أخي معدن الرجوله , يعلم الله أني أكره التعميم جدا , أولا أريدك أن تشير على موضع التعميم في مشاركتي السابقه !
المشاركه السابقه عباره عن مقاطع فيديو تظهر توزيع الاموال في مخيم أنصار النظام في التحرير وفي محافظة أخرى خارج صنعاء ,
قلت في مشاركه سابقه أن أنصار النظام هم على فئتين , الفئه الاولى وهي الاكثر هي فئة المنتفعين من بقاء النظام , أو بالاصح المتوهمين أنهم بقاء النظام هو لصالحهم , فالرئيس عمل خلال سنوات حكمه الطويله على نسج شبكه واسعه جدا من المستفيدين والمنتفعين , وأذكر لك مثالا بسيطا يعلمه جميع اليمنيين بمن فيهم الاخ صلاح , وهي قضية صرف السيارات الجديده على جميع مسؤولي الدوله وليس هؤلاء فقط بل مشايخ القبائل والمتنفذين وهؤلاء لايحملون أي صفه رسميه , السيارات تصرف بأعداد ضخمه سنويه وبالطبع لا يتم إعادتها بعد انتهاء خدمة أي منهم كما هو الحال في باقي الدول . مثال آخر على شبكة المنتفعين في اليمن , عندنا في اليمن إداره أشبه بالوزاره اسمها شؤون القبائل , هذه الاداره تصرف مرتبات شهريه ( رسميا ) لمشايخ القبائل , وتتدعي الدوله أنها تنظم شؤونهم والحقيقيه أنها تشتري ولائهم فمثلا كل شيخ يعطى مرتب شهري ثابت , أيضا يعطى صلاحية تجنيد عدد معين من أبناء قبيلته , فمثلا يتم إعطاء الشيخ فلان عدد 300 مكان شاغر في الجيش أو الشرطه لتجنيد أفرادا من قبيلته , الشيخ يجند فقط 100 لكنه يستمر باستلام مرتبات ال 300 , حتى ال 100 الذين تم تجنيدهم يعود منهم النصف إلى قراهم ويستمرون باستلام مرتباتهم وهم في بيوتهم.
الجميع في اليمن يعلم أن مشايخ القبائل في اليمن لمن يدفع أكثر , وربما شاهدتهم على قناتكم الفضائيه وهم يحجون إلى الامير سلطان مرارا وتكرار والسبب معروف .
الرئيس تعود على شراء الذمم , لم يسلم منه أي حزب أو تيار , صرف ملايين الدولارات ليشتري ولاء القاعده وقد نجح كثيرا في ترويض هذه المنظمه وجعلها تعمل لصالحه فيبتز بها الغرب والخليج , فهي تتحرك عندما يريد ويجمد نشاطها عندما يريد أيضا , مثلا القاعده تلاشت في خليجي عشرين , لكنها في الثوره الحاليه تسيطر على محافظة أبين كاملة
الرئيس ايضا اشترى ولاء بعض قادة الحراك الجنوبي وأحد قادتهم صرح ذات مره أن أكثر من 120 مليون ريال قد صرفت لهم في أشهر بسيطه .
الحوثيون صنيعة الرئيس أيضا , فالرئيس أعترف أنه كان يدعهمهم بمبلغ شهري ثابت في التسعينات , والحوثيون أيضا يعترفون بذلك .. ولماذا ؟ حتى يحدث توازن في صعده بعد أن انتشرت دعوة الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله وزاد عدد أنصار حزب الاصلاح
فهذه أمثله بسيطه جدا على سياسة شراء الولاء في اليمن , لم أحدثك عن الصفقات الملياريه الضخمه كصفقة الغاز المسال والتي تم توزيعها على اسرة الرئيس وباجمال رئيس الوزراء السابق وبعض المسؤولين السابقين والحاليين
مايحصل في اليمن أقرب إلى الخيال , ولذلك يصعب عليكم تصديقه , لكن يكفي أن تقارن ثروة الطبيعيه من نفط وثروة سمكيه وموقع جغرافي مميز ثم تقارن بالحاله المعيشيه والبنيه التحتيه لتعلم حجم الفساد الهائل الذي يحصل في اليمن
لو سافرت إلى مدينة عدن ثم انتقلت بالسياره إلى محافظة أبين المجاوره لوجدت منظر آخر من الخيال المرعب , سترى ساحل عدن أبين محجوز , أراضي مساحتها بالهكتارات محاطه باسوار ملتصقه وجلها تعود فقط ل 18 شخصيه في النظام وقد تم رفع أسمائهم للرئيس في تقرير مشهور اسمه تقرير هلال - باصره والتي رفضها الرئيس وفضل 18 متنفذا على الجنوب بكله .
