رد : مطلقة بﻵ ذنب .. حسبي الله عليه
عوضكن الله خير
أن العبد وسأتكلم عن المرأة لان الكلام موجه لها ، غالية غالية جداً جداً جداً عند الله عز وجل ، ولذلك حفظ لها حقوقها ومكانتها ووضع لها خطوات يحفظها بها من كل ما يكدر نفسها ويضيق صدرها ويعكر حياتها
فممن تتعرض لموقف مؤلم مثل الطلاق ستشعر بالحزن وقد طالها ومزق قلبها وقلب حياتها
ومن اجل عدم حصول ذلك أخواتي الغاليات وضع الله عز وجل ورسوله عليه الصلاة والسلام الطريق الآمن للمرأة لانه يحبها ويخاف عليها وكيف لا وقد شبهها بالقوارير ، وكل ذلك من أجل ان لا تعرض نفسها لهذا الحزن
اخواتي العزيزات الله عز وجل بين للمرأة كيف تختار زوجها وهو كذلك ولكنني سأوجه كلامي للمرأة
الدين والخلق هما الأساس ، ولكن كيف نعرف دينه وخلقه ؟ هنا يأتي السؤال وأهميته لابد وان نتحرى سؤال اهل الثقة ومن لا يجامل او يداري او يخفي ، ثم تأتي النظرة الشرعية التي احلها الله عز وجل ورسوله والتي من خلالها ينبني نجاح او فشل العلاقة الزوجية من خلالها فهل ترتاح له وينشرح له قلبها ونفسها ام لا ، ثم تأتي دور الخطبة والتي شرع فيها التواصل بين الخاطبين بضوابط تضمن لها ان تتعرف على من سيكون زوجاً لها وأباً لاولادها مستقبلاً ان اراد الله عز وجل ، ثم يأتي العقد او الملكة وفيه تظهر المواقف والشخصيات اقرب ولا بد وان تظهر فيها علامات او مواقف تكشف شخصيته وتبين معدنه ولا يوجد احد الا وظهر منه ذلك ولكن قد تتغاضى المرأة ، وهذا يظهر أوضح بحسن استغلالها الاستغلال الأمثل بدراسة كلام وشخصية ومواقف الخاطب لا ان تمر هذه الفترة بين كلام الغزل والشوق والقرب الجسدي دون ان يتم اغتنامها الاغتنام الصحيح الذي شرعت من اجله
ثم يأتي دور صلاة الاستخارة واهميتها ، ورضى ومباركة الوالدين
كل ذلك شرعه الله ورسوله عليه الصلاة والسلام من اجل ان يحفظ المرأة ويقيها من الصدمات والكدر ، ولكن الله عز وجل ليس مسؤول عن افعال البشر التي ابتدعوها مخالفة لشرعه ، لم يقل ان نمنع الرؤية ولم يقل ان نمنع التواصل فترة الخطبة او الملكة ولم يقل لا نسأل او لا نقوم بصلاة الاستخارة ولم يقل لا ندرس خطواتنا قبل الاقدام على الزواج فإن كان الانسان يدرس ليلا ونهارا عاما كاملا من اجل ان ينال ورقة كُتب فيها انه ناجح من صف لصف ، الا يدرس لاهم مشروع في حياته وهو الزواج ؟
سمعت من شيخ ان المظلوم الحقيقي هو من لا يكون له يد في تعرضه للظلم كخطأ او تساهل او إهمال او جهل وغيرها من تلك الصور ، كأن ينسى رجل نافذة سيارته مفتوحة او ينسى المفتاح بها وعندما يستيقظ ولا يجدها يقول السارق ظلمني ويدعو عليه
نعم السارق سُيعاقب على سرقة السيارة لا شك ، ولكنها سُرقت نتيجة اهماله
الطالب الذي لا يذاكر ويدخل الامتحان ويجيب اجابة خاطئة او ناقصة وعند النتيجة يجد نفسه راسب او درجته جدا منخفضة ويقول الاستاذ ظلمني
المرأة التي تتزوج دون علم بشخصية ومساوئ الرجل وتقول ظلمني
قال الله تعالى:- ( فَمَا كَانَ اللهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ) التوبة : 70
لاحظن قوله انفسهم يظلمون
