اسمحي لي أن شارك في حل طلاسم ما تعانين
كثير منا يسعى يسعى لمنصب مرموق لإكتساب قيمة إجتماعية ، فالمنصب يجلب وجاهه إجتماعية ، والوجاهه الإجتماعية تجعل الإنسان يشعر بالرضا عن نفسه فالناس تحترمه وتقدره وتستشيره وتسأله.

وكثيرا ما نتعامل مع الآخرين بإفتراضات نظن أنها مما يمليه علينا هذا المنصب فتتغير معاملتنا للناس وتتغير معاملة الناس لنا من حيث نشعر أو لا نشعر فمثلا:

- أتابع الواتساب لأرد على أي استفسار لئلا يكون إهمالي الرد شيئا يؤخذ علي
هنا أنت تغيرت : قولك لئلا يكون إهمالي شيئا يؤخذ على يعني أرد عليهم لئلا يقولوا أنني متكبرة ، مع أن الطبيعي أن تردي عليهم من باب السؤال عن حال الأصدقاء والتسلية والفكاهه والمشاركة الإجتماعية المحببة للنفس ، لكن المنصب غيرك من حيث لا تشعرين فأصبحت بعض تصرفاتك هي ردود أفعال لمواقف أو ظنون وهواجس .

-كأنني محاطة بدائرة من سياج لا أحد يقتحمه ، فكلهم بعيدون عني بالمقدار نفسه
نعم انت بنيتي نصف السياج والاصدقاء والأقارب اكملوا النصف الآخر ، حين يعتلى أحدا ما منصبا ما ، تنتابه ظنون وجواهس ، وتنتاب المحيطين حوله ظنون وهواجس ، كل هذه الظنون حول هذا المنصب يفرزها المرء في حديثه مع نفسه ، سأفعل كذا حتى لا يقولوا أنني متكبر ، لن أفعل هذا حتى لا يقل احترامي بينهم ، لو انبسطت في الحديث معهم ربما يطلبون مني واسطة ما لذا سيكون حديثي مقتضباً ومن هذه الظنون والهواجس التي تخرج الإنسان شيئا فشيئا عن شخصيته الحقيقة الى شخصية مزيفة رسمها بنفسه .

كذلك المحيطين به يتغيرون ، ما جات لأنها متكبرة ، ما تضحك معنا ، رافعة خشمها، فيكتمل بناء السياج.

لكي تحطمي ذلك السياج عليك بنفسك أولا عودي الى شخصيتك الحقيقية ، عودي كما كنت في المرحلة الثانوية ، المتوسطة ، مرحلة الطفولة ، كما كنت ، حطمي نصف السياج

ولكي تحطمي النصف الآخر الذي بناه المحيطين حولك عليك بذل جهد مضاعف من التواضع لتكذيب الظنون التي تعتريهم ، جربي مثلا أن تستشيريهم في أمر ما على أنهم افهم منك في هذا الأمر ، الحديث المطول ، الضحك ، المزح ، كل هذا سيضيف لك الكثير وستشعرين بدفئ العلاقات الإجتماعية مجددا .

بقى امر آخر :
_ يعني بعد انفصالي أنا في بيت العائلة
_ لا حياة خاصة أعيشها ، ولا لحظات خاصة أخطط لها

إنك إذا أنفضت المجالس وذهب كل الى دائرته الخاصة وذهبت أنت الى تلك المكتبة ، تمنيت أن يكون لك دائرة خاصة من جديد.