عليك بالاستغفار
قال تعالى:
(فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا)
أي ارجعوا إليه وارجعوا عما أنتم فيه وتوبوا إليه من قريب فإنه من تاب إليه تاب عليه ولو كانت ذنوبه مهما كانت في الكفر والشرك . ولهذا قال فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا .
و قال تعالى:
(يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا)
أي متواصلة الأمطار ولهذا تستحب قراءة هذه السورة في صلاة الاستسقاء لأجل هذه الآية وهكذا روي عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه صعد المنبر ليستسقي فلم يزد على الاستغفار وقراءة الآيات في الاستغفار ومنها هذه الآية " فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا" ثم قال " لقد طلبت الغيث بمجاديح السماء التي يستنزل بها المطر " وقال ابن عباس وغيره يتبع بعضه بعضا .
و قال تعالى:
(وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا)
أي إذا تبتم إلى الله واستغفرتموه وأطعتموه كثر الرزق عليكم وأسقاكم من بركات السماء وأنبت لكم من بركات الأرض وأنبت لكم الزرع وأدر لكم الضرع وأمدكم بأموال وبنين أي أعطاكم الأموال والأولاد وجعل لكم جنات فيها أنواع الثمار وخللها بالأنهار الجارية بينها هذا مقام الدعوة بالترغيب ثم عدل بهم إلى دعوتهم بالترهيب .