حوار النبي صلى الله عليه وسلم مع اليهود :
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
الحوار والاختلاف مع الآخر، أمر حتمي، تفرضه طبيعة الحياة. وبما أن الحوار عبارة عن علاقة مباشرة بين طرفين أو أكثر، تقوم على التعبير وتبادل الأفكار والحجج والبراهين بهدف التواصل والإقناع أو التأثير، فمن الضروري أن يؤدي هذا الحوار إلى شيء من الاختلاف حول بعض الأمور وطرق تناولها. علاوة على أن هذا الآخر ربما اختلفت بيئته عن بيئتك، وثقافته الاجتماعية عن ثفافتك، مما يستوجب نوعا من التعايش وقبول الآخر، وقبول الحوار والتعايش معه، طالما أن هذا التعايش لا يمس شؤون العقيدة أو الثوابت الدينية.
فالحوار له أهمية كبرى في ديننا الحنيف، فالمتأمل في نصوص الكتاب والسنة يجد ذلك واضحا في حوار الله مع ملائكته ورسله، وحوار الرسل مع أقوامهمً, ولهذا اعتنى أهل العلم والمثقفون من المسلمين بالحوار منذ القرون الأولى وإلى وقتنا الحاضر .
وبحثي هذا لا يتحدث عن القيام بالحوار وأهمية ذلك بقدر ما يتحدث عن كيفية القيام بالحوار والمنهج الصحيح في ذلك، والذي يدور حول السؤال الرئيسي وهو كيف حاور الرسول صلى الله عليه وسلم اليهود؟