مرحبا بالجميع..
إنى متعاطف معك أختى العزيزة/ ربشة.. ولكن يجب عليك الصبر والمثابرة على ذلك الإصرار لتصحيح الأوضاع إلى الأفضل ولكن بالمراعاة وليس بالإكراه. وبما أنى رجل فإنى أستطيع أن أحلل بعض المسببات لحالة زوجك بعيداً عن الأسلوب الإفتراضي بأن أهل الخليج جُلف بلا أحاسيس وأن الرجال كلهم لا يراعون المرأه وغيره من الكلام الفضفاض!
أولاً..استسمحكم في الإطالة بعض الشي والإسترسال في الكلام.
ثانياً.. أتمنى أن نراعي بعض المسلّمات في طبيعة الفروقات بين الجنسين حتى يسهل علينا فهم الطبيعة الفسيولوجية لهما.. وتذكرنى حالتك أختى الكريمة بموضوع قرأته منذ زمن.. وإليكم ذلك الموضوع علّه يفيد في إلقاء الضوء على أساس المشكله:
(( عواطف المرأة وغريزة الرجل ))
وهى المشكله التى تمثل رقم واحد في مشكلات الزواج.. هذا الاختلاف الذي ترفضه المرأة بشكل رئيسي : "هو يركز على الغريزة وهي تركز على العواطف"
بالطبع، علمياً الغريزة أجمل وأكثر اشباعاً اذا كانت مغلفة بالعواطف، لكن هذا الاهتمام يجب أن يكون أمراً تتفهمه المرأة كواقع ، ان الرجل مخلوق غريزي وهي مخلوق عاطفي ، وكما قلت قبول الاختلاف يحل المشكلة.
لماذا الرجل غريزي ؟ انها مسألة أساسها هرموني وبدني ، فجسم الرجل يفرز نسبة هرمون ذكورة عالية ، وفيه نسبة ضئيلة جداً من هرمون الأنوثة. وجسم المرأة ينتج نسبة عالية من هرمون الأنوثة وقليل جداً من هرمون الذكورة ، موازنة إلهية لاختلاف النوع وتكامل الاختلاف.
ومع سيادة هرمون الذكورة في البلوغ يأتي هرمون التستستيرون عند بلوغ الصبي ليدعم أمورا خشنة كثيرة في الرجل ، انه هرمون مسؤول عن العضلات ، الاندفاع ، القسوة والاشباع اللحظي.
في حين ان زيادة هرمون الأنوثة مع البلوغ يزيد الرقة ، العاطفة والضعف . وان حملت المرأة وبدأ جسمها يتكيف لدور الرضاعة يتدفق هرمون البرولاكتين المسؤول عن ادرار الحليب ليجعل المرأة شفافة ، رقيقة وحساسة بحدسها العالي لحاجة طفلها للرضاعة أو حتى للنظافة.
لأجل هذا الاختلاف البدني الهرموني يكون الرجل مندفعا بغريزيه بينما المرأة تشعر بالالحاح العاطفي.
وهناك حقيقة بدنية أخرى بخصوص جسم الرجل ألا وهي صناعة الحيوانات المنوية المستمرة والملحة على الاستمرار في دورتها، والتي تتطلب اشباعا سريعا واعادة اشباع.. وهو أمر غير موجود لدى المرأة. وهنا يؤكد أن المسألة لا تعنى أن رغبة المرأة أقل ، بل الحقيقة العلمية تقول انها اقوى ، لكنها مغلفة بالرومانسية .
ان دور الأمومة الفطري هو الذي يغطي (( بهيمية الحاجة )) بغطاء رومانسي نحمد الله عليه نحن النساء. الرجل محروم من ذلك، مع انه بدأ يرفض ((وصمة الغريزة البحتة)) ، وبدأ يؤمن بأن التحضر يجب ان يعني لمسة من الرومانسية ، لكن خلال هذا المشوار اكتشف الرجل أنه غالباً (( يمثّل )) الرومانسية ليحصل على رومانسية ترفضها المرأة.
المسألة اذاً من أساسها فهم الاختلاف ومساعدة الرجل - كما هو مساعدة المرأة أيضاً - على ايجاد نقطة وسط.. نقطة إلتقاء أساسها فلسفة
((لنقبل اختلافاتنا مرة لك ومرة لي)) وتسير سفينة العلاقة .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أختى العزيزة، أعتقد بأن زوجك لا ينقصه أي شي والدليل أنه يحبك ولكنه بنفس الوقت عندما تلحين عليه أن يقول لك كلمة (أحبك) يتأفف من ترديدها لأنه ليس رومانسياً وحالماً بنفس الدرجة التى تصفين نفسك بها. لذا بالتأكيد سوف يحاول أن يمثل الدور الذي ترغمينه على تأديته دون أقتناع منه بذلك!!
حاولى أن تجلسي معه جلسة مصارحه بأنك تتفهمين عدم رغبته في بعض الأمور التى تطلبينها منه، واشرحي له كيف أنها تؤثر فيكِ كثيراً ولكن فقط عندما يؤديها بإخلاص وليس "باستهبال" وسخرية وكأنه فرض مدرسي.
تستطيعين أن تقومي بذلك عن طريق إختيار أسلوب معين للتنفيذ.. مثل: تعلم التقبيل على الفم.. وفي نفس الوقت تكونين قد جهزتى له بعض المواضيع أو القصاصات عن ذلك الموضوع وكيفية تطبيقه، واطلبي منه أن ينفذه لك بالكلام أولاً حتى تعلقي علي أخطائه.. وإن أعجبك ولو جزء مما يقول حمسيه أن يحسن في الباقي ... ومن ثم تقومان بتطبيق القبلة عملياً مع إمكانية التوقف عندما تجدين منه أي خطأ.. وهلم جرا.
لا أعتقد أختى العزيزة بأنه يسهل على الرجل الغليظ أن يتغير في غمضة عين وانتباهتها، لذا حاولي معه ولكن أحسنى إختيار الأسلوب الأنجع لتغييره وخاصة من خلال علمك بالأمور التى تعجبه.
والسموحه على الإطاله.. وأتمنى أن توفقي في حياتك مع زوجك إن شاء الله، وتمسكى بزوجك طالما أنه يحبك فهذا أهم من أي شئ آخر..
تحياتى