بوركت أخي الفاضل ، موضوع رائع و أفكاره أروع

في انتظار الحلقات الأخيرة لنستكمل الموضوع

تحياتي

اليوم حماهـ تذبح مره اخرى .. اللهم عليك بالطاغية واعوانه .. اللهم اهلكهم و سلط عليهم .. اللهم ارنا عجائب قدرتك فيهم

في هالزمن تقدر تقول أن المثلث مستقيم وشي طبيعي لو تقيس الدائرهـ بالمسطرهـ !!

الإنسان المرن هو الإنسان الذي ينجح في النهاية, تذكر الوقت الذي كنت فيه مرنا وكيف انحلت الأمور, الإنسان المرن الذي يسامح والذي يتجاوز عن أخطاء الناس ويستمع لآرائهم ولو كانت البداية لا توحي بالنصر, الإنسان المرن هو الذي لديه أكثر من خيار دائما, وبسهولة يغير أفكاره وقناعاته إذا رأى الصواب في تركها ويقبل إذا رأى الصواب في تركها, ويقبل الصواب أينما رآه وهو ليس بإنسان تافه أو أبله بل ذكي حكيم يرى أبعاد أفعاله وإن أخطأ فإنه يعود للصواب ويجرب ما يصلح ويرى الأعذار للناس ويتقبل الأخطاء والمساوئ ويعلم أنها من عادة البشر وهو إنسان له أهداف كبيرة في حياته ولا وقت لديه للشجار والغضب بل هو ذاهب لهدف أسمى وأعلى من ذلك كله ولا تهمة التوافه والأفعال الطينية لأن أفعاله نورانية عالية, متصف بصافات روح الله التي نفخها فيه تاركا الأرض ودنياها ودناياها.

ما حصل بالماضي لا يحدد ما سيحده بالمستقبل وإن حدث فإنك الآن أقوى, وما حدث بالماضي لا يحدد من أنت, أنت تستطيع أن تحدد من أنت الآن وليس بالماضي, أستمتع بالتوبة بدل أن تعيش مرارة الذنب, أستمتع بالتسامح والحب بدل العيش في عذاب الشجار والخصومة, تمتع بالنجاح بدل تذكر الفشل, أنظر لنعم الله عليك إذا رأيت مبتلى وقل: ( الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلا) أنظر للجانب المشرق من حياتك وإن لم يكن فاصنع الحياة التي ترغبها, يقول غاندي ( كن أنت التغيير الذي تنشده في هذا العالم ), كن أنت النواة أنت النور أنت المبادر أنت المسعد أنت المجدد أنت الناجح أنت المعطي أنت السعيد أنت الشمس المضيئة لغيرك والكوكب المشع والقمر المنير والنهر الجاري والجبل الثابت والسماء الصافية والسراج المنير والفارس الشجاع المقدام البطل.

في البداية كنت أستمع للتسامح وفضله لكني لم أكن جادا في تحقيق التسامح بل كان كلاما ولم يكن عملا في لساني وقلبي, لأني في الحقيقة لم أكن أعرف كيف أسامح وعرفت معنى التسامح وأحسسته وذقت حلاوته في دورة العلاج بخط الزمن فاكتشفت أن هناك مواقف من الطفولة لم أسامح فيها فرجعت لها وتعلمت منها وسامحت الماضي وأرحته وبعدها أحسست بسعادة غامرة وحب لهؤلاء الناس الذين آذوني بل وشوق لهم وهو في الحقيقة لم يؤذونني بل إن نواياهم جدا طيبة وهم في غاية الحب لي ويريدون مصلحتي, وازداد تعلمي عن التسامح ولكن بعدها توقفت عن ممارسة تطبيقات التسامح فأحسست برغبة بالابتعاد عن الناس إلى أن حضرت أمسية قوة الحب للدكتور إبراهيم الفقي وكانت نقطة انطلاقة لي في التسامح وللأبد بإذن الله وتعلمت الكثير من الأشياء ولا زلت أتعلم ودائما أحاول أن اصل لأقصى درجات التسامح.

