السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

حديثنا اليوم عن سلطان <<< وهل يخفى القمر



الولد يبلغ الآن خمس سنوات ونصف .. ومنذ أقل من سنة تقريباً بدأت أطلب من والده اصطحابه معه إلى المسجد .. تحديداً يوم الجمعة .. والحمدلله لم يكن الأمر يحتاج لأي نقاش ونفذ زوجي طلبي مباشرة.

في البداية طبعاً لم يكن سلطان معتاداً على الفكرة ولا يفهم خصوصية المسجد وأنه يحتاج لهدوء وصوت منخفض وعدم حركة .. ولكن شيئاً فشيئاً أصبح أكثر استيعاباً للفكرة .. ولكن رغم ذلك يغلبه اللطبع الطفولي في بعض الأحيان .. خاصةً إن كان ابن خال والده ـ أكبر منه بعام تقريباً ـ معه في المسجد .. ولكن وجود والده يجعله تحت السيطرة أكثر.

المشكلة ـ إن جاز لي تسميتها مشكلة ـ في الأسابيع التي يغيب فيها والده في عمله .. ففي هذه الفترة يذهب ابني مع أحد أعمامه .. ومن خلال معرفتي بشخصية كل منهم فإنني أحرص على أن يذهب ابني مع أحدهم بالذات (عمه الأصغر) كونه يتمتع بشيء من الحزم والإمساك بزمام الطبع الطفولي الذي يغلب سلطان أحياناً في المسجد .. واتفقنا أن أعطي سلطان كل جمعة خمسة دراهم .. فإن تصرف بشكل جيد في المسجد ذهب به إلى الدكان لشراء ما يريد من حلوى وعصير .. أما إن أساء التصرف فلا دكان ولا حلويات ولا عصائر.

ولكن حدث منذ بضعة أشهر أن ذهب سلطان مع عم آخر .. وبعد عودتهم أخبرني عمه بأن سلطان سبب له حرجاً في المسجد وأنه يعتذر عن عدم اصطحابه مرة أخرى حتى يكبر أكثر ... سألته: ماذا فعل بالضبط؟ .. قال: لا يصلي .. ولكنه لاهي ويلعب مع نفسه أو ينسدح على الأرض عشان ينام .. قلت له: صوته عالي أو يتحرك من مكانه؟ .. قال: لا .. بس ما يصلي! (هذا العم تحديداً لا يستطيع أن يكون حازماً أو صارماً ووجهة نظره أنه لا يحق له تعنيف الولد وأن أمه وأباه هما الأحق بهذا)

وشرح وجهة نظره في أن سلطان لا يزال صغيراً وأن الوقت لا يزال مبكراً لاصطحابه إلى المسجد!

فتحدثت مع العم الأصغر وطلبت منه أن يتولى هذه المهمة دون غيره لأنه الأقدر على التحكم في سلطان واحتماله .. وكان لي ذلك حتى يوم الجمعة الماضي .. حيث عرفت بعد عودتهم من المسجد أن سلطان لم يركب السيارة مع عمه الأصغر وإنما ذهب مع عمه الآخر .. ومرة أخرى فُتح الموضوع واعتذر عن عدم اصطحاب سلطان للمسجد حتى يكون (مهيئاً) لذلك!


والحقيقة التي حاولت شرحها لعمه أنني عندما قررت أن يذهب ابني إلى المسجد لم يكن هذا إلا لهدف واحد وأساسي وهو أن يعتاد على أن المسجد أمر مهم وضروري في حياتنا .. وفي هذه السن فإنني لا أستطيع أن أطالبه بالالتزام بالصلاة مع الناس بقدر ما يهمني ويكفيني ـ في هذه المرحلة ـ أن يكون هادئاً ولا يزعج الآخرين أثناء صلاتهم.

أما مسألة إلزامه بالصلاة فلا أرى وقتها الآن.



طيب والمطلوب؟

لست بصدد منع ابني من الذهاب إلى المسجد .. وأعتقد أنني ما دمت خطوت هذه الخطوة فلا يجوز أن أتراجع عنها .. ولكن أقلقني وأزعجني قول عمه إن سلطان غير مهيأ.


فقط أريد أن أعرف هل تسرعت بقرار الذهاب إلى المسجد أم لا؟

__________________


اللهم طِيبَ الأثر .. وحُسْنَ الرحيل.