ساكمل من حيث توقفت.. 
كانت تلك المحادثة مع اخوتي هي العودة الوحيدة التي عدتها.. واستمررت بعدها بالتواصل معهم هاتفيا وعبرالانترنت .. كانت امي بدات تردد على مسامعي انني قاربت على التخرج وانني حتما ساعود لهم بعد ان اتخرج .. كنت قد علمت من اخوتي انها في سنين سفري كانت علاقتها بزوجها ساءت كثيرا وانهم يكرهون ابوهم كرها كبيرا لما كان يفعله بامهم من اذى وظلم وتجبر.. كان يضربها ويرميها ارضا ولا ينفق عليها وكان سيء التعامل مع اخوتبي .. وكانت امي تردد امام اخوتي كثيرا انها فقط تنتظرني حتى اتخرج واعود وانقذها منه.. كانت تقول لي لماذا ذهبتي كنت اريدك ان تبقي معي ونحاربه سويا.. وكانت ترسل لي الهدايا لبيت خالي و الرسائل التي تكتب فيها الكثير من مشاعر الحب التي كنت اقراها وانا واجمة واكاد اموت استغرابا من المشاعر التي كانت تقولها برسائلها لانني لم اسمعها منها يوما.. لكنها كانت مصممة انني دمرتها واخوتي بتركهم وانني عاقة ولكنها ستسامحني لانني حتما ساعود اليها بعد التخرج وساعمل واخدها واخوتي وافتح لها ولاخوتي بيتا.. كانت تحلم انني ساكون المنقذ وانني ساواجه زوجها واجعله يطلقها واخرجه من حياتها هي واخوتي... لكنها في خضم ذلك كله لم تكن تعترف حتى بما فعله بي او ما فعلته هي بي.. كانت لا زالت تلومني على تركي لها و تحلم باليوم الذي ساعود لها على شكل فارس مغوار... 
لا انكر انني كنت اتمنى لو كنت اقدر ان احقق حلمها.. لكنني كنت لا اريد العودة ابدا لتلك البلد او لها.. كنت اعلم انني حتما لا اريد العودة لتلك البلاد وكنت اعلم انني حتما لن اجد عملا فور عودتي لاخرجها واخوتي من بيتهم وانفق عليهم وبذلك ساضطر للعيش لديهم من جديد والبقاء في حلقة مفرغة والعودة لنفس العذاب والمواجهات.. كنت فقط اتمنى لو كان لدي نقودا كافية لارسل لها ما يكفيها للعيش بكرامة دون الحاجة لزوجها وكان هذا في نظري الشيء الوحيد الذي اقدر ان افعله.. لكن اما العودة ومواجهة زوجها و العيش معهم من جديد في ذلك التلوث فلا والف لا....