دفقـ مشآعري..!
وها أنا قد عُدتُ حرةً..من كل شيءٍ بما فيها مشاعري..وثقتي بالآخرين ما أراها إلا أنها بأشد لحظاتها أحتضاراً..مرحلةٌ آنية قد تكون كذلك..لكنني أعرف نفسي..فما أنا إلا قلبٌ متعطشٌ للأمان..أعلمُ أنني لن أجده بالزواج ..شعوري بالخوف ليس لأنني منطلقة بل إنه شعورٌ سابقٌ للطلاق وربما سابقٌ حتى لطفولتي..تحليليةٌ أنا ولذلك أستمر بالتفكير والتأمل والكتابة ..لا أشعر بالحزن ولا بالندم ولا بمشاعر أشتياق لطليقي..أحياناً أخاطب نفسي برودة مشاعري ماسببها..رغم عاطفيتي وقلبي الرحيم أجدني أحنُّ للعاطفة الصادقة لكنني أوقن أن لا وجود لها ربما للآن لم أرها..شهري الأول بعد الطلاق لا أجدني إلا أنني أحمد الله ليلاً نهاراً على زوال الكابوس المفزع من حياتي..إن كان الطلاق شبحاً لغيري فما أراه إلا ملاك الرحمة لي..لستُ أزيف عاطفتي ولهذا أنا أكتبُ هاهنا ما أشعر به ربما أجده طبيعياً لي هذا الشعور لكن الجميع لا يصدقه..للحق لستُ أستطيع أن أزيف مشاعري فلو كنتُ حزينة لكتبتُ أني حزينة..لكني ربما أدخر الحزن للأشياء الثمينة النادرة حقاً وليس على ذهاب الأشياء التي بلا قيمة.!أنا الآن لستُ أعرف نفسي كثيراً أرى بي وجعاً ليس منبعهُ الإنطلاق..منبعه قديم أعرف سببه لكنني لا أستطيع له علاجاً..وليس له حلٌ بهذه الدنيا..يُزعجني أن أبكي داخلياً ولا يستطيع أحدهم رؤية دموعي ولا يستحق أحدهم أن تسقط عليه..متناقضة لا لشيء إلا لأنني يتجاذبني الفقد المؤلم منذ وجودي..وفقدان الأمان من قلبي..ماكان حالي لو ملأ قلبي الأمان ...ماهو الأمان الذي أنشده؟؟ قطعاً ليس أماني بالزواج ولا بالأطفال ولا بالعمل ..زاويةٌ فارغة تحتل قلبي وتتمدد عاماً بعد آخر منذ عرفتُ نفسي..قد أستشرت وقرأت وتحدثت بما يؤلمني وأجدني أعود لدائرة الفقد..وعدم الأمان والخوف الذي ينشب أنيابه في قلبي منذ وعيتْ..مالعلاج لم أجده..كان انطلاقي جزءاً من أستنشاقي للحرية وقد عدتُ لحريتي وبتُ لا أذكر حياتي السابقة خلال الزواج الماضي سوى لمحاتُ حلم حتى أنني أشعر أنني لم أتزوج من قبل..مشكلتي لم تكن الطلاق بل كانت أن أضفتُ عبأ آخر لحياتي المنهكة فصار الإنهاك ضعفين والآن عدتُ لإنهاكي الأول ربما أجدهُ أكثر حميمية وإلتصاقاً بي ..أجد بوحدتي لذةً لا تضاهيها لذة عدتُ كما في سابق عهدي ربما يهبني هذا شيئاً من الرضا..لماذا اكتب لا أدري شعرت قبل ساعة من الآن بحاجتي للكتابة فكتبت ...!
27-08-2012, 11:31 AM
ضوابط المشاركة
العرض الشجري