| إذا كنتي تريدين أن تحككي الشرع الى أقصاه سيقول لك الفقهاء الأصل أن المرأة تابعة لزوجها ولا تخرج من المنزل ولا حتى لأهلها إلا بإذنه وشروطه ، فما بالك بالعمل ؟ ، إذا يحق له أن يمنعها شرعا عن العمل خارج المنزل |
| أو يشترط مشاركتها المادية في أعباء المنزل مادام عندها مصدر دخل ، حتى لو كان مال قارون، وهكذا تكون دفعت بقوة الشرع وليس بكرم الأخلاق وحسن العشرة الذي تمنيت أن يكون بين الزوجين ، ومادمتي مصرة على استعمال كلمة الشرع بالكامل ، فالزوج أيضا له فيها نصيب وليس الشرع فقط للمرأة ، والشرع يؤخذ بكامله |
|
وذكرت لك أن الشرع جزء من الدين وكله قائم على الحق وعلى الأخلاق ، هكذا يجب أن يكون ( ان الله يأمر بالعدل والإحسان) وفي الحديث (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) ، وهذه العبارة الشرعية لاشك أن لها ضوابط ولا يمكن أن تؤخذ على هذا الإطلاق ، فإذا كان الزوج معدما أو مريضا فهل يضرب على قفاه بالقوه ليصرف على زوجة مليونيرة ؟ ، طبعا لن يقول الشرع هذا في مثل هذه الحالة ، وهذه المقولة لم تأخذ في حسبانها أن المرأة تخرج أكثر النهار لتبني لنفسها مكانة مالية واجتماعية خاصة بها ، وبعضهن تتفوق في مرتبها على الزوج مما يضطره للديون ، وهذا على حساب وقت الزواج وعلى حساب المنزل ، الكلام الشرعي عن الوضع القديم عندما كان الزوج هو المسؤول عن العمل وهو الذي يعمل وكانت النساء كلهن تقريبا في المنازل ، ولم تكن هناك وظائف للنساء . |
| إّذا هي تخلت عن بعض واجباتها في المنزل ويلزمها بعض مايلزم الزوج |
| المشكله أن بعضهن تجبر الزوج المسكين أن يحضر خادمة على حسابه لتسد الفراغ الذي سببته الزوجة بخروجها لعمل تستأثر هي فقط بمرتبه ، الشرع لا يقر الظلم مهما قلتي ومهما تحججتي بعبارات مشهورة ، فكلام الله يقول ( اعدلوا هو أقرب للتقوى ) ، وإذا كانت تملك مال قارون كما قلتي فعليها أن لا تخرج من المنزل وينفق عليها على قدر طاقته دون أن يكلف أعلى مما يستطيع من هو مثله في الدخل ، وهذه التي تملك مال قارون هو مالها من غير شراكة الزوج كأن تكون وارثة من ابيها أو غير ذلك ، وهنا لا يحق له أن يمس مالها ، ويجب عليه أن ينفق عليها، لكن أن تكسب المال على حساب وقت الزوجيه وتحتج بهذه العبارة الشرعية فهذا فيه ظلم وتحايل ، لأنها كسبت على حساب منزله وأسرته التي تعب لتأسيسها حتى لو جاءها مال وهي على ذمته ، ميراث أو هبه أو جائزه أو مكسب خارج نطاق المنزل ووقته فلا يحق للزوج أن يأخذ منه فلسا واحدا ، وبهذا تكون العبارة الشرعية صحيحه وهو أنه ينفق عليها حتى لو تملك مال قارون ، بشرط أن لا يكون هذا المال القاروني على حساب أسرته وراحته ومنزله وإلا فالشرع والمنطق والعدالة تلزمها بأن تشاركه في أعباء هذا المنزل الذي تركته وخرجت أهم ساعات النهار وأثمنه وعادت اليه وهي مرهقه تبحث عن الراحة فقط أو تحضر عملها معها الى المنزل ، هذا استغلال للزوج والاستغلال مشين ينفر القلوب ولا يؤلفها ، وكم هي محتاجة أي زوجة لجو المحبة في منزلها ، فهو عشها ومملكتها وليس من اللائق أن تفسد تلك المملكة بالطمع المادي والجشع والاستغلال والبحث عن أي شماعة تعلق عليها شرعية أو قانونية لتعلق عليها تلك الأمور التي تفسد الأسرة فعلا . |
|
هذه وجهة نظرك ، أما وجهة نظري فقد بينتها وأرى أن كل من يقع بالظلم والاستغلال سيحاسبه الله ، وإذا شعر الزوج بالظلم أثر هذا على حياة المنزل وعلى تربية الأولاد أيضا ، فلماذا الطمع ؟ ، الأولى أن يتساعد الزوج والزوجة بكل مايستطيعان لأجل التربية الصالحة والحسنه ولأجل سعادتهما وسعادة ابناؤهما وبالتالي المجتمع ، لم تدخل المشاحنة المادية إلا وأفسدت النفوس، والاحتجاج بالحقوق والتعلق بأجزاء من الشرع دون البقيه هذه لا تفيد شيئا كثيرا ، الإلتجاء للأخلاق من وجهة نظري أفضل من الإلتجاء الى الحقوق والمجادلات التي ليس لها من دافع إلا الإتكالية والرغبة بابتزاز الطرف الآخر ، وهي نصيحة لكل زوج وزوجة على كل حال ، لا تدخلوا المادة والحسابات في حياتكم ، ضعوها في أيديكم وليست في قلوبكم . |
| مواقع النشر |
ضوابط المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
BB code متاحة
الابتسامات متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
|