
دعوني أحكي قصتي التي أبكتني.. و ادعو لي معكم .. و واسوني
سلام عليكم
كان يوماً جميلاً .. حينما أتاني الخبر أن هناك خاطب ..
قلت في نفسي أخيراً سأتزوج ..و سألبس فستان الفرح ..
عشت قصة من الخيال مع الخاطب الجديد ..
قبل أن أبدأ بأي شي .. صليت ركعتين استخاره لله تعالى .. سألته بأن يسخر لي الخير..
مرت أيام كنت أفكر بها .. أحسست بتردد .. ثم عزمت الأمر و توكلت على الله و وافقت .. وافق جميع من في البيت و استبشروا و فرحوا ..
كان من أجمل الأيام التي كنت أحلم بها ..
يوم النظرة الشرعية .. دخلت مطأطأة رأسي بجلبابي و بحجاب رأسي .. لم أستطع أن أرفع رأسي.. تمنيت أني لم أدخل .. بعدها أحسست براحه فحمدت الله على تيسير الأمور ..
أتى أهل الخاطب و تعرفت عليهم و سعدنا جميعاً بالمعرفة .. و بدأنا في التجهيزات لحفل الزفاف و عقد القران يسبقه ..
اشتريت الفستان .. عزمت الناس .. انهالت علي الاتصالات و التبريكات من كل مكان .. الكل أصبح يناديني مرحباً بالعروس ..
احتفظت بجميع مسجات التبريكات .. لأريها زوجي و لأحتفظ بها مع أحلى ذكرى ..
بدأ العد التنازلي لعقد القران .. أصبحت أجهز و أجهز .. و فجأة و في لحظة
كل شي انتـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــهى!!!
كنت أعتقد أنهم يمازحوني و أن الأمر مزحة .. و لكن قالوها لي بكل سهولة .. يا ابنتي عوضك الله خيراً .. قلت و نعم بالله ..
كيف و أنتم جلستم أيام و ليالي و ساعات تحاولون إقناعي ..
ابنتي كل من في هذه الدنيا يأخذ نصيبه
مسكت نفسي و مسكت دموعي التي انسكبت تلقائية حاولت حبسها
تجاهلت الأمر .. قلت لا زال الأمر مزحه .. لقد تحدد موعد زواجي ..
لا زال الناس يتصلون يباركون لي .. و أنا أرد على اتصالاتهم ..
حتى اجتمعت العائلة و أخبروني بالخبر .. أنه يجب علي نسيان الموضوع .. و أن كل شي بقدر من الله ..
حينها علمت أن الأمر لم يكن مزحه .. مسكت فستاني الذي لم ألبسه .
و انسكبت دموعي مثل البحر الجاري .. بل كنت أشعر أني أتصارع في تسونامي ..
لم أستطع التوقف من البكاء .. بكيت بكاااءاً حاراً .. بكاء النحيب .. بكاء الطفل الصغير.. لا أعلم من أين خرجت هذه الدموع التي لم تتوقف و أصبحت كالنهر الجاري .. حاول الجميع ان أنطق بكلمة .. و لكني لم أستطع .. خشيوا علي أن يصيبني مكروه .. و لكني كنت أردد يارب صبرني .. يارب صبرني ..
أحسست بعجز كبير .. بضعف .. بانهيار .. و لكني سألت الله أن يعوضني خيراً و أن يصبرني ..
قال لي شيخ يبدو أنك محسوده يا ابنتي عليك بالرقية الشرعية .. قلت للشيخ و لكني متوكله على الله في رزقي .. قال خذي بالأسباب . قلت و نعم بالله و سآخذ بالأسباب ..
و هكذا خرجت لهم مرة اخرى .. و لكنهم الآن ينظرون إلي نظرات شفقة .. بعدما كان الجميع يناديني مرحباً بالعروسه .. كنت أضحك حينما أسمعها .. خرحت أحاول أن أسمعها مره أخرى لعل الأمر يعود و يتجدد
الحمدلله على كل حال ..
و لا حول ولا قوة إلا بالله ..
اللهم صبرني و عوضني خيراً ..
اللهم لا تكلني إلى نفسي طرفة عين و لا أقل من ذلك
اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي
وهواني على الناس , يا أرحم الراحمين..
أنت رب المستضعفين، وأنت ربي..
إلى من تكلني؟ إلى بعيد يتجهمني
أم إلى عدو ملكته أمري ؟!
إن لم يكن بك غضب عليَّ فلا أبالي،
غير أنّ عافيتك هي أوسع لي..
أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات،
وصــلح عـليه أمـر الـدنيا والآخـرة
أن يحل علي غضبك , أوأن ينزل بي سخطك،
لك العتبى حتى ترضى
ولا حول ولا قوة إلا بك..
و أفوض أمري لله تعالى
و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم
التعديل الأخير تم بواسطة أم مزنه و سعد ; 24-05-2008 الساعة 11:28 AM