على فكرة انا اخذت اجازة من يوم الاثنين حتى الاربعاء و قد تمتد إلى الخميس بسبب الحدث
واول ما صحيت انا افكر في الدخول اليكم ورواية الاحداث و التفاصيل ..
اود التذكير ان عملية الاعتقال جرت في 18/10/2008 و الحمد لله لم تطل بعد فضل الله نتيجة صمود انس و ثقافته العالية في هذا المجال علما ان انس من مواليد 1989
حكم عليه بالسجن لمدة 10 شهور و دفع غرامة مالية بقيمة 2000 شيكل اسرائيلي "تقريبا 2000 ريال".
قضى مدة حكمه في سجن مجدو و هو سجن شهير يضم الاف الاسرى و لم يتنقل بين السجون حال اخي الاسير السابق الذي طاف كافة السجون خلال اربعة سنوات من الاسر .
تقضي القوانين الظالمة بضرورة دفع مبلغ الغرامة قبل انتهاء مدة الحكم و الا فإنه سيقضى في السجن إلى حين دفع المبلغ ،
تعتمد القوانين الاسرائيلية في حساب مدة الحكم على قياسات معينة تخفض مدة الحكم عددا من الايام .. وهذه القياسات لها علاقة في السنة العبرية .. حيث يفترض ان يخرج أنس في 18/8/2009 ولكنه خرج في 27/7/2009 كنتيجة لهذا القانون .
وتاريخ يوم الافراج يتم ابلاغه للاسير مباشر من قبل ادارة السجن ولا يمكن معرفته إلا من خلال زيارة المعتقل او خروج اسير يبلغنا بذلك
والحمد لله على كل حال لم يكن هناك زيارات حيث اننا من المرفوضين امنيا
ولكن سرب لنا انه سيغادر في 27/7/2009
يقع سجن مجدو قرب مدينة جنين المحتلة التي تبعد بدورها عنا مسافة ساعة الا ربع بالسيارة ، كان لا بد لنا من مفاجاة انس في استقباله من الحاجز العسكري في جنين و المعروف بحاجز الجلمة و هو يفصل بين اراضي 1948 و جنين
كان هذا الانطلاق بنطوي على مخاطر متعددة أهمها :
عدم الافراج عن أنس نتيجة امكانية عدم وصول نسخة من ايصال الدفع إلى ادارة السجن و هذا يحدث كثيرا لذلك عمدنا إلى ارسالها بعدة طرق وكلها غير مضمونة 100%
خروج انس من معبر غير المعبر المتعارف عليه وبالتالي عدم التقائنا به .
امكانية تأخر الافراج عنه إلى ووقت متأخر
امكانية ان يكون موعد الافراج الذي وصلنا غير دقيق
لذلك كان الموضوع يتطلب الصبر و الاستعداد للاسوء
انطلقنا نحو جنين ابي و اخي ياسر و اختي منار "5سنوات" و صديق لأنس و انا طبعا مع معدات التصوير لتصوير الحدث .
المتعارف عليه ان الاسرى يخرجون من معبر الجلمة العسكري فتوجهنا الى هناك "مسافة ربع ساعة من جنين" ووقفنا ننتظر فقال لنا الموجودون هناك أن الاسرى منذ شهرين يخرجون من معسكر سالم العسكري "مقر المحكمة العسكرية الصهيونية" و هو مقر عسكري ضخم يقع في بلدة سالم التي تبع نحو ربع ساعة من جنين و لكن يتطلب الامر الذهاب من الجلمة الى جنين إلى سالم ..
وصلنا هناك ووقفنا على السياج الفاصل مع عدد من الناس الذين تواجدو من اجل حضور محاكم ابنائهم
ووجدنا سيارة عسكرية تابعة لمصلحة السجون الاسرائيلية واقفة على الجانب الاخر و قال لنا الناس ان بها شخصان "اسيران" فكت قيودهم و اخرجو من السيارة ولكن تم اعادتهم للسيارة فيما يتوقع انه بعد ان رفض جنود الحاجز مرورهم منه
سألنا الناس عن مواصفاتهما و جعلناهم يروا احدى الصور عبر الجوال فقالو ان انس احد الاسرى
بقيت السيارة العسكرية واقفة و كاميرا الجوال جاهزة لان المنطقة ممتوع التصوير بها و لكن صوّرنا بالتهريب و بعد طول انتظار انطلقت السيارة محطمة اول الآمال ..
كانت الاحتمالات متعددة :
ان الاسرى تمت اعادتهم و هو اسلوب جرى اتباعه بعد الافراج عن الاسير يتم اعادته للسجن بحجة ان قضية جديدة عليه من اجل تحطيم المعويات
ان الاسرى جرى اعادتهم لاخذ المزيد من الاسرى و الافراج عنهم دفعة واحدة خلال النهار
ان الاسرى سيتم توجيههم الى معبر الجلمة حيث كنا ..
لقطع الشك باليقيين توجه والدى إلى احد جنود المعسكر و ساله عن وجهة الاسرى فبعض طول جدال و نقاش عقيم ابلغنا انهم توجهو لمعبر الجلمة ...
انطلقنا نحو الجلمة مجددا بسرعة كبيرة وصلنا هناك ...
وما ان وقفنا في مجمع السيارات رأينا انس ينطلق من معبر الجلمة مع رفيقه و تفاجأ بحضورنا و كان العناق الكبير بيننا وانهمرت الدموع و بدا كمن لم يصدق نفسه واخبرنا انه كان يفكر في كيفية العودة حيث لا يحمل في جيبه قرشا واحدا وانه كان لاينوي الاتصال بنا بل مفاجأتنا في نابلس ظنا منه اننا لا نعلم تاريخ افراجه
وابلغنا الاهل في نابلس و لم تتوقف الاتصالات على جوالي
و ما ان وصلنا الى نابلس حتى علت الزغاريد من بيتنا و كان الحضور رائعا من الاهل و الاصدقاء ........ وبدأت الالعاب النارية بالانطلاق والنشيد الاسلامي الحمساوي يدوي رغم حظر ذلك لدينا في الضفة و هل المهنئون و كانت لحظات شيقة و جميلة