ما أجلّ قدرك أيتها المرأة ؟؟؟ - الصفحة 2 - منتدى عالم الأسرة والمجتمع
logo

الملاحظات

التوجيهات الزوجية (أرشيف) المواضيع الخاصة بالثقافة الجنسية بين الزوجين

 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 28-07-2004, 01:49 AM
  #1
زاجر
عضو موجّه
تاريخ التسجيل: Oct 2003
المشاركات: 368
زاجر غير متصل  
ما أجلّ قدرك أيتها المرأة ؟؟؟

قال تعالى مبيناً أصل خلق الرجل والمرأة:
" يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً " (النساء1)

وقد خصص الله سورة كاملة في القرآن وهي سورة النساء، وبدأها بتقرير حقيقة أصولية مهمة وهي أن الرجل والمرأة خُلقا من نفس واحدة، وهذا يدحض قول من يّدعون بأن فطرة المرأة مختلفة عن فطرة الرجل، فكلاهما مخلوقان من نفس النبع، وكلاهما مهيأ لتقبل الخير والشر والهدى والضلال

كما قال تعالى:
" وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا (10) "
(الشمس 7-10)وتتأكد هذه المساواة في التكليف والجزاء بوضوح تام بوضعهما جنباً إلى جنب

في قوله تعالى: -
" إِنَّ المُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً " (الأحزاب35)

وقوله تعالى:.
" فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتلُوا لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَاباً مِّنْ عِندِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ " (آل عمران 195)

ولا يوجد وصف للعلاقة بين الزوجين أجمل ولا أشمل من قوله تعالى: " هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ "
(البقرة 187) فهذا الوصف اللطيف الرقيق يحيط بمعاني التداخل مع الاستقلال مع التساوي مع الاحتواء مع الحفظ والرعاية مع القرب مع المودة مع الستر.

والعلاقة بين الزوجين لا تقوم على القهر والتسلط والاستعلاء – كما يفعل كثير من الناس باسم الدين في هذه الأيام – وإنما تقوم على المودة والرحمة، وبتعبيراتنا المعاصرة الحب والتعاطف وتبادل المشاعر الجميلة، ويتأكد هذا في قوله تعالى: " وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ " (الروم 21)

لذلك فالقهر الذي يمارسه الرجال على النساء فيدفع بهن إلى براثن المرض النفسي ليس له أي سند شرعي وإنما ينبع من نفوس مريضة تتستر وراء بعض النصوص الضعيفة أو تسئ تأويل النصوص الصحيحة لكي تناسب هواها المتشكك في المرأة والمحقر لها والراغب في وأدها وتغييبها عن تيار الحياة المتدفق والعائد بتصوراته عنها إلى الجاهلية التي جعلت من المرأة مجرد "شيء" يتلهى به الرجل بلا كرامة أو حقوق.

وبعض الرجال يبررون قهرهم للمرأة واستعلاءهم عليها بقوله تعالى:

" الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ " (النساء 34)

والقوامة هنا تدور معانيها ومراميها حول القيادة الرشيدة والرعاية المحبة ولا تعني بأي حال الاستعلاء أو الإلغاء، فهي مرتبطة بدور هيأ الله له الرجل ليقوم به في غالب الأحوال، وإذا انتفت تلك القدرة عند الرجل كأن يكون سفيهاً أو ضعيفاً انتفى هذا الدور، وهذا ما نجده في بعض الأسر حيث نجد المرأة أرجح عقلاً وأقوى شخصية من الرجل لذلك تملك هي دفة القيادة.

وننتقل من رحاب الآيات الكريمات إلى رحاب الأحاديث النبوية الشريفة لنرى هذه الصورة المشرقة للمرأة والتي لو عرفها الرجال حق المعرفة ما دفعوا بالمرأة إلى غياهب النسيان أو إلى ردهات المستشفيات والمصحات النفسية. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" استوصوا بالنساء خيراً فإن المرأة خُلقت من ضلع وإن أعوج ما في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج ، فاستوصوا بالنساء " (متفق عليه) واعوجاج الضلع هنا ليس عيبا في الخلقة فتعالى الله أن يخلق خلقاً معيباً ولكنه ضرورة للوظيفة، فإن اعوجاج ضلع الإنسان ضروري لاحتواء الرئتين وإعطائها الفرصة للتمدد والانكماش، وكذلك المرأة خُلقت بطبيعة معينة قادرة على الاحتواء والحماية، واختلافها عن الرجل ليس اختلاف دونيه وإنما اختلاف أدوار ووظائف. وهي بهذه الطبيعة ربما لا توافق توقعات الرجل وحساباته تماماً لأنها لو فعلت ذلك فربما تخرج عن طبيعتها الأنثوية وتصبح مسخاً ينفر منه الرجل ذاته.

وفي رواية في الصحيحين:

" المرأة كالضلع إن أقمتها كسرتها وإن استمتعت بها استمتعت بها وفيها عوج "

وهذا الحديث ليس ذماً في طبيعة المرأة - كما يفهم المتعصبون من الرجال – وإنما هو بيان لطبيعة خلقها التي تلائم دورها، وهو ليس استعداءاً على المرأة بل نداءاً للرحمة والرفق بها وفهم طبيعتها.

وفى رواية لمسلم:

" إن المرأة خُلقت من ضلع، لن تستقيم لك على طريقة، فإن استمتعت بها استمتعت بها وفيها عوج، وإن ذهبت تقيمها كسرتها وكسرها طلاقها ".

