إحساس أم بعد فراق ابنها "قصة حقيقية"
كنا البارحة في جلسة سمر. فقال لي أحدهم: هل تعرف فلان بن فلان الذي يعيش في قريتي؟ قلت: أعرفه شكلاً، لكن لماذا تسأل؟.
قال لي: إن أمه تزوجت برجل في السابق من غير قبيلتها ومنطقتها، وأنجبت منه ولداً، وأراد زوجها أن يهاجر بها وابنها إلى مكان آخر فأبت، فقام الزوج بتطليقها وأخذ ابنها.
حاولت الأم البحث عن الابن لكنها لم تستطع التوصل إلى أي خيط يقود له خصوصاً في ظل ضعف المواصلات وقلة السيارات ووسائل النقل قديماً؛ لهذا شعرت بفقدان الأمل في العثور عليه.
بعد مرور السنين قام هذا الزوج وأخبر ابنه قائلاً: إن أمك هي فلانة بنت فلان، وتعيش في منطقة كذا في قرية كذا.
بالطبع هذا الزوج السابق قد كبرت سنه، وابنه أصبح في مصافّ الرجال، ويعمل بإحدى القطاعات العسكرية.
أخذ الابن نفسه وسافر إلى تلك القرية، وسأل عن أخواله فدلّهم الناس عليهم، واستقبلوه بكل حفاوة وتقدير، وأكرموه، وضيّفوه.
وسألهم عن أمه، فقالوا له: إنها الآن في قرية أخرى، وقد تزوجت برجل آخر وأنجبت منه. فأخذ العنوان وذهب وأظن أن أحد أخواله كان معه، ووصل إلى منزلها، وطرق الباب ففتح أخوه من أمه واستقبلهم وأكرمهم.
هنا حصل العجب. هنا تحرك إحساس الأم الصادق. هنا لقاء الأحبة بعد قليل.
هنا يصدق الشاعر حين قال:
و قد يجمع الله الشتيتين بعدما*يظنان كل الظن أن لا تلاقيا.
المهم أحست الأم بأن ابنها هنا في المجلس فدخلت المجلس هكذا بدون غطاء، واحتضنت الابن بكل حنانها ولهفتها.
فقال لها ابنها الآخر: ماذا تفعلين؟! ابتعدي..
ردّت عليه: إنه ابني.
ثم يقول ذاك الرجل الذي أخبرني بالحدث إن هذا الابن يزورها كل فترة وفترة.
قلتُ له: إن المرأة أفضل من الرجل في الحدس، وهذا ما يفسر لنا صدق إحساس الأم بأبنائها، وكذلك إحساس الزوجة بحركات زوجها بعض الأحيان
فانتبهوا يا معشر الأزواج!.
:::
ختاماً أقول: إن الأم لا تستبدل ولا تعوّض، وإنها تعرف أبناءها وإن غابوا عنها. كيف لا وهي من حملت في البطن ورافقها 9 أشهر، وامتص صدرها، ونام بحضنها.
:::
أسأل الله أن يرزقنا بر والدينا.
كتب هذا أخوكم في الله/ م. حاتم بن أحمد-الرياض
التعديل الأخير تم بواسطة البليغ ; 20-05-2011 الساعة 04:56 PM