هذه قاعدة من أجمل القواعد في مواجهة الرفض أو الفشل والخوف وكثير من الناس لا يسامح لأنه يريد مساحة أو لأنه خائف من الأذى ولو علم هذه القاعدة لكان أقل خوفا وأكثر تسامحا وأكثر رضى, والقاعدة هي: ( ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك) .
ولو أجتمع الناس كلهم على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك بشيء إلا بما كتبه الله لك ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك, وأي مصيبة تصيبك فلا تحزن وتتضايق بل أسعد وأرض بمها لأنها مكتوبة في كتاب ( ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير) الحديد 22.
فإذا حدثت لك أشياء مفرحة فلا تفرح بها لأنها مقدرة لك وكذلك الأشياء المحزنة وإذا آذاك أحدهم فأرض بذلك وسامحه فإن هذا من قدر الله وأرض بذلك وإذا لم تسامحه فإنك بذلك تعترض على قدر الله وتتسخط عليه.

لقد عشت بأمان في الماضي وإلى الآن ولم يحصل شيء وستكون كذلك بالمستقبل, أحيانا يكون المانع من التسامح هو الخوف من الأذى في المستقبل ولكن لا تخف فإنك عندما كنت في الماضي وتعرضت للأذى فإنك الآن في أمان وقد تجاوزت هذه المحنة وأنت الآن بخير وستكون كذلك بالمستقبل وستكون أقوى بالمستقبل ولن تكون أقوى ما لم تسامح وتتعلم من الماضي والإنسان يصل للتسامح عندما يتعلم من مواقفه, والماضي لا يتحكم بالمستقبل وما حصل بالماضي حصل وانتهى وأنت الآن إنسان أخر وجديد وقد تعلمت أشياء جديدة وستتعلم أكثر بالمستقبل وستكون على ما يرام فسامح من آذاك في الماضي وإن آذاك في المستقبل فأنت مسامحه وتعرف كيف تتعامل معه ومع أي شخص بالمستقبل وستكون أفضل وأفضل بإذن الله.

شكرا لكم جزيلاعلى مروركم ومتابعتكم لهذا الموضوع... وإن شاء الله لن أتاخر عليكم في تكملة الموضوع وكما ذكرت سابقا أنني أقوم بطباعة الموضوع من الكتاب مباشرة للمنتدى.. وهذا سبب تأخري في إدراج الحلقات... [color=#FF99CC]شاكر للجميع متابعتهم..[/color]. وترقبوا الحلقات الأخيرة قريبا بإذن الله...

مهما كان ومهما حصل فإن كل ما يحدث فهو لسعادتك ولصحتك ولصالحك, وأنظر لكل ما يأتيك سواء كان إيجابيا أو سلبيا فهو لصالحك وأنظر للمحنة على أنها منحة أو حولها لمنحة, ولو نظرت إلى قصص العظماء لوجدت أنهم مروا بمحن كثيرة ولكن لم يجعلوا هذه المحن مؤثرة عليهم بل حولوها لمنح لصالحهم فخرجوا من محنهم أناسا جددا متطورين سعداء, وفكر دائما في تحويل المحنة لمنحة والتعاسة لسعادة والمشكلات إلى حلول والمرض لشفاء ( وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون ) البقرة 216.
والعاقل من يرضى بقضاء الله وبمجرد رضاه فإن الأنوار تأتيه من كل مكان ويخرج من محنته فراشة بعد أن كانت دودة وعصفورا يطير بعد أن كان بيضة, والذكي من جعل العداوة صداقة وأكثر من أصدقائه وقلل من أعدائه, وجعل من خلافه نقطة بداية للتسامح والحب والتفاهم ونقطة فهم للنفس ومعرفة حاجاتك ودوافعك ونقطة انطلاقة لسعادة الدنيا والآخرة.

يقول الله تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم ) النساء 92.
وهذه قاعدة جليلة في التسامح فإذا رأيت شخصا ليس بالمستوى المطلوب وأنه كثر الخطأ أو أنه يكذب أو يفعل أشياء قبيحة فسامحه لأنك كنت من قبل تخطئ وتعصي فمن الله عليك بالصواب والهداية فأغفر لهذا الشخص وأعتبر هذا الشئ طبيعيا في البشر وبإذن الله سيصلحون في يوم ما وليس عليك الكشف عن قلوبهم إن كانوا صالحين أم لا, فأنت عليك بنفسك, وإذا رأيت الناس على خطأ فأشكر الله أن علمك وهداك وسامح هذا الشخص على أفعاله لأنك في يوم من الأيام كنت مثله.