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" لا يَفْرَك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها آخر " (رواه مسلم)

وهذا الحديث يعتبر قاعدة موضوعية ورحيمة وعادلة في التعامل مع المرأة، فطبيعتها – كما هي طبيعة الرجل – تحمل القابلية للخير والشر معاً، فلا يتوقع الرجل منها خيراً مطلقاً بل يقبل منها خيرها شرها.

وقال صلى الله عليه وسلم
" أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً وخياركم خياركم لنسائهم " (رواه الترمذي وقال حسن صحيح)

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سئل عن حق الزوجة:
" أن تطعمها إذا طعمت، وتكسوها إذا اكتسيت ولا تضرب الوجه، ولا تقبح ولا تهجر إلا في البيت " (حديث حسن رواه أبو داوود)

وهذا الحديث يكفل للمرأة الحقوق الأساسية في المطعم والكساء ويكفل لها أيضاً حقوق الكرامة والتقبل والتقدير.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تضربوا إماء الله " فجاء عمر رضي الله عنه إلى رسول صلى الله عليه وسلم فقال " ذئرن النساء على أزواجهن " فرخص في ضربهن، فأطاف بآل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم نساء كثير يشكون أزواجهن فقال: " لقد أطاف بآل بيت محمد نساء كثير يشكون أزواجهن، ليس أولئك بخياركم " (رواه أبو داوود بإسناد صحيح )

ولو تأملنا هذا الحديث جيدا لوجدنا أن القاعدة فيه هي عدم ضرب النساء " لا تضربوا إماء الله "، ولكن لما اشتكى عمر بن الخطاب من تمرد بعض الزوجات رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم في الضرب كضرورة لإصلاح بعض النفوس الشاذة، فاستغل بعض الرجال ذلك ووسعوا الرخصة والضرورة فأساءوا بذلك لهذه الرخصة فنبههم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى العودة إلى الاعتدال وإلى أن الخيرية تقاس بمدى إحسان الرجل لزوجته ولم يثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ضرب أحداً من زوجاته رغم أنه قد حدثت مشكلات مثل التي تحدث في كل بيت ولكنه صلى الله عليه وسلم قدوة للرجال في حسن المعاملة عملاً بقوله تعالى " وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ " (النساء 19)

ويستنكر رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه الذي ورد في الصحيحين ضرب الرجل لزوجته وكيفية الجمع بين ذلك وبين العلاقة الحميمة بينهما فيقول:
" أيضرب أحدكم امرأته كما يضرب العبد، يضربها أول النهار ثم يجامعها آخره "

وإن أكثر الفقهاء قد ربطوا الضرب بالنشوز الشرعي كعصيان الرجل في الفراش، والخروج من الدار بغير عذر وترك الفرائض الدينية، فهو كالعلاج بالكي لا يذهب إليه الرجل إلا لضرورة تحتمل ألمه ومراراته.


وربما تستغرب النساء اليوم فكرة الضرب وتستهجنها وتعتبرن أن الزمن قد تجاوزها ولكن الإحصاءات الرسمية تفيد أن في معظم بلدان العالم – حتى المتقدمة منها – ما يزال 50% – 70% من الرجال يضربون زوجاتهن، وهو أمر لا شك مستهجن.

وإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نهى عن الضرب إلا للضرورة فقد وضع حدوداً لذلك فقال " ضرباً غير مبرح"، وقد سأل عطاء ابن عباس رضي الله عنه: ما الضرب غير المبرح فقال بالسواك ونحوه.
والضرب رمز للإيذاء، ولذلك نوسع الرؤية ونسأل الرجال أن يكفوا عن كل ألوان الإيذاء كالضغط النفسي والتحقير والمكايدة والإهمال والهجر والقهر والاستبعاد والإلغاء … إلخ.

ويجب أن يعلم الزوج أن إيذاءه لزوجته سيرتد عليه إيذاءاً أو يتحول إلى أطفاله الذين يحبهم، فالمرأة المقهورة المستعبدة سوف تنقل قهرها وظلمها إلى أبنائها فتسيء معاملتهم وتضربهم وتقهرهم. والإيذاء عموماً يخرج بالعلاقة بين الرجل والمرأة من دائرة المودة والرحمة التي هي أساس تلك العلاقة في حالة صحتها.

وبعض الرجال يحتجون بالأحاديث التي تحض المرأة على طاعة زوجها ويطلبون منها الخضوع والاستذلال لكل رغباتهم مهما كانت وحشية.

وفرق كبير بين طاعة المرأة لرجل تحبه وتحترمه وهى تعتبر تلك الطاعة عبادة تتقرب بها لربها وبين خضوع المرأة ومذلتها لرجل تبغضه وتلعنه ليل نهار.
ويربط رسول الله صلى الله عليه وسلم سعادة الرجل بالمرأة الصالحة فيقول:
" الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة " (رواه مسلم والنسائي وابن ماجة )
ويقول صلى الله عليه وسلم:
" من سعادة ابن آدم ثلاثة: المرأة الصالحة والمسكن الصالح، والمركب الصالح "
( رواه أحمد بإسناد صحيح)
ويقول صلى الله عليه وسلم: " من رزقه الله امرأة صالحة، فقد أعانه على شطر دينه ، فليتق الله في الشطر الباقي "(رواه الطبراني والحاكم وقال صحيح الإسناد)


ويقول صلى الله عليه وسلم: " أربع من أوتيهن فقد أوتي خير الدنيا والآخرة، ويذكر منها: "زوجة لا تبغيه خونا في نفسها ولا ماله " (رواه الطبراني في الكبير والأوسط، وإسناد أحدهما جيد)




-- منقول --

الدكتور محمد المهدي / استشاري الطب النفسي
__________________
الإدارة
مع التحية
 

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:13 AM.


images