يوم 9 ذو الحجه يوم عرفه ....
استيقظنا الساعه 3 فجرا واستعدينا للانطلاق الى عرفه ... تحركت الجماعات كل مجموعه تذهب الى الباص المخصص لها ،، قبل ان اخرج من المخيم زوجي اتصل علي وقال قابليني عند باص رقم 19 ... فقلت له ليش هذا مو باصنا احنا باصنا مع ابو وليد ... فقال زوجي لو رحنا مع ابو وليد مارح نوصل الا بعد ما يخلص يوم عرفه ...
ركبنا باص 19 وانطلق الباص بكل سكينه وهدوء والحجاج كلهم السنتهم تلهج بالتلبيه وقلوبهم مطمئنه وخاشعه وغير كذا كان سواق باص 19 شااااااااطر وصلنا عرفه بوقت قصير جدا واوقف الباص امام مخيمنا في عرفه بالتمام دون الحاجه الى المشي لمسافات طويله كما حصل مع بقية الحجاج...
دخلنا المخيم كان عباره عن خيمتين كبيرتين يفصل بينهم حديقه جميييييله ... انا بصراحه كنت جدا نعسانه فتوجهت للخيمه الاقرب مني وصليت الفجر ونمت للساعه 11 صباحا ...
استيقظت الساعه 11 صباحا وتفقدت المكان بعد الافطار صلينا الظهر بعد ذلك اخذت قرآني وسجادتي وابتعدت عن جماعة الحاجيات واخترت مكان منزوي بعيد عن الناس للتعبّد...
الشيء المضحك انه عند استيقاظي الساعه 11 الصباحا كانت هناك مجموعه من الحاجيات للتو واصلات الى عرفه اي بعد وصولنا ب6 ساعات... والمفاجاه انهم حجاج وحاجيات باص ( ابو ولييييد)...
كان الغضب ظاهر على وجوههن والعرق يتصبب منهن واعتقد ان ابو وليد قد اخذ نصيبه اليومي من السب والشتم وربما الركل
يالله على هدوء ذلك اليوم وجماله شعرنا فعلا اننا ضيوف عند الرحمن ولكن المحزن ان الوقت مر سريعا واعلنوا الاستعداد للذهاب الى مزدلفه بعد اذان المغرب مباشرة ...
هذه المره ركبنا مع ابو وليد لانه جميع الباصات الاخرى كانت ممتلئه ولكن لحسن الحظ وصلنا الى مزدلفه الساعه ال9 مساء اي بعد تقريبا ساعتين ونصف من انطلاقنا من عرفه ... احسنت يا ابو وليد لان الجميع توقع انه مع ابو وليد لن نصل الا بعد منتصف الليل..
نزلنا في مزدلفه ولم يكن هناك مكان مخصص لحملتنا واخبرنا مشرف الحمله انه بامكاننا ان نجلس في اي مكان بمزدلفه وان نجمع الجمرات من اي بقعه نشاء على ان يكون تجمعنا عند الساعه ال12 مساء عند الباص...
الحمله لم تقصر معنا ،، وزعوا لنا البطانيات والسجاجيد وكذلك وجبة عشاء ... اخترت انا وزوجي بقعه جميله وفرشنا سجادتنا وتوضأنا وصلينا صلاة المغرب والعشاء جمع تاخير بعد ذلك جلست انا اتناول العشاء واشاهد زوجي وهو يلتقط الجمرات ،، صراحه كانت لحظات جميله شعرت وكاننا في نزهه ولكن الفرق اننا نؤجر في كل خطوه نقوم بها وبكل كلمه خير ننطق بها ...
تعرفوا يا بنات انا اذا جلست بمكان مكشوف والهواء يرفرف علي والجو لطيف يجيني النوم بقوووه وهذا ما حدث معي ،، استيقظت على صوت زوجي ينبهني انه حان الوقت للتوجه الى الباص...صراحه فرحت اني اخذت غفوه في مزدلفه لانه هذي سنه عن النبي صلى الله عليه وسلم وكثير من الناس حاولوا النوم بس ما قدروا ...
المهم ركبنا الباص ( طبعا باص ابو وليد) واتجهنا الى مخيمنا في منى ولكن لم ندخل الى الخيمات بل مباشره اتجهنا الى الجمرات للرمي وذلك في حوالي الساعه 2 فجرا....
في البدايه كنت متخوقه لاني سمعت ان الناس تموت في الجمرات واغلب الحوادث تحدث في هذه المنطقه ولكن فوجئت بالتوسعه الجديده والنظام المتبع هناك ورمينا الجمرات بكل سهوله ويسر الحمدلله وبعدها توجهنا الي مخيمنا وكلنا رجاء ان يتقبل الله اعمالنا في هذا اليوم...
__________________
الى جنات الخلد يا امي
والله ما غابت دقيقة عن العين أمشي مع العالم وقلبي معاها