كم من أُناسٍ ضربوا بكلام الله عرض الحائط ... وجعلوا كلام الناس صاحب الاعتبار الأكبر ..... فوا عجبي من هؤلاء ...
تعالوا نتأمل قليلاً قول الله عز وجل ... واسمحوا لي بأن نأخذ الآيات من أولها :
قال تعالى :
(( وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزاً أَوْ إِعْرَاضاً فَلاَ جُنَاْحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحاً وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الأَنفُسُ الشُّحَّ وَإِن تُحْسِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً{128} وَلَن تَسْتَطِيعُواْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ النِّسَاء وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلاَ تَمِيلُواْ كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِن تُصْلِحُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً{129} وَإِن يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللّهُ كُلاًّ مِّن سَعَتِهِ وَكَانَ اللّهُ وَاسِعاً حَكِيماً{130} )) .
أحبتي في الله .... الآيات واضحات ... فهل تحتاجُ إلى أن أذكر لكم تفسيرها .. ومعناها ...
أعيدوا النظر في قوله عز وجل :
(( وَإِن يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللّهُ كُلاًّ مِّن سَعَتِهِ وَكَانَ اللّهُ وَاسِعاً حَكِيماً ))
على النقيض والطرف الآخر ....
قال الله عز وجل :
{ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً }الإسراء70
فلماذا الرضا بالإهانة والتحقير ... وهو من لا يرضاهُ ربُّ العالمين على أحد من عباده المؤمنين
وإن كانت هناك نماذج سيئة من بعض الرجال ... فإنه لا يجب على المرأة ... بداعي
الخوف من كلمة مطلقة ...
ونظرة المجتمع لها ...
والحرص والصبر ....
أن تبقى تحت عصمة رجلٍ ليس يملكُ أحقية حملِ جزءٍ من هذه الكلمة ( رجل )
خاصةُ إذا كان تاركاً للصلاة ... شارباً للخمر ... متردياً كالنطيحة بين جدران وأعقاب أهل المخدرات ...
وإلى متى سيبقى المجتمع _ المتخلف الذي لن يبكي على تلك المُطلقة ولن يهتم لأمرها أصلاً سوى بالأكل من لحمها حيةُ
وميتة _ إلى متى يبقى يسمحُ لتلك الفئة من الرجال باحتوائها .. والصبر عليها .. بدافع أنه رجل ... وكفى !!!
إن مثل هؤلاء الحثالة من المجتمع ... إذا تم احتوائهم ورعايتهم .. وتزويجهم بناتنا .. والتحريصَ عليهن بالصبر عليهم
فإنا نتحمل عواقبهم الوخيمة ... وكأننا نقول لهم : زيدوا في الفجور .. وشرب الخمور والمسكرات ... واستمروا في أن لا
تسجدوا لله ولا سجدة ... وكله من أجل ماذا ؟؟؟
إما سُمعةٌ ... أو ضياعُ أبناءٍ .. أو خلافه من الأسباب الغير منطقية على الإطلاق لتكون كفيلة بالصبر ...
وحتى لا يؤخذ علي مأخذٌ فيما قلت .... وحتى لا أدخل في عموم حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه ....
والذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( ليس منا من خبب إمرأة على زوجها أو عبداً على سيده )
هذا حديث صحيح على شرط البخاري و لم يخرجاه
فإني أقول :
أن كل ماسبق من الكلام ... لا يأتي منذُ الوهلة الأولى ... فيجبُ أن تُبذل المحاولات ... وتُعطى الفرص .. وتجتهد الزوجة
في مزيدٍ من الصبر والتحمل ..... ولكن لذلك الصبر حدود ومنطقية ... ولتلك الفرص نهاية يجب أن يعلمها من يُعطاها ...
وإلا فما الفائدة من الصبر ... والفرص .. والمحاولات ....
هي بحقٍّ مفقودة على من لم يوفقه الله عز وجل من أصحاب الكبائر ...
أشكر أخي الحبيب " محب للأمة " على فتح هذا المجال لكتابة ما كتبت .... وما قلت ما هو إلا تأييد لما ذكره وتفضل به
وأسأل الله عز وجل أن لا أكون قد تجاوزت الحدود ... وتكلمتُ بغير علمٍ أو ما شابه ....
وأتمنى أن يكون الكلام واضحأً ومفهوماً ....
والله من وراء القصد ؛؛؛
__________________
... ( بالحب نعيش أجمل حياة ) ...
التعديل الأخير تم بواسطة النور والحنان ; 18-10-2006 الساعة 02:24 PM