أهله
جاءها أخوها في زيارة .. هو مغترب .متزوج. أكبر منها . متزوج من ابنه عمه مثلها
وكعادة الأخوه بث لها مكنون قلبه وبثت له .
ذكرت له بأن زوجها يود إقراض أخته مبلغ لا بأس به من المال وهو وهي تعلم بأن أخته على الأغلب لن تستطيع السداد .
قالت زوجي يسألني رأيي ولا أدري هل أشجعه أم من واجبي أن أحافظ على أموالنا من أجل أطفالنا الصغار فنحن لا زلنا ببداية الطريق .
نصحها أخوها نصيحة غريبة .. هي تثق به فهو أكبر منها ولديه الكثير من خبرة الحياة خاصة وهو صاحب عقل راجح وملجأ لمن يواجه صعوبة أو مشكلة .
قال لها لا تتدخلي .. إياك وأن تتدخلي أو بيوم ما أن تبدي رأيك بأي شيء يتعلق بأهل زوجك ... لا تمسحي كل الحدود بينك وبين زوجك وأبقي على مساحة خصوصية بينكما لكي تحافطين على احترامه لك .
ولكنهم أولاد وبنات عمي !!!!! وهو من طلب رأيي !!!! كيف لا أتدخل عندما يكون لهم تأثير على حياة عائلتي الصغيرة .. أنا زوجته ولي الحق بإبداء رأيي خاصة عندما يطلبه هو .
جهزت العدة والعداد للذهاب في نزهة للترفيه عن الأطفال فقد أنهوا امتحاناتهم يوم أمس وبدأت العطلة .
الجو رائع بالرغم من أن الشتاء قد دخل والعواصف الثلجية متوقعة بكل يوم . لكنه يوم استثنائي وكأنه سبحان الله عطية من الباري عز وجل لبراءة الصغار .. يوم عطلة بعد الامتحانات وِقبل موسم البرد الطويل حيث الحبس داخل البيوت.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
في الطريق سألها هل نمر على أختي ؟؟ هي امرأة كبيرة بالسن ولديها من المشاكل الكثير مما يثقل قلبها ويشغل عقلها .
سكتت لكن وجهها تغير .. هي لا تحب جلسة أخته فهي تقضيها بتناول الناس وانتقادهم .. تحكم على تصرفاتهم وأنها هي الأفضل والأتقى فإن سكت لسانها عن الناس بدأت بالتشكي مما يتعب قلوبهم جميعا فظروفها فعلا مؤلمة .
ولو كان بوما أخر لاحتملت هذا كله لكنه يومنا من بعد اسبوعين حبس وامتحانات وربما لا يتكرر هذا اليوم لشهور قادمة .. ستنشغل بأخته عن الأطفال وسيكون جوا آخر غير الذي خططت له
لاحظ التغيير على ملامحها فأدرك ما تفكر به ... قد سمع رأيها من قبل بجلسة أخته ويعلم بحاجة أطفالهم.
قال لها مطمئنا سأجلس أنا معها وأنت معذورة بإنشغالك بالأطفال وبتحضير ما نحتاج .. لن يتأثر المشوار بوجودها معنا .
سكتت على مضض ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــ
أتى الصيف الجميل بكل ما فيه من مسرات
كانوا متحلقين حول شاشة التلفاز يتابعون أحد برامج الطبيعة فاقترح ولدهم الكبير ان يقضوا إجازة الصيف أو جزء منها في بيت جده لأمه في الريف .
أعجبتها الفكرة جدا وتحمست لها لكن زوجها اعترض مبررا اعتراضه بالعمل وقصر إجازته وأن مشروع سفر بما فيه من مصاريف كثيرة أمر أكثر من قدرته المادية .
وفي المساء ناقشته بالموضوع فإذا به يبدي ما أخفاه عنها وكمن في صدره لوقت طويل ... لا تطلبي مني أن أتواصل مع أهلك بود وتضحية وأنت لم تفعلي الشيء ذاته مع أهلي
ماذا ؟؟؟؟ متى ؟؟؟ متى أبديت عدم احترام أو مودة لأي من أهلك ؟؟؟
أنت من كان يطلب رأيي .. كان لدي مبرراتي ووضعت مصلحة عائلتنا قبل الجميع لا أكثر .. لا أحقد على أحد من أهلك بل أكن لهم المودة .
هنا استرجعت كلمات أخيها ونصحه الذي لم تستمع له ....
إياك وأن تتدخلي أو بيوم ما أن تبدي رأيك بأي شيء يتعلق بأهل زوجك .... لا تمسحي كل الحدود بينك وبين زوجك وأبقي على مساحة خصوصية بينكما لكي تحافطين على احترامه لك
__________________