتين .وتبدأ مرحلة جديدة عندما يصل
الطفل إلى الخامسة من العمر، ويجب أن تتطور العلاقة بين الطفل وأبويه، وبالكلام البسيط اللطيف الهادئ عن نعم الله
سبحانه وتعالى وفضله وكرمه، وترغيب الطفل في حب الله تعالى، يجعل الطفل من تلقاء نفسه يشتاق إلى إرضاء الله
تعالى،وفي الوقت نفسه لا بد وأن يجد الطفل أمامه قدوة صالحة فمجرد رؤية الأب والأم ملتزمان بالصلاة خمس مرات في
اليوم دون ضجر أو ملل، يؤثر إيجابياً في نظرة الطفل لهذه الطاعة فيحبها لحب أبويه لها، ويلتزم بها كأي سلوك يومي
وعلى الآباء متابعة أبناءهم بحرص شديد، وسرد قصة الإسراء والمعراج وفروض الصلاة وسرد قصص الصحابة وتعلقهم
بالصلاة والاستماتة بأرواحهم من أجل طاعة الله سبحانه وتعالى .ومن الخطأ الذي يرتكبه الآباء في هذه المرحلة
أسلوب التهديد والضرب عدا أن الضرب غير مباح في هذه السن من العمر، ولا بد من التشجيع له حتى تصبح الصلاة جزءاً
اساسياً في حياته، ويكافأ الطفل بشتى أنواع المكافآت، ويعطى مكافأة إذا صلى الخمس الفروض، ولو قضاءً، ثم
يكافأ إذا صلاها في وقتها ، ويجب أن يتعلم الطفل أن سعيه إلى الصلاة هو سعي إلى الجنة، ومن أجمل الآشياء التي
يعملها الآباء هي اصطحاب أبنائهم إلى المسجد وهذا يفرح الطفل كثيراً ويراعى في هذه المرحلة، تعليم الطفل بعض
أحكام الطهارة، البسيطة، وكيفية الاستنجاء، وأداب قضاء الحاجة ، وضرورة المحافظة على نظافة الجسم والثياب
وربط كل ذلك بالصلاة .وعلى الآباء أن يذكروا أطفالهم بالصلاة في صيغة تنبيه مثلاً أن يقال لهــــم : " العصر ياشباب:
مره أو مرتان أو ثلاث مرات "، وليكن الآباء مبتسمين وهادئين حتى لا يكذب الطفل عليهم، ويمكن اعتبار بلوغ الطفل ا
لسابعة من العمر حدث مهم في حياته بل ويمكن إقامة حفلة خاصة بهذه المناسبة، يدعى إليها المقربون أيضاً ويجب
على الطفل أن يرى في الأب والأم حس اليقظة نحو الصلاة، ويجب أن يدرك أن حبه للرياضة لا يكون على حساب صلاته
فهذا أمر مرفوض أن يتعلم ويجب أن يعلم بأنه حتى وإن كان مريضاً فعليه أن يصلي قدر المستطاع، وعليه أن يتعلم
رخصة القصر في السفر، ويجب غرس الشجاعة في نفس الطفل فلا يتحرج من دعوة زملائه للصلاة معه، ويجب أن أن
نتدرج في تعليم الأطفال النوافل بعد ثباته على الفروض .