هذه كانت نبذه بسيطه على شبكة الانتفاع من النظام اليمني , أما عن الفئة الاخرى من أنصار النظام وهم قله فهم ينقسمون على فئات , فئة تريد السلام بأي وسيله وتفضل الاستمرار بالوضع الحالي مع استمرار نسبي للسلام ( مع ان السلام شبه معدوم في اليمن ) وهؤلاء أغلبهم ممن عانى من ويلات الحروب في المناطق الوسطى وفي الجنوب وفي صعده ,
قسم آخر يلجأ للرئيس ونظامه لأنه يبغض المعارضه لأن المعارضه فعلا فيها رؤوس فاسده غير محبوبه , لكن هؤلاء لا يدركون أن الثورة قد شبت عن طوق المعارضه ولذلك فاللقاء المشترك المعارض غالبا ما ينزل عند رأي الشارع وقد بين ذلك في بيانه الختامي لمحادثات جده , وتحدثت عن هذا القسم في ردي الاخير على الاخ صلاح .
قسم آخير , هؤلاء فعلا يحبون الرئيس , ولهؤلاء نسأل : لماذا تحبون الرئيس , يجيبون الوحده , الديمقراطيه , الاستقرار , دعمه لفلسطين .
طيب الوحده : هل هي انجاز الرئيس وحده , بالطبع لا , محادثات الوحده بدأت من الستينات وكان هذا مشروع شطري اليمن , كان مشروع الشعبين , وقد استمرات اللقاءات والمفاوضات وتكللت بالوحده في عام 90 بعد أن تنازل رئيس اليمن الجنوبي السابق عن منصبه لصالح الرئيس الحالي بل الحقيقه أن الجنوبيون قد قدموا دولتهم على طبق من ذهب للنظام في الشمال , فالرئيس والعاصمه والعمله الرسميه كانت للشمال (لا تظنني من محافظة جنوبيه وانحاز لهم بل انا من محافظة إب وقد كانت محافظه شماليه قبل الوحده ) , ثم بدأ الرئيس بمكره المعتاد في محاولة الاستئثار بالسلطه والتخلص من الشركاء وشرع في كيد المؤمرات والدسائس والاغتيالات حتى انتهت بحرب 94 المدمره .
الديمقراطيه : ربما تحسب للرئيس صدره الرحب وفتحه المجال للمعارضه والنقد , وقد وصف ذلك في مقابلة تلفزيونيه بأنها وسيلة للتنفيس , لكن الديمقراطيه كانت مزيفه في الانتخابات النيابيه أو الرئاسيه والسبب معروف .
الاستقرار : في عهده حصلت الحروب التاليه , حرب الجبهه في المناطق الوسطى واستمرت 8 سنوات تقريبا , حرب 94 . ستة حروب مع الحوثي وجماعته , فهذه ما مجموعها 8 حروب كانت هي الحروب الرئيسيه في عهده , أما عن المعارك الصغيره وقطع الطريق واختطاف السياح واختطاف الاطفال لابتزاز اسرهم فحدث ولا حرج , وكلها كانت تحل في اطار العرف ولم يكن للقانون أي دور .
فلسطين : عندنا مثل شعبي في اليمن يقول ( رحم مقاتيلك !! ) أظنه لايحتاج لشرح .
التعديل الأخير تم بواسطة مشروع نجاح ; 20-04-2011 الساعة 06:58 PM