أرملة جديدة..!!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعم رحل زوجي وذهب..فقد أصبحت جسد بلا روح ..لا أدرك ما أفعله..يقولون لي حياتي في بداية تفتحها وإشراقها..
مع أنني أراها قد ذبلت وغربت بعد فراق محبوبي..
لأنني بعده أصبحت لاشيء ..سجين خلف قضبان العدم ، فلا معللا يعللني ولاحكيما يداري شجوني...
ولكنني أمتلك ليلا طويلا وقلبا عليلا ودموعا حارة تحرق خداي بلهيببها مصهور وهي تردد قائلة:
رحل زوجي بعيدا حيث لا أعماق تشعر ولا قلوب تنبض..
رحل وتركني بصدق شعوري..
رحل، رحل مع عيوني الغائرة بالدموع التي لم تعد ترى أحدا أو تلمح أحد..
رحل مع جل تفكيري..
رحل عن عيوني التي لازالت تذرف دموعا ودما وحبا طاهرا على أحجار قبره...
حقا أدركت الآن إدراك اليقين إن قربه يريح أعماق باطني وإن فراقه لايضيف لي إلا المرارة المرارة فحسب..
ولكن لاجدوى الآن ، فحزني على فراقه يقلق مضجعه الأخير ويمط راحته الأبدية،
لا منفعة من حياتي، فحياتي رحلت معه ولم تنصفني عدالة المحبة ذلك لأن طاحونة الأقدار قد حطمتها..
أصبحت الآن بعده كالمعتوهة،
أبحث وأفتش عنه في كل مكان، في الزوايا وبين الجدران الأربعة التي لاتفارق ظلي..
هو تركني أتحسر على ملاقاة طيفه، فأسبح في بحيرة هائلة من الغموض
تغرقني في ذكرى مريرة لكنني أتلذذ بها فهي فقط من تلم شتات حنيني، وتقذف بي بعيدا عن بني البشر، بعيدا عن العروق الآدمية
فتجعلني أعاني لوحدي دون حتى الشكوى للناس، فإن شكيتهم لاموني ولم يكترثوا بي
فهم قد ماتوا جميعا في ناظري، ماتوا بأرواحهم في سبات عميق، في قبور لاتعرف أملا ولا يقظة...
النار القوية الآن تلتهمني ولا تأبه بسني الصغيرة وتجربتي الخطيرة،
أوا كيف يقوى إمرئ على إنتزاع روحه من بلا إرعواء كما فعل بي الزمن وانتشل حبيبي من الحياة...
المــــــــــــــــــــوت..
الموت أجل الموت
الموت عندي أرحم ألف مرة من الوجود في حياة كلها إغتراب مليئة بالبكاء والنحيب والسراب
فهنيئا له جنات الخلد وهنيئا لي عذاب الحياة..