منذ فترة وأنا أبحث عن كتاب مدحته صديقة وشدني عنوانه
فأكثر ما أحب أن اقرأ هو كتب تطوير الذات الذي يجعلك تغير نظرتك وأفكارك في الحياة
ويعلمك أساليب لتعرف كيف تتعامل مع الأشخاص حسب شخصياتهم وطباعهم
والحمد لله وأخيراً وجدت الكتاب عندما كانوا أولادي يشترون متطلبات المدرسة قبل أيام
وكم أعجبني الكتاب بسلاسة قصصه وروعة أهدافه
لذا فكرت أن أشارككم الفائدة بذكر قصة منه كل فترة
سائلة الله أن ينفعنا وإياكم بما نقرأ ونسمع ويجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه
أترككم مع القصة وهدفها القيم:
هبت عاصفة شديدة على سفينة في عرض البحر فأغرقتها
ونجا بعض الركاب
منهم رجل أخذت الأمواج تتلاعب به
حتى ألقت به على شاطئ جزيرة مجهولة و مهجورة
ما كاد الرجل يفيق من إغمائه و يلتقط أنفاسه
حتى سقط على ركبتيه و طلب من الله المعونة والمساعدة
و سأله أن ينقذه من هذا الوضع الأليم
مرت عدة أيام كان الرجل يقتات خلالها من ثمار الشجر
و ما يصطاده من أرانب،و يشرب من جدول مياه قريب و ينام في كوخ صغير
بناه من أعواد الشجر ليحتمي فيه من برد الليل و حر النهار
و ذات يوم، أخذ الرجل يتجول حول كوخه قليلا ريثما ينضج طعامه
الموضوع على بعض أعواد الخشب المتقدة
و لكنه عندما عاد فوجئ بأن النار التهمت كل ما حولها
فأخذ يصرخ :
لماذا يا رب ؟!! ، حتى الكوخ احترق
لم يعد يتبقى لي شيء في هذه الدنيا و أنا غريب في هذا المكان
والآن أيضاً يحترق الكوخ الذي أنام فيه
لماذا يا رب كل هذه المصائب تأتى عليَّ ؟!!
و نام الرجل من الحزن و هو جائع
و في الصباح كانت هناك مفاجأة في انتظاره
إذ وجد سفينة تقترب من الجزيرة و تنزل منها قارباً صغيراً لإنقاذه
أما الرجل فعندما صعد على سطح السفينة أخذ يسألهم كيف وجدوا مكانه ؟!!
فأجابوه :
" لقد رأينا دخاناً ، فعرفنا أن شخصاً ما يطلب الإنقاذ "
فسبحان من علِم بحاله ورآى مكانه
سبحانه مدبر الأمور كلها من حيث لا ندري ولا نعلم
المغزى:
إذا ساءت ظروفك واحترق كوخك فأعلم أنها قد تكون خيراً وسبباً لإنقاذك
واعلم أن هناك شيئاً ايجابياً وراء مايصيبك , وإن كنت لاتراه أو تدرك حكمته
حاول أن تبحث عن الآثار الإيجابية وراء كل مصيبة تصاب بها
قد لاتدركها عند وقوعها ولكن قد تدركها بعد انقضائها وتحمد الله عليها
فقط ثِق بأنَّ الله له حكمة في كل شيء يحدث لك وأحسن الظن به
وعندما يحترق كوخك ،
اعلم أن الله يسعى لإنقاذك ، بالوسلية التي يختارها لك
ولكن
اصبر
اصبر
اصبر
واستعن دائماً كما أمرنا الله (بالصبر والصلاة)
واعلم أن الله ربما أعطاك فمنعك , وربما منعك فأعطاك
من كتاب
(الأسلوب الأقوى والألطف في التغيير)
من هذه القصة أفتح معكم باب للنقاش ولطرح تجاربكم التي حدثت لكم في الحياة احترق فيها كوخكم فبكيتم ثم كان في حرقه نجاة لكم .
وسأبدأ بتجربتي:
قبل سبع سنوات حدثت لي صدمة عمري فلم أعاني من صدمة في حياتي مثلها أبدا
انهرت وبكيت واسودت الدنيا في عيني ولم أعد أذق حلاوة لها أبداااا
من شدة الصدمة كنت أرى الدنيا بلونين فقط أبيض وأسود خالية من المشاعر والأحاسيس
كانت الأيام عندي سيان وكرهت الناس وأثرت الإنعزال وأغلقت بابي وقلبي وحياتي
وجلست قرابة العام وانا أعاني آثار الصدمة وكل ماتذكرتها أبكى بحرقة وكأنها حدثت للتو
ولكن سبحان الله بعدها تحولت حياتي لألوان وجرت فيها أنهار السعادة والفرح التي لم أعشها من قبل
وكانت الصدمة نفسها هي السبب في كل ماحدث من تغييرات وسعادة في حياتي بفضل الله
فأصبحت بعد أن كنت ابكي لتذكر الصدمة أفرح وأقول.... (اللهم لك الحمد أن حدثت هذه الصدمة التي غيرت مجرى حياتي)والحمد لله أنقذني الله بإحتراق كوخي
أترك المجال لكم لتنثروا لنا تجاربكم التي تجعلنا نشعر بلذة الثقة في ماعند الله
وتجعلنا نستشعر معنى قوله تعالى ﴿وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ﴾ (البقرة: من الآية 216)