فإذا ما أفَلَت روحُ الشّبابِ وحياتُه ..
استيقظَ في الأعماق الحنينُ إلى الزّمن الدافئ
وظلّ النّبضُ ينظرُ إلى الوراء في شجَن ، ويقتفي ملامحَ
موّهتها الأيّام .. وكأنّها أطيافُ ماضٍ باتَ هو والحلمُ توأمين !
...
مازلتُ أتمتّع _ بفضلٍ منَ الكريم _ بروح الشّباب
ولا أدري لمَ توقّفتُ أمامَ الأبيات وكأنّها قراءتي الأولى ..
ألأنّني تذكرتُ أنّ عمُري باتَ يُكتبُ بطريقةٍ " مختلفة " ؟
_ من رقمِ بزاويةٍ حادّة ؛ إلى آخرَ على شكلِ دائرة تتكوّمُ على نفسها
فوقَ عمودٍ وحيدٍ .. كالحزن ! _
أم لأنّني سُئلتُ عنه ..
فأجدتُ الهروبَ كما في كلّ مرّة ؟
...
سمعتُ مرّة إحداهنّ تقول :
" كيفَ تستاءُ المرأة من عمرٍ مضى ..
فتتنكرُ له .. وقد جمّلته ولو بشيءٍ منَ الطاعات " .. " بتصرّفٍ مهول "
راقتْ لي كلماتها .. بل وجدتُني بكلّ الشعور أحبّها
ومعَ ذلك ..
مايزالُ ذكرُ " العمُر " .. يربكُني حدّ النسيان !
وعندما أتيتُ إلى هنا ؛ كانَ دافعي للبقاء أن
أصبحَ واقعيّة تُجاه عمري ..
فما كانت مشاركةٌ تخلو منَ الرقم الأصعبِ
في حياتي !
ثمّ اكتشفتُ مؤخراً أنّني أجيدُ كتابتهُ باحتراف
لكنّي لمّا بعدُ أملكُ القدرةَ على التغنّي به ..
وربما الآنَ تقوقعتْ واقعيّتي أكثر ..
فانكمشت قدرةُ الكتابة !
...
ومنَ المتعارف عليه ..
أنّ " العريس " قبلَ أن يفكّر بجدّية في التقدّم إلى الفتاة
لا بدّ وأن تكونَ المعطياتُ حاضرةً في ذهنه ..
لا أتحدّث عن أولئكَ الذين يأتونَ عبرَ الأهل .. والقرابة والجيران
بل أولئكَ الذينَ تتسللُ رغبتهم عبرَ معارفِ الفتاة ذاتها ..
إذ لا أجرؤ مطلقاً أن أجيبَ قائلة :
" أُدخلتُ الـ ... والعشرين ؛ من أضيقِ أبوابها "
...
وهنا أستحضرُ عنوانَ روايةٍ يصرخُ :
" أرجوكم .. لا تسخروا منّي " !
:
مشكلة ..
فعلاً .. مشكلة !!
... وأنا أدركُ جيّداً .. أنّه ما من ثمّة
حلٌّ للمشكلة الحقيقيّة !!
_ .......!
_ من قال ؟ على العكس ؛ الفتاة في هذا العمر تتميّز بالنّضوج
الكامل .. ؛ والأكثريّة الآن يفضّلونها كذلك !
_ ..... وأضحكُ بإتيكيت .. فيما أنا أريدُ أن أبكي ..
أن أبكيَ فقط !
قالوا لي ذاتَ عتَب :
" احذري المظاهر .. خدّاعة "
ثمّ أدركتُ أن الخُدعةَ الكبرى : أن تقولَ شيئاً
وعيناكَ تحكي نقيضه !
...
لا بأس ..
أحياناً نستطيعُ بعثرة الحزنِ بـ " كمشَة " بياض ..
قالَ أحدهم ذاتَ مواساة :
" كلما ازدادتِ الجوانبُ التي يخجلُ منها
الإنسان ؛ كلما كانَ أقربَ إلى الكمال "
وأنا أحاولُ أن أختبئ عن تلصّص الحزن ..
وأستجدي الذاكرَة ..كطفلةٍ تائهةٍ في الممرّات ..