أثناء خروجي من العمل اليوم
اتصل بي والدها
سلّم ورحّب وسأل عن الأخبار
وهو مزوح بطبعه وليّن
وكلامه مريح وليس على أعصابه
وأنا كذلك كان أسلوبي كالمعتاد

قال لي: أنا ما ودي أدخل بينك وبين فلانه
وما أدري وش فيكم
والمرة الأولى لما كلمتني (يقصد المشكلة في الموضوع السابق)
أجبرتها على الرجوع لك
لكن هذه المرة لا أريد التدخل

والغريب انكم عاقلين ومتعلمين
لكن ورى ما تروحون لشيخ يقرأ ويتفل عليكم ؟!!
ابتسمت وقلت القرآن بركه
وقراءة الشخص على نفسه أبلغ وأعظم أثرًا
وييسر الله الأمور
والله يكتب اللي فيه الخير..

قال لي ان البنت تحتاج إلى ملابس
ونريد أن نأتي نأخذ بعض ملابسها
قلت ماعندي مشكلة
قال هل أنت قريب
قلت هل لديها نسخة من المفتاح
قال سأتصل عليها
ثم اتصل بي مرة أخرى
وقال لا ماعندها
قلت أنا الآن خارج من العمل
وسأصلي العصر عند مسجد الشقه

سبقتهم إلى الشقه
وأطفأت جميع أنوار الشقه
مع أنها ليست من عادتي
فأنا أترك إنارات خفيفه لتنير المنزل
وأخذت بعض ملابسي وبعض عطوري
حتى أوهمها أني هجرت الشقه
وأني أقمت عند أهلي
وأني جاد هذه المرة في الهجر ولو طال
مع اني في الحقيقة لا أرتاح إلا في شقتي
فأنا أذهب أنام يوميا فيها
وكذلك تبديل الملابس والاستحمام
وبقية اليوم يكون بين أهلي وبين النادي والشباب
وطعامي من يد والدتي حفظها الله لي وأسعدها

رجعت لمنزل أهلي وهو قريب من شقتي
اتصل بي وأخبرني أنه عند الشقه
قلت دقائق وأكون عندك
كنت أكثر في الطريق من قول
حسبنا الله ونعم الوكيل

وصلت ورأيت سيارته ومعه ابنته
نزلت وفتحت باب الشقه ثم رجعت وسلمت عليه
وتركت ابنته ولم التفت إليها
وهي كذلك سارعت بالنزول والدخول..
وسبحان الله،
القلوب شواهد، وقلبي نفر منها !!
ولو اقتربت مني لابتعدت عنها
نعم أصبح في قلبي كره لها
وما عدت أراها إلا أنانية
ومعانده، ومستغله

أخذت والدها معي إلى المسجد
صلينا وأرجعته إلى الشقه
تحدثنا قليلا عن الشقق وأسعارها في حيّنا
ثم نزل، وتركتهم..

وقد أنزل الله على قلبي سكينة عجيبة
بسبب صيامي اليوم ولله الحمد
وقد كنت مقصرًا بل تاركًا للصيام

لك الحمد يا الله كلما تقربت إليك
وشعرت بحلاوة الإيمان

( إنما أموالكم وأولادكم فتنه)
اي والله إن تعلقي بزوجتي
ومحبتي الشديده لها
كانت فتنة في ديني
ليس لأنها كانت تصدني عن الدين
بل كانت تحفزني أحيانًا لكن الخلل في قلبي
وقد وقاني الله شر هذه الفتنه
وأراني أنه ليس من أحد يستحق التعلق به سواه

فإن رجعَت فليس لها كل قلبي
بل إن قلبي كله لله .. ولعبادته


أمسيت في نعمة من الله وعافية وستر
فأدم عليّ يا الله نعمتك وعافيتك وسترك...