الإنسان هو من يظلم نفسه بما يفعله فيها لان الظلم اساءة وحين يسيئ الانسان لنفسه مثل سيره في موضوع مصيري كالزواج دون ان يدرس الامر ويتحرى ويضع فترة جيدة لدراسة شريك حياته
فلا ينخدع او يتفاجئ بشئ بعد زواجه كان من السهل معرفته فترة الخطبة او الملكة او بالسؤال وتحري الحقيقة
أقول هذا الكلام لكي نعرف معنى ان نتعلم من التجربة المؤلمة ، فكثير جدا يردد كيف اتعلم من تجاربي القاسية ، هذا مثل على ذلك
عليكن اخواتي ان تتعلمن من هذه التجربة لتعرفن الاخطاء التي وقعتن بها لتتفادينها مستقبلاً في حياتكن
كفوا عن ترديد الظلم واني مظلومة لثلاثة اسباب :
لانك ان كنت فعلا مظلومة وان زوجك كان ممثل بارع جدا ولم يظهر منه اي علامة او زلة قبل ان يتزوج بك وقد مررتي بكل تلك الخطوات التي تضمن لك اختيار موفق بإذن الله فارتاحي واعلمي ان هذا ابتلاء ليزيد اجرك وان الله يعلم تماما انك مظلومة وسيعوضك دون ان تضطري لان تهلكي نفسك واعصابك وتدمري حياتك في التوجه الى الدعاء عليه في كل وقت وانتظار انتقام الله منه ، بل وجهي هذه الطاقة في الدعاء لنفسك فدعاء المظلوم مستجاب فلماذا لا توجهيه لنفسك ومن تحبين فتنالي خير عظيم ، عندما سُرق منزل ام المؤمنين السيده عائشه رضي الله عنها دعت على السارق فقال لها الرسول صلى الله عليه وسلم : لا تدعي عليه فتخففي عنه
فربما ابتلاك الله بان تتعرضي للظلم ليكون لك دعوة مستجابة فتدعي لنفسك بما تريدين ويعوضك خيراً ان كنتي فعلا ظُلمتي وكتبتِ عند الله مظلومة
السبب الثاني : كفي عن ذكر انك مظلومة حتى تكوني صادقة فعلا مع نفسك اختي الغالية فكيف ستتعلمي من هذه التجربة وتعرفي اخطائك دون ان تضحكي على نفسك ، واجهي نفسك وكوني واضحة صادقة مستبصرة بأخطائك ، اخرجي اخاطئك التي اوقعتك في هذه المشكلة وضعيها امامك واعرفي اين اخطأتي وما سبب وصولك لهذا الموقف
السبب الثالث : ان عرفتي الاخطاء ارتاحت نفسك من شعور الظلم وارتحتي من انتظار عقاب الله فيه ومن الحسرة كلما رأيتي حسنة او نعمة تصيبه ، وعرفتي كيف تتجنبيها مستقبلاً في حياتك الجديدة مع زوجك الجديد بإذن الله
هناك جانب آخر لكلامي وهو لمن لازالت زوجة لرجل سيئ ، ولنا في آسية زوجة فرعون مثل رائع ، هل كان فرعون انسان صالح قبل ان يتزوجها وتغير بعد ان ارتبط بها ؟ ام كان كذلك طوال عمره ؟ كان كذلك بدليل ايمانه فقط وقت وافاه الاجل وشعر بالموت يقترب منه فقط
ولكنها علمت ان وجودها في هذه الدنيا مؤقت ، نظرت لابعد من مجرد حياة سعيدة مع رجل يخاف الله فيها ، فبكل ظلمه وجبروته الا ان هذا لم يزدها الا صبرا واحتسابا وقربا من الله جل وعلا آمنت بالله واحبته وتقربت اليه ، فقد تُبتلى المرأة بزوج ظالم لانه يحبها ولانه يخفي لها من قرة العين مالم تكن تحلم به وليستجيب لدعائها ويعوضها عنده بالجنة والسعادة التي لم تكن لتصلها بأعمالها لو كانت عند زوج يسعدها ويدللها فما الحياة الدنيا الا ممر
اعتذر للإطالة ولكن يعلم الله اني اريد الخير
أسأل الله ان يعوضكن خيراً ويربط على قلوبكن ويسعدكن
التعديل الأخير تم بواسطة نور الإيمان ; 09-03-2013 الساعة 05:27 AM
07-03-2013, 09:15 PM
ضوابط المشاركة
العرض العادي
