أخي أيمن..
ولمَ الاستغراب الكثير؟ .. ألا يقولون إن الحب يصنع المعجزات
أخي الفاضل..
أولاً اسمح لي بأن أبدي تحفظي على عبارة (الأذن تعشق قبل العين) .. لأن الحب والعشق أمران كبيران لا يمكن أن يولدا من مجرد صوت أو شكل .. ولكن الذي يحدث فعلاً هو ربما الميل أو الإعجاب.
إجمالاً الحب ليس كلمات فقط .. ولكنه أيضاً سلوكٌ وتصرفات لها إيحاءات ومعانٍ يمكن أن تدلل على الحب الكبير الذي يسكن قلب صاحبه حتى لو لم يكن يتكلم.
ألا تقولون أنتم معضر الرجال ـ الأصحاء ـ أن منكم من يعبر عن مشاعره بالأفعال لأنه لا يجيد التعبير اللفظي عنها؟ .... فلماذا إذا نفترض أن العاجز أصلاً عن الكلام لن يستطيع ذلك؟!!
وإن كنا لا نستطيع أن نغفل أن ذلك الذي لا يستطيع الكلام قد يستطيع التعبير عن نفسه بوسائل أخرى مثل لغة الإشارة التي رأيتها أنت نفسك أو حتى الكتابة.على الأقل.
أما حكاية المكالمات التي تعتقد أنها من أبرز سمات فترة الخطوبة .. فاعذرني لأنني كنت أعتقد أن مروجي هذه الفكرة هن الفتيات فقط! .. وأراكِ فعلت كالبعض الذي يضع البشر والعلاقات كلهم في سلة واحدة لهم نفس الشكل والقالب ويفترض أنهم جميعاً (يجب) أن يتصرفوا وتسير علاقاتهم كلهم على وتيرة واحدة وخطوات مماثلة ..... وهذا يا أخي غير منطقي لأن البشر والعلاقات والظروف تختلف.
وعلى كل حال .. أعتقد أن مجرد الميل أو بعض المشاعر لا تكفي لإتمام الارتباط في هذه الحالة ولكنه في الحقيقة يحتاج لكمٍّ كبيرٍ جداً من المودة والحب والمشاعر العميقة ـ نظراً لخصوصية وضع الرجل ـ وهذا في رأيي لا يكون بعد الزواج ولا حتى أيام الخطوبة .. ولكنه بالتأكيد سيكون قبلهما .. نظراً لأن مثالية الفتيات وتضحياتهن بشكل عام لا تصل لهذه الدرجة بدون حب كبير
ومراعاة لنفس هذه الخصوصية فإن هذه العلاقة لن تنشأ أصلاً بالطريقة التقليدية المعروفة .. ولكنها قد تنشأ في ظل ظروف مواتية تسمح للفتاة أن تقابل رجلاً لا يستطيع الكلام ... كأن تكون من أهله الذين يعرفونه ويعرفون حالته إلى جانب نوع من التواصل الدائم الذي يسمح لها بمعرفة جوانب شخصيته وطبائعه ومن ثمّ خلق الحب .. أو أن يكون مثلاً نزيلاً في مركز طبي متخصص وهي تعمل في نفس المكان بحيث تلتقيه بشكل متكرر يسمح بالتقارب ونمو المشاعر.
مع تحياتي