السلام عليكم ...
الأخت الفاضلة .. مغتربة ... أعتذر على التأخير ، ولكن كنت حريصا على التثبت والتأكد ، وحقيقة كم علمت أيها الاخوة أن أمر الفتية ليس بالأمر الهين ، وأن أمور الطلاق ليست بالأمور اليسيرة ، وهناك قصص يشيب منها شعر الرأس في هذا الباب كقضايا مرفوعة في المحاكم كما يحكي ويذكر لي بعض الاخوة .. جزاه الله خيرا ..
ولكن بعد سؤال وبحث وتمحيص أتيتك بالحكم الذي ذكره لي أهل العل ، ولم أذكر شيئا فيه من عندي .. وقد اختصرته ليكون التالي :
أقسم الموضوع إلى قسمين
القسم الأول ( الناحية الشرعية وحكمها في ما حدث لك(
القسم الثاني ( الحلول المنطقية العقلية المتاحة (
القسم الأول ( الناحية الشرعية ... (
من خلال أجوبة المشايخ الذين سألتهم حتى الآن .. رتبتالأمر وقسمته إلى أقسام ثلاثة :
أ ـ العدة .
ب ـ الرجعة أو المراجعة .
ج ـ المهر .
وهذه الأقسام الثلاثة لها حالات كالتالي :
الحالة الأولى : إذا تمت الخلوة بينكما وكان هناك دخول أو حسبت على أنها خلوة تقوم مقام الدخول :
أ ـ العدة : فإنعليك عدة المطلقة .
ب ـ الرجعة أو المراجعة : الطلقة التي طلقها لك تعتبر طلقة أولى ، فهو يستطيع إرجاعك .
ج ـ المهر : لك المهر كاملا . ( في حالة أن الطلاق كان من قبل الزوج فقط )
الحالة الثانية : إذا تمت الخلوة بينكما بدون دخول أو حسبت على أنها خلوة من غير دخول :
أ ـ العدة ـ ليس عليك عدة .
ب ـ الرجعة أو المراجعة : تعتبرالطلقة هنا طلقة بائنة بينونة صغرى ، وللمراجعة يحتاج الأمرإلى عقد ومهرجديدين .
ج ـالمهر : لك نصف المهر ( في حالة أن الطلاق كان من قبل الزوج فقط )
وبالنسبة للمهر في حالتكما ، فإن المهر حاليا من حق زوجك حقا مشروعا كاملا ... له أن يسترده كما دفعه أو كيفما يشاء ( سواء أكان ذهباً أو مالا ً أو الاثنين معا )
وفي نهاية المطاف ، الأفضل في قصتكم أن تجلسي وزوجك أمام القاضي ليحكم على خلوتكم أتكون في مقام الخلوة بدخول أو الخلوة من غير دخول ... لأن كل واحدة فيها تترتب عليها أمور كثيرة ...
ملاحظة هامة : قبل أن أخوض في ما نصحني به مجموعة من الباحثين والعلماء وطلاب العلم الذين نحسبهم من أهل الخبرة والخير
والصلاح .. أود أن أخبرك بالكلام البيِّن الواضح عن حكاية ( فرض القاضي الزوج على التطليق ) .
الصحيح أنه في دين الله عز وجل لا يوجد شيء يجبر الزوج على تطليق زوجته بالطريقة التي حصلت ، وليس من
حق الأب التدخل ، ولكن في ما تعارف عليه الناس في المملكة العربية السعودية أن الأب إذا رفع أمراً كهذا إلى
القضاء فإن القاضي يقف مع الأب نظرا لأنهم يشترطون في العقد التكافؤ في النسب .. وذلك أمر قد أقره بعض
الفقهاء . وعلى ذلك قد اتخذ القاضي إجبار الزوج على إصدار الطلاق ، وفي الغالب ـ والله أعلم ـ لم يكن ذلك هوى
متبع أو انحياز إلى فئة دون أخرى ...
ذكرى .. ولكن أرجو أن لا تؤثر فيكما سلبا .. لكنها الحقيقة :
أختي الفاضلة ... لست أحب الندم على ما فات ولا التفكير فيه لأنه شيء من الماضي ، لأنه لن يزيدنا إلا تقييدا لي عن التفكير في اليوم الذي أعيش فيه ، ولكن أخبرك من باب العلم وأرجو أن لا يقيدك ذلك فعلا ... كانت هناك حلول كثيرة جدا ، فقط لو لم يطلقك زوجك ... لا أريد أن تندما وإن كان الجميع يوقع شيئا من الخطأ عليه في كونه طلق ( فقد قدر الله وما شاء فعل ) ، ولكن الأكيد بالنسبة إلينا أنه لم يطلق برغبته وإنما كانت هنالك ظروف معينة لم يستطع زوجك تجاوزها .... ولكن الحمد لله على كل حال ...
القسم الثاني ( الحلول المنطقية العقلية المتاحة ـ في حالة بغيتكم العودة ) :
1 ـ يرفع الزوج إلى التمميز في القضاء الأعلى اعتراضه على صك الطلاق الصادر من القاضي ويطلب استئناف للقضية ، وإن حكم أكرمكم الله وحكم له التميز برفض قرار القاضي وعدم اعتماده ، ذلك هو بداية طريق العودة إن شاء الله ، يتبع ذلك أن يرفع الموضوع إلى الإصلاح ليتم فض النزاع وحل الإشكالية بطريقتهم ومعرفتهم ومعلمهم جزاهم الله جميعا خير الجزاء ...
2 ـ يرفع ما حدث له بخطاب إلى ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ، ويخبره الخبر ، ويذكر له أن ذلك من التفريق العنصري الذي يسبب شيئا من القلائل والفتن في المجتمع وهذا ما يتعارض مع نظام الدولة والحكم ... الخ
آراء خاصة جدا :
أجمع تقريباً جميعا من سألتهم ( بعد حزنهم الشديد على القصة ) بأن الأفضل والخير هو بعدكما عن بعضكما البعض ، وأن الله عز وجل سيعوض كلا منكما بإذنه من هو خير منه ... وأسبابهم التي ذكروها ليست موضع ذكر في هذا المقام ... وإنما كان ذلك إجماع الغالبية ، مع العلم طبعا ـ حتى لا يُفهم كلامي بصورة خاطئة ـ كل شخص سألته كان على حدة .
هذا ما كان لدي ... أعتذر على الإطالة .. والتأخير ... وأقول من عندي أن الأمر يرجع لكما في نهاية المطاف وأنتما أصحاب القرار ، فاستخيروا الله عز وجل مجددا قبل الإقدام على أية خطوة جديدة ... والخير هو ما يختاره الله لكما ...
وفقكما الباري .. وسدد خطاكم .. ولتكن روحكم مشرئبة إلى رحمة الله وكرمه وفضله .. وأنه لا أرحم بكم منه سبحانه .. بل هو أرحم بكم من أمهاتكم اللائي ولدنكم ...
السلام عليكم