^- ما رأيتُ أشدّ ما يغيظني مِن الحرباء -^ - الصفحة 2 - منتدى عالم الأسرة والمجتمع
logo

الملاحظات

مساحة مفتوحة موضوعات ونقاشات علمية، وثقافية، وفكرية، واجتماعية.

 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 24-10-2007, 01:18 AM
  #1
^- صــفــوان -^
عضو مميز ومثالي
 الصورة الرمزية ^- صــفــوان -^
تاريخ التسجيل: Aug 2007
المشاركات: 413
^- صــفــوان -^ غير متصل  
^- ما رأيتُ أشدّ ما يغيظني مِن الحرباء -^

بسم الله الرحمن الرحيم


جلس ثلاثة صقور مجلسهم الأسبوعيَ المعتاد، يتواردون فيه أخبار الريف

والغابة، و لا تخلو جلساتُهم عادة من الأنس و الدعابة، لكن تلك الجلسة

اختلفت تماما عن سابقاتها في جديتها و خطورة الأخبار التي تناقلوها فيها.


قال أحدهم: كنت فوق شجرة عالية في الغابة أسترق السمع

فسمعت عجبا يا إخوتي .

كان النمر الزاهد العابد يقول للملك الأسد : كنت جالسا أذكر الله

( وإن من شيء إلا يسبح بحمده و لكن لا تفقهون تسبيحهم ) تحت الشجرة الطيبة العتيقة التي

تعرفونها جميعا و تحبونها،

فإذا بنمرِ شاب لا أعرفه يأتي إلي شاكيا باكيا وقال:

يا شيخ : أريدك على انفراد.

أرجعت ما في يدي من كتب كنت أقرأها إلى مكانها و جلست بقربه، ثم أذنت له بالحديث، تفضل .

قال لي : يا شيخي النمر ، قتلت أبي و أختي بيدي .

و أخذ يجهش بالبكاء و أنا أهدئ من روعه حتى قلت :

لا حول و لا قوة إلا بالله

كيف يا صغيري النمر كان هذا منك؟ ، منظرك ليس قتالا .

قال لي : يا شيخي النمر ، كان لي نمور أصدقاء أماشيهم على الخير

و نجتهد في أن نكون من خدام الدين و الغابة و أن نرضي ربنا و نعمل صالحا،

و أبي النمر كان معنا في تلك الزمرة المتحابة في الله.

رأى بعض أصحابنا النمور أختي تتمشى في الغابة و قد قصرت في بعض

لباسها فأخبروني و قالوا لأبي : مُرها كي تصلح الخطأ .

ذهب إليها أبي و أمرها و لكنها بقيت على تقصيرها، فاجتمعت اللجنة

الخاصة بالفتوى
( مجموعة نمور صائعة )عندنا و حكموا

على أختي ( بالردة ) و أمروا أبي أن يقتلها بيده.

رحمة أبي النمر بابنته و شفقته عليها منعته من أن يقدم على ما أمروه

به، فأتوا إلي و قالوا: أختك حدها القتل لأنها مرتدة، و أبوك مرتد معها

لتقاعسه في تنفيذ شرع الله فيها، جاء الدور عليك أن تنفذ حكم الله

فيهما، هاه؟ ، فقلت لهم: أنا لها، و نحرتهما يا شيخ بيدي ، فما العمل؟


النمر الزاهد و غيره من علماء الغابة ( الربانيين ) بينوا للحاضرين عند الأسد الملك

أن هذا منهج من ( يكفرون المخلوقين إذا فعلوا المعاصي التي هي دون الكفر حتى و إن كانت من الكبائر) و

منهج من ( لا تقوم لهم قائمة ) و منهج ( كلاب النار ) ثم أمر الأسد بأن يُحاربوا و يُقتلوا إن لم يستمعوا إلى

النصائح لأنهم ( شرّ قتلى تحت أديم السماء).


قال الصقر ناقل الخبر : ما رأيت أشد ما يغيظني من الحرباء.

منافقة ضللت العباد في الغابة، لا في العير و لا في النفير، مرة تبرر

ما يفعله المجرمون و مرة تنكر عليهم و مرة تدعو لهم و مرة تدعو عليهم،

كلامها الحلو و سعة ثقافتها جعل منها ( عالمة ) عند بعض المغفلين الذين

لا يفرقون بين العالم و المتعالم
، و الله ما هي إلا كمن قال الله فيهم

( و إذا رايتهم تعجبك أجسامهم ) من حسن صورتها ( و إن يقولوا

تسمع لقولهم )
من لباقة ألسنتهم و حسن حديثهم ( كأنهم خشب مسندة )

من شدة إنصاتهم ( هم العدو فاحذرهم )

إي و الله ، هم العدو فاحذروهم ! ! ! .


في أمان الله.
 

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:38 PM.


images