ابيض أو اسود أو احمر .... والبعض يفضلونها رمادي
[size=3]طبعا لان اليوم الخميس ولانه مافي دوام فهذا ثاني موضوع اكتبه خلال ساعتين
المهم .... امس الظهر وبعد خروجها من المدرسة ركبت ابنتي السيارة معي
جلست زعلانة ... سألتها ويش بك ؟
قالت الابلة .....سذوبة
سألتها وليه سذوبة (كذوبة )؟؟
قالت تلَــــــعِـب بينا..
قلت لها وانت يا طالبة بالصف الاول الابتدائي ..... كيف عرفتي انها بتلعب بيكم ؟؟
قالت وعدتنا بكذا وكذا وكله خرط ×خرط (كذب ×كذب )
قلت لها لا تزعلين يمكن نست او مشغولة او تعد لكم مفاجأة اكبر
وفضل الابلة عليكم كبير لانها تعلمك القراءة والكتابة وحفظ القرأن الكريم .....
اخواني واخواتي
ان التناقض بالتصرفات ومخالفة الافعال للأقوال ..
هو من أشد أسباب فقداننا للثقة بمن حولنا ...
فما أسهل الكلام والمواعظ .. وما أصعب الوفاء بالعهود والالتزامات بل والسيطرة على هوى النفس والحاحاتها
ان الشخص الكاذب ربما يخدعك .. لكن المشكلة انه ربما يخدع نفسه ثم يعيش بأوهام
وتخاريف ويرتضي للركون اليها وتصديقها والعيش في قصورها الضبابية
بل ربما يؤدي ذلك لاحقا لانفصام الشخصية ..
تحضرني هنا قصتان قصيرتان
الاولى لشاب تعرف على فتاة وكانت تحادثه من خلف اهلها ودون علمهم
ثم قالت له ... انني اكاد اصاب بالجنون .. كلما سمعت واعظا او درسا دينيا او حلقة لعمرو خالد ( هكذا قالت بنفس الحرف