اقتباس:
ما افضل شيء قدمه لزوجتك ؟؟؟؟
اعرف انك ستقول انني دائما ارى اني اقدم لها اقل مما تستحق
ما الشيء الذي فرحت انك قدمته لها ؟؟؟؟
|
لم أر َ أنني قدمت لها شيئا يذكر , لقاء ما قدمته لي , فالسعادة لاتقدر بثمن
ان كنتي تقصدي ما قدمته لها معنويا _ وكان ذلك يسعدها أكثر بكثير من العطاء
المادي _ فلم ألمس يوما سعادتها بالهدايا بقدر سعادتها بالعبارات التي أرفقها
أو أهمس لها بها مع الهدايا _ فقد ملكتها قلبي وعقلي وروحي وجوارحي
ووجداني .
ولم أخفي يوما شيئا من عاطفتي تجاهها أو أكتمها بصدري , فكنت أصرح لها
بحبي في كل وقت وحين , ولم تكن كلمة أحبك تفارق لساني , وكذلك كانت هي.
كنت أحتضنها بعيني قبل صدري , وأضمها بقلبي قبل ذراعي , وأخاف عليها أن
يمسها أي أذى أو يصيبها أدنى مكروه , ولم تكن تفارق حضني الا لماما .
كنت أضن عليها أن تشعر بهمي وتعبي , رغم انها كانت تفعل ذلك دون أن
أنطق , لكنني لم أكن أحب أن أكدر خاطرها .
ومهما منحتها من حب وحنان , كنت أشعر انني تلميذ في مدرسة حبها
بل أن كل ما قدمته لها , استلهمته من حبها , كانت تمنحني الحب بلا حدود
والحنان بلا معيار , تضمني بلا مناسبة , تقبلني , تلاطفني , تدغدغني كطفل
صغير , تطوقني من الخلف وانا اجلس الى المائدة .. الى مكتبي وتهمس لي :
أحبك .
أما ان كان قصدك من الناحية الحسية , فلم أكن أشعر انني أجزيتها وأوفيتها
بما قدمت
كما أنها _ كما أسلفت _ كانت تسعد كثيرا بالأمور المعنوية أكثر من الحسية
فمثلا حين اشتريت لها شبكتها وكانت من الألماس الحر , لم تسعد بها بقدر
سعادتها بوثيقة مِلكية كتبتها لها بخط يدي أقر فيها أنها قد امتلكت قلبي
وروحي وجوارحي , وكتبت لها شيئا من المشاعر العذبة التي أحملها لها
وختمت وعودي لها بعبارة : والله على ما اقول شهيد , ثم وثقت كلماتي
ببصمة يدي في اسفل الوثيقة , وضمخت تلك الوثيقة بالعطر وأرفقتها
مع الشبكة , فكانت عندها أغلى وأثمن من الشبكة الماسية , وكانت سعادتها
بها لاتضاهى .
أذكر كذلك أننا كنا في نزهة بحرية , خلال سفرنا عقب الزواج , وأوصيت ادارة
الفندق بتنفيذ بعض الترتيبات التي رسمتها في مخيلتي ووصفتها لهم , و عند
عودتنا من النزهة ودخولها الغرفة فوجئت بمنظر شاعري رائع , اسمها
المضيء بالشموع على الأرضية , بالونات الهيليوم المعلقة في سماء
الغرفة , الورود التي تتدلى منها , اللفتات الحلوة المتناثرة هنا وهناك ,
وكنت قبل سفرنا قد صورت نفسي في مقطع مرئي , أخاطبها فيه وأبثها
حبي وغرامي , وأدمجت معه بعضا من صور زواجنا مع بعض التعليقات
الرقيقة بصوتي على كل صورة .
هذا المقطع كان مسجلا على جهازي المحمول , وأوصلته بجهاز ( بروجيكتور )
أوصيتهم باحضاره , وعرضت لها المقطع على جدار الغرفة بأكمله , ولن
تتخيلي مدى سعادتها حينها بهذه اللفتة , وكانت فرحتها بها تفوق فرحتها
بالهدية التي اهديتها لها وقتها .
أيضا أذكر أننا سافرنا عقب مرضي الى احدى الجزر التي تستنطق الأفواه
بالتسبيح لجمالها , وأثناء تواجدنا هناك , وكان الوقت عقب الفجر , ولم
يكن بالشاطيء بشر سوانا .
فلعبنا سويا ولهونا لهو الأطفال , وبنينا قصرا صغيرا من الرمال , أودعناه
أحلامنا وأشواقنا , ثم توغلنا قليلا وجلسنا تحت احدى الشجيرات , وخطر
لي وقتها أن أجعل هذا المكان يشهد على حبي لها _ وكنت أسجل ذكرياتنا
معا صوتا وصورة وأحيانا كتابة , ليس فقط في السفر بل في الحياة العادية
ولم أجد ما أكتب به وقتها , فنزعت الرأس المعدني لسحاب بنطالي , وحفرت
به اسمها واسمي وكلمة أحبك , وأرََخت ذلك , فلا تسألي عن فرحتها , وصورت
تلك الشجرة , وأسمت تلك الصورة في جهازها : شجرتنا .
ومثل ذلك كثير , وحياتنا تزخر بالكثير من تلك اللحظات الحلوة , والمواقف
الجميلة .
لا استطيع أن أحصر لك سعادتها بهدية معينة , أهديت لها أحدث جهاز جوال
كان موجودا بالسوق انذاك , وعدة أجهزة الكترونية , وأهديت لها العديد من
العطور , وهدايا ذهبية , وحليا , وطبعت صورها على بعض الهدايا , واهديتها
بعض الهدايا المميزة عندما علمت بحملها , وأثناء حملها كذلك , وأعددت لها
هدايا عقب ولادتها لكنها رحلت قبل أن تراها أو ترى حتى صغيرها .
لم تكن تقدر الهدية بثمنها بل بمعناها , فكم كانت تسعد حينما أحضر لها معي
الحلوى التي تفضلها وتقدر لي أنني أتذكرها وأشتري لها , ويذكرني بسعادتها
طفلي الذي يعشق الحلوى ذاتها ويفرح حين أحضرها له .
أرجو أن أكون قد أجبتك عن سؤالك بالشكل المطلوب أختي الكريمة , سائلا
المولى تبارك وتعالى أن يوفق الجميع في حياتهم , ويسعدهم , ويبارك فيهم .
وعذرا على الاطالة