بسم الله الرحمن الرحيم
زرت عمتي بالامس لاول مرة منذ سنوات ... عندما دخلت منزلها تفاجأت ... والله يا جماعة انها تعيش في ما يمكن تسميته زريبة حيوانات وليس منزل للأوآدم ...
واطفالها كلهم يعانون من امراض بتدقيق بسيط تعرف انها امراض بسبب قلة النظافة التي تسبب بها المكان الذي لا تصله المياه او الكهرباء
الارض غير مبلطة والجدران يملئها الثقوب التي تسمح للحشرات بالصول والجول داخل (الزريبة البشرية )...
عمتي بدت لي اكبر بعشرين عاما من سنها الحقيقي ونظرها ضعف جدا وبسبب قلة ذات اليد لم تستطع الذهاب لطبيب عيون وشراء نظارة
وصلت لهم وليس لديهم اي اموال فكانت محرجةوهي غير قادرة على شراء اي شراب او حلويات لضيافتي
طبعا منزلها هذا ليس في قرية ولا في مدينة نائية لا تصلها الخدمات .. وانما في وسط مدينة كبيرة و حولها التعمير الحديث من كل ناحية والخدمات تصل الى كل بيت ما عدا ( بيتها) ....
عمتي المطلقة هذه هي اخت (لرجال) يملكون الثروات الطائلة التي لن تنقص قيد انملة لو انهم ساعدوها بالقليل لتعيش في منزل يصلح للاستخدام الادمي
واذا قلنا ان الرجال مقصرين ولا يعرفون بهذه الاشياء ولا ينتبهون لها مع مشاغلهم واسفارهم .. فان نسائهم الاتي يعشن قريبا منها يعرفن بكل الاوضاع وهن من يمنعن اي مساعدة للمسكينة بسبب الطمع والجشع ...
هذه احدى صور الظلم التي رأيتها مؤخرا
واليكم صورة أخرى ...
في بيتنا .. بيت الوالد .. هناك العديد ممن يعمل عندنا إما كخادمات في المنزل .. او سائقين او حراس ومرافقين
اولا بالنسبة للخادمات .. والله يا جماعة احترت ما هو الوقت الذي ينمن به ...
فالجميع واسرتي كبيرة جدا .. الجميع لديه طلبات فالذي يبقى في الصباح في البيت ولا يعمل ولا يدرس ... لا تنتهي طلباته ويبدأ ينادي الخادمات المشغولات اصلا بعمل المنزل .. ينادي علىكل كبيرة وصغيره .. اصنعي هذا .. نظفي هذا .. اطبخي هذا .. وعندما ينام الاول يصحى الاخر .. الذي يبدأ بالطلبات الاخرى في الوقت الاخر الذي من المفروض انه وقت الراحة لهن ... بل انه من الممكن ان يقوم احدهم ويصحي الخادمة من النوم من اجل شي بسيط لا يستحق ويمكنه ان يفعله هو بدون اي جهد ... لا ادري هل يمكنني ان اسمي هذا استعباد وهل الاستعباد هو درجة من درجات الظلم ام العكس ... لا ادري
السائق الخاص بالعائلة عرفت اليوم انه منذ خمس اشهر لم يرى زوجته واولاده ... مع انه باستطاعتهم اعطائه اجازة يومين او ثلاثة كل شهر وتشغيل احدا بدله ... فالسائقين كثر هنا ولن ينقص على اهلي شي لو فعلو هذا لكنهم استمرئوا الظلم وغرتهم الحياة الدنيا ولم يعودوا يشعروا بالاخرين....
فكرت ان احدث ابي بكل هذا .. لكني بدأت اشعر انه تغير وانه للاسف اصبح من الظالمين دون ان يشعر .. مع اني اراه احيانا كثير التواضع يساعد الناس كثيرا .. فهو يأكل مع الخدم بكل تواضع ويسامر الحرس ويناقشهم بكل شي ... لكن بالمقابل هو يرى من يظلمهم ويستعبدهم ولا يقول شي وكأنه مسحور .. او انه نوع التناقض بشخصيته فمثلا هو اللذي رضى بحال اخته وبعيشتها التي شرحتها لكم اعلاه بالمقابل تدمع عيناه على امرأه عجوز يراها امام باب منزله تطلب القليل فيفعل لها كل شي ليحسن من حالها .. يساعدها بايجاد منزل وبترتيب امور راتب حكومي دائم ومساعدات طبية دائمة ... لكني اقول ... طيبة القلب لا تتجزأ والاقربون اولى بالمعروف...
انا لا اتحمل الظلم ... واشعر بقلبي يعتصر عصرا وكانه يقول لي ساتوقف عن الدق كل مرة ارى بها هكذا ظلم ... انا اريد الابتعاد عن هذه العائلة الظالم اهلها ... انا لا اريد ان اعيش معهم .. لا اريد ان ازورهم .. ولا اريد ان اسمع عنهم
انا قررت ان اتركهم ذات يوم ولن ابقي سوى على الاتصال بهم من وقت لاخر حتى لا اقطع رحمي ... ولا تقولوا لي انصحيهم ... فقد كنت من الناصحين ذات يوم ... ولم اجني سوى المشاكل والمؤامرات التي حيكت ضدي .. واصبحت بنظر البعض حاقدة .. والبعض الاخر حالمة مثالية وغير واقعية ...