بسم الله ..

بصراحة - عندي مبدأ - أن لا أكتب في منتدى مختلط ، لكن هناك موضوعات يحار فيها قلمي
ويأبى إلا أن يسطر حروفه قبل أن يرحل عن الموضوع ، ولعل هذا الموضوع منها ..
فأقول بعد الاستعانة بالله :

أمامنا الآن شاب جمع جملةً من صفات النجاح ؛ أعظمها و لاشك نجاحه في الاستقامة وترك
حياة الجاهلية ،فو الله إن هذه النقلة ليتمناها كثيرون لكن لا يوفق لها إلا الموفقون الذين
علم الله صدقهم فصَدَقَهم .. وكم هم أولئك الذين يبدأون طريق الهداية ثم ينكصون وأنت ولله
الحمد لا زلت ثابت الخطى على طريق الحق ..أسأل الله لك الثبات وأن ينفع بك أمتك ..
ويتبعها النجاح العملي .. لكن مع كل هذا الضياء في حياتك تصر على أن لا ترى إلا الظلام !!

أخي الكريم ..* كم أكبر فيك ثباتك والتزامك بالسنة رغم ماذكرت !! فإليك نصحي ..

*حياة الجاهلية بمعاصيها - خاصة علاقتك بتلك الفتاة - عارٌ ، أجعله من سجل الماضي وأتلفه
فلا ترجع بالذاكرة إليه إلا بتذكر نعمة الله عليك بالتوبة والخلاص ؛ فلا تجعل للشيطان سبيلا
بتذكر أيام العصيان فقد يجرك إليها فالخطرة تولد الفكرة والشيطان لا ييأس في إغواء
بني آدم ولو كانوا على فراش الموت فانتبه .


* لتعلم أخي أن طريق البحث عن زوجة لابدفيه مما ذكرتمن رفض ورد وشروط ... الخ ، هل تصدق أن
أحد أقاربي أمضى أربع سنوات وهو يبحث فهذه يرفضها وتلك ترفضه حتى وفقه الله بالزوجة المناسبة !!

* أما من ناحية الرفض بسبب الدين فلله الحمد لا أراه كما تذكر فإن رفضتك واحدة أو اثنتان
فلتعلم أن هناك مئات بل آلاف يتمنين أن يحظين بزوج صالح .. فكيف تقول أنك أصبت بيأس
( لدرجة الاستقالة ) أيعقل بشاب مثلك أن ييأس لمجرد تأخر عثوره على زوجة !!

ثم اعلم أخي أن من ترفضك لدينك لا خير فيها ، والله أعلم بما هو خير لك ، فربما لو تزوجتها
لم تكن لك الزوجة الصالحة التي تعينك على الثبات وتربي أبناءك التربية الصالحة ، فصرفك الله عنها
والله أعلم بالخير لعبده وهو أرحم به من أمه ،

أخي أين ثقتك بالله ؟؟ أين حسن الظن بالله ؟؟ أين اللجوء إليه ؟؟ قل لي بربك خلال هذه
المدة كم مرة قمت في الليل تدعو الله أن يوفقك للزوجة الصالحة التي
تعينك على أمر دينك ودنياك ، كم دعوته في السجدات ، كم ؟؟؟

عليك أخي بالصبر والدعاء والصيام حتى يفرج الله لك .. كما أدعوك للبحث عن صحبة صالحة
تكون لك عوناً على الثبات ، واجتهد في قضاء الوفت بما يفيدك كطلب العلم خاصة أن هناك الكثير
من الدورات الصيفية ، وكذا الالتحاق بالمخيمات الدعوية وحضور المحاضرات ،

وبالنسبة للخطبة فيمكنك الاستعانة ببعض الأخوة الصالحين من أصحابك أو إمام المسجد إن

كنت على علاقة معه للدلالة على بيوت الصالحين ، ولا أدري لم تصر على البحث عن زوجة

في مكة أو جدة .. فكثيرون - كما أعلم يشترون صاحب الدين ، خاصة في نجد - أصلك وأهلك -

أسأل الله أن يثبتك ويرزقك الزوجة الصالحة التي تعفك وتقر بها عينك وتعينك على دينك ودنياك . آمين

كتبت ردي الأول قبل قراءة الردود .. وبعد قراءتها .. أحببت أن أضيف بكلمة :

أولا .. أعتب على الإخوان الذين أشاروا بأن يتنازل عن شيء من دينه ؛ يغضب الله ليرصي المخلوق ‍‍
سبحان الله أين نحن من قول الله عز وجل : ( ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب )
ثم كيف يرجو المرء توفيق الله وهو يعصيه لأجل مخلوق .. ثم إن قدوتنا الأولى هو نبينا محمد
صلوات ربي عليه .. فمن خالف سنته وشرعه في شيء لم نوافقه عليه ولو كان عالماً .. فكل
الناس يؤخذ منه ويرد إلا المصطفى فهو الأسوة .
ثانياً : الاستقامة تشمل قلب المرء وسلوكه فقد قال عز وجل ( وذروا ظاهر الإثم وباطنه ) فمن
استقام قلبه حقاً استقامت جوارحه .. بل إن بعض المعاصي التي قد يتهاون بها البعض ويراها
شكلية تعد من الكبائر كإسبال الثياب مثلاً .. فلا ريب أن المؤمن يسعى دائما لإصلاح قلبه وجوارحه

أخيراً ..كم أثلج القلب ردكم الذي أظهر الثبات والعزة .. رغم ما في بيتك من المثبطات ..
زادك الله من فضله .. وعليك بالاستخارة و الاستشارة والتأني في البحث وعدم العجلة فهذه
حياة وشراكة عمر .. لا بد فيها من التروي ..واعلم أن الكثيرات حتى غير المستقيمات لايرضين
بغير صاحب الدين زوجاً ..