الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
أشكر لك إهتمامك للمصلحة العامة وهذا شيء لابد أن يكون موجوداً فينا جميعاً.
أولاً: أريد أن أؤكد أنني تكلمت عن مسألة الإعجاب فقط وليس مسألة تلميح الأهل أو الأب بمعنى أصح لشاب معين لخطبة ابنته وهذا ما أؤيده كما في ردي على الشق الثاني من السؤال. الإعجاب بالإخلاق الحميدة أمر طبيعي لكن ما بعده من تعلقات قلبية هي الغير مقبولة. أريد أن نرى الموضوع من بدايته: فتاة سمعت أو عرفت عن شاب معين من حيث أخلاقه وغير ذلك ورأت أنه شاب صالح للزواج منها لذلك عليها أن تبادر أو تجد طريقة للفت نظره لخطبتها عن طريق أهلها أو أخته أو غير ذلك. طبعاً أنا أتكلم عن معرفة بريئة مثل أن يكون قريب وتسمع عنه من والدتها أو والدها أو أخو صديقتها التي تتحدث عن أخيها دائماً لكن التعرف عن طريق الهاتف أو الإنترنت أو زميلة دراسة سيئة فهنا الأمر مختلف تماماً والمسألة تتجه من بدايتها إلى الخطأ من دون ريب. دعونا نتكلم فقط عن التعرف البريء كما ذكرت أمثلته: في الحقيقة تصرف البنت من تلقاء نفسها للفت نظر شاب عرفت عنه أخلاق وصفات طيبة لخطبتها أمر – أراه – يقلل من قيمة الفتاة أمام الشاب بل أمام نفسها. والأمر يعود لما ذكرته في المشاركة السابقة. لابد أن يكون الإعجاب مقيد ومضبوط فلا نترك للعواطف أن تتحرك وتقودنا لإتخاذ القرارات. فهذه الفتاة التي ترغب بأن يخطبها هذا الشاب بالذات، نريد أن نسألها: لماذا هذا الشاب بالذات؟ هل توافقين لو غيره تقدم لخطبتك؟ هل تنظرين له بنظرة تقدير لأخلاقه فقط أم بذاته هو؟ أقصد لو هناك شاب آخر بنفس الأخلاق هل سيكون مثله مثل الشاب الأول أم أنك تفضلين الأول فقط؟ وبهذا تعرف الفتاة نفسها هل هي منساقة وراء الأوهام أم لا؟ إذا كانت كذلك نعود لما ذكر سابقاً أما إن كانت ليست كذلك فهل هو خوف من أن يفوتها قطار الزواج أو أنها ترى أنه فرصة لا تعوض؟ في كلتا الحالتين ما زالت تتدخل في أمور الغيب. فهي لا تعلم أن الله قدر لها الزواج مبكراً أو لا وكذلك لا تعلم هل هو فعلاً فرصة لا تعوض أو سيكون زواجها منه جالباً لها التعاسة والشقاء. أقصد مما سبق بأن الفتاة لابد لها أن تربي نفسها – وخصوصاً إذا كانت ناضجة – بأن تسلّم أمورها لله وأن ترضى بما قسم الله. مع ما سبق لا ينفي ذلك أن هناك شباب يتمناهم كل أب لإبنته مما يراه ويسمع عنه من الجميع. هنا لابد أن نضبط الإعجاب كما سبق أن ذكرنا وان نوطّن أنفسنا على قبول أمر الله ثم -وفي رائي- إبداء إستحسان أن إرتباطنا بهذا الشاب هو خير كبير ( إن خير من استأجرت القوي الأمين ) إلى الوالدة أو الوالد أو مع قريب آخر ليمرر الموضوع إلى الوالدة أو الوالد أو إن وثقنا في ذاك القريب والذي قد يكون أخ أو عم أو خال أو أخت أو عمة أو خالة ليكمل هو الموضوع دون أن تعلق الفتاة قلبها بأي شيء ودون أن نترك لمشاعرنا أن تتحرك. والله أعلم وآسف على الإطالة.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
__________________
لغير جمالكم نظري حرامُ وغير كلامكم عندي كِلامُ ( الكِلام هو التعب والشدة )
وعمر النسر منكم بعض يوم وساعة غيركم عامٌ وعامُ
أحب بأن أكون لكم جليساً وتنصب لي بربعكم خيامُ
إذا عاينتكم زالت همومي وإن غبتم دنا مني الحِمامُ ( الحِمام هو الموت )
فداووا بالوصال مريض هجر يهيم بكم إذا سجع الحَمامُ