جلست مع ابنتها الصغيرة ، كانت تتحدث عن موقف حصل لطفلتها بكل فخر واعتزاز ، قالت كنت من ساعة في محل للعطارة ، رأى صاحب المحل ابنتي فقدم لها قطعة شوكولاتة مغفلة ، ولكنها ابت ان تمد يدها وتأخذها رغم الحاحه الشديد عليها ان تأخذها منه ، حتى اني في الآخر شعرت بالخجل منه وقلت لها خذيها ولكنها ابداً لم ترضى رغم ان الرجل اخبرها انها تذكره بحفيدته
كانت الفتاة تستمع لسرد والدتها للموقف وكيف كانت تتحدث وهي مبتسمة لردة فعل ابنتها
قامت بعدها صاحبة البيت بتقديم الشاي والذرة ( الفشار ) وتقديم طبق خاص للطفلة حتى تتسلى به اثناء جلوسها معهم ، بدأت الام بأخذ ضيافتها ولكن ابنتها ابت ان تمد يدها وتتناول حبة من الذرة ، رغم الحاح صاحبة البيت عليها ولكنها ابت ، فتركتها على راحتها
انتهت الزيارة وقامت ام الطفلة ووقفت لتستعد للمغادرة فتقدمت بضع خطوات كانت تتحدث فيها مع صاحبة البيت ووقفت وسط الغرفة تكمل حديثها وقد تركت الطاولة التي عليها كاسات الشاي الفارغة وطبق الذرة الممتلئ الخاص بالطفلة خلف ظهرها
واذا بصاحبة المنزل يقع نظرها خلف ظهر الام لتتفاجئ بالبنت تجلس خلسة خلفها وخلف امها وتتناول بشراهة مبالغ بها حبات الذرة من الطبق بسرعة كبيرة بيديها الاثنتين وتضعها في فمها قبل ان تخرج رغم انها تركت الطبق امامها لفترة طويلة جدا ولم تمد يدها نحوه البتة
انهت الام حديثها وقامت البنت مسرعة وخرجت امام والدتها ، فذهبت صاحبة البيت واحضرت طبق الذرة وقدمته لها لتأخذه معها فرفضت الفتاة تماما ان تمد يدها وتأخذه وخرجت مع امها
اليس هذا حال بعض البشر من حولنا مع اختلاف السن والمواقف ؟
تراه سيموت _ مجازاً _ على امر ولكنه يظهر عدم اهتمامه ولامبالاته به امام الاهل او الاخرين ليوصل لهم صورة مظللة لا تعبر عن داخله هو نفسه غير مقتنع بها ، اليست هذه مرآءة ؟ الا يعبر ذلك عن نقص ثقة بالنفس وعن شخصية مهزوزة ؟ في الظاهر يظهر عكس ما يبطن وليته في الباطن يحتفظ بتلك الصورة بل يقوم بعكسها تماماً في غياب من يراقبه الا من الله وقد تمتد للمعاصي وتعدي حدود الله ، وامام غيره يظهر ابتعاده وكرهه تلك الامور ويعيش بتلك الصورة المزيفة التي يخدع بها نفسه فقط
البعض يمدح شئ ايجابي في شخص ما ، فتظهر امراض القلب والنفس والعياذبالله والتي تعبر عن ضعف العقيدة من الحقد على ذلك الشخص والحسد وبالغيرة تأكله فيمثل ويرآئي تلك الايجابية امام من مدح ذلك الشخص ليحصل على نفس ذلك المدح وتلك الصورة في عينه فيمتدحه ويثنى عليه كما امتدح واثنى على الآخر، اما في خلوته مع نفسه فيعصي الله وينتهك حدوده ولا تمت افعاله لذلك الامر الايجابي الذي يرائي به البشر مثله ناسيا ان الله من يجب ان يصلح صورته من اجله هو وفقط وليس مجرد كلام انه لا يرائي ولا يهمه البشر ولا يفعل الشئ الحسن من اجلهم في حين ان افعاله عكس كلامه ، لا يهمه ان يصلح داخله ويغير افعاله لاجل الله اولا ومن ثم من أجل نفسه حتى يفخر بها قبل ان يتسول ذلك من الاخرين
الكلام سهل ولكن المحك الحقيقي في افعالك النابعة من داخلك اما التقليد وتمثيل الصلاح من اجل ان يمتدحنا الآخرين فسهل جدا جدا والكل يستطيعه
من يعيش يلهث وراء مدح وثناء وتكريم وشكر غيره ، ومن يلهث لينال الاحترام والتقدير والفخر من الاخرين على افعال لا يقوم بها بينه وبين نفسه ، سيعيش صغيرا في نظرته هو لذاته مهزوزاً فاقد لقيمة نفسه وحبه لها
من يريد ان يفخر به اهله ومن يهمه امرهم فيجب اولا وقبل كل شئ ان لا يكون هذا هدفه الاساسي ، الا نذكر أولئك الثلاثة أول خلق الله تسعر بهم النار يوم القيامة ، عالم وقارئ للقرآن، والمجاهد والمنفق ، فقط ليقال بأنهم كذلك
يجب ان تهتم لرضى الله عنك وماهية صورتك عند خالقك ، ومن ثم تهتم لاصلاح داخلك لتفخر انت بذاتك حتى لو اختليت بهذه الذات لم تظهر عكس افعالك التي تظهرها فقط امام غيرك من البشر ، ولم تعصي الله ولم تفعل امر تخجل من ان يعرفه الاخرين عنك ولا تخجل من اولادك لو عرفوه عنك ولا تخجل من نفسك عندما تنظر لها في المرآة ، عندها فقط ستشعر بحبك واحترامك وتقديرك وفخرك واعتزازك بذاتك وستشعر بقيمة نفسك ، وعندها سيصل ذلك فعلا وقولا وواقع حقيقي لكل من حولك وستراه في افعالهم معك وفي وكلماتهم بدل ان تسير في طرق ملتوية لتحصل على ذلك ولن تضر الا نفسك انت وفقط
لا اعرف.ربما اجد ان المردود لهذا البذل و العطاء يسعد و يحفز
هذا لا يعني أن يتوقف الإنسان عن العطاء.لكنه سيسعد بالنتيجة و التقدير
شكرا لتوضيحك...متابعة ان شاء الله
__________________
[IMG]http://im68.***********/hCw6dK.jpg[/IMG]
( خيركم خيركم لأهله ، وأنا خيركم لأهلي ، ما أكرم النساء إلا كريم ، ولا أهانهن إلا لئيم
الدين المعاملة
تفضلِ يا فلانة للعشاء ، فقد دعونا ايضا ام فلان للعشاء وارجوا ان تكوني موجودة معنا
كانت صاحبة شهادة علمية مرموقة جدا جدا وذات مركز كبير في عملها ، وذات ثقافة وعلم يشهد به الكل لها ، ذهبت لتلبية دعوة الصديقة الغالية
وبمجرد دخولها البيت هرع لها ابن الصديقة صاحبة الدعوة الذي لم يتجاوز الخمس سنوات ببضعة اشهر فقد كان يحبها جدا ويثق بها ، وفي يده لعبة كان واضح انه يعشقها ويراها افضل العابه
جلس بجانبها ومد له يده الصغيرة التي تحمل اللعبة وكأنه يريدها ان تفرح كما فرح هو بها وكان يشعر بفخر وسعادة وهو يحمل تلك اللعبة التي لطالما انتظرها
امسكت تلك المرأة اللعبة ونظرت فورا للطفل الذي كان مبتسم وهو ينتظر تعليقها على لعبته
سألته : من اشتراها لك ؟
قال : امي
فبادرته بالسؤال الثاني فوراً : لماذا هذه الفتحات في اللعبة بهذا الشكل ؟ هل كسرتها ام هي كذلك ؟ اين الزجاج الذي يغطي هذه النوافذ ؟ هل هي مكسورة
تبدل وجه الطفل الصغير ؟ وبدا عليه الصدمة من كلامها وهو ينظر للعبته المفضلة ، وبدأ يشعر بكلامها ويصدق فعلا ان بها نقص وليست جميلة كما كنت يرى هو وكما كان يظن
اخذ لعبته وخرج من الغرفة وذهب لحجرته رماها وخرج
كم من الجرائم نرتكبها في حق اطفالنا
كم من الاخطاء نرزعها بعهم زرعاً حتى تتأصل في شخصياتهم ، فالتربية السليمة لا تحتاج لشهادات او مركز او لثقافة او لتميز او لعلم كبير كما يظن البعض
جرائك كثيرة ترتكب نعلمهم فيها التركيز على سلبيات الامور وعلى النصف الفارغ من الكوب وعدم استشعار نعمة الله فلا نحمد الله ونشكره على ما اعطانا ونسعد بما بين ايدينا بل نبحث دائما عما هو ليس بين ايدينا رغم ان ما كان بينها فعلا هو السعادة الحقيقية لو فقط استشعرناها ولو نظرنا لها نظرة اخرى مختلفة