(هذا تفسير الشيخ الشعراوى رحمه الله على هذا الموضوع ارجو ان ينفع به الله عباده)
"وتعرضنا لكلام المستشرقين عن حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عندما سئل : كيف ينزع الولد إلى جنس أبيه أو إلى جنس أمه ?
فأجاب بقوله : }إذا سبق ماء الرجل ماء المرأة نزع الولد إلى أبيه ,وإذا سبق ماء المرأة ماء الرجل نزع الولد إلى أمه {.
وقلنا إن المستشرقين أرادوا أن يجعلونا نفسر الماء بأنه الذى يأتى أثناء العملية الجنسية منصلب الرجل وترائب المرأة حتى يقولوا إن الحديث غير متفق مع الحقائق الكونية ولا الحقائق العلمية ..وفى مسألة النزوع قالوا :إنه ثبت علميا أن ماء المرأة هو البويضة والبويضة لا دخل لها فى تحديد جنس الذكورة ولا جنس الأنوثة ,وإنما الذى يتحكم فى ذلك هو ماء الرجل نفسه .
الرد على المستشرقين
هذه المسألة جعلتنا نبحث بدقة فى ألفاظ الحديث الشريف :إذا سبق ماء الذكر ماء الأنثى ..الناس فهموا أن ماء الذكر من الذكر وماء الأنثى من الانثى .لكن كلمة (اذا سبق )هى التى تعطينا الجواب .. كلمة سبق إذا سمعتها تفهم منها أن اثنين يتسابقان . والمتسابقان لابد أن يكون منطلقهما من مكان واحد وفى اتجاه واحد .. إذن فكلمة (سبق)كان يجب أن يقفوا عندها .فمعنى سبق هنا أن ماء الذكر وماء الأنثى جاءا من جهة الرجل .وإلا فإذا كانا متقابلين فكيف يقال (سبق) فى واحد منهما ?.
فكلمة سبق تؤكد أن المنطلق من واحد ,ومادام المنطلق من واحد ,فالمراد بماء الذكر وماء الأنثى ,الصادرين من الرجل ,وهذا هو الذى أثبته العلم ,أن الرجل يخرج من مائه ذكورى وأنثوى .
فنحن لكى نرد عليهم لابد أن يكون عندنا فطنة إلى استقراء كل لفظ فى الحديث .فكلمة سبق هى التى أخرجتنا من هذا الإشكال الذى عمله المستشرقون , فالحديث يقول : إذا سبق , وفى رواية إذا غلب نقول :مادام سبق وغلب يكون الاثنان منطلقهما ليس من مكانين ,بل لابد أن يكون منطلقهما من مكان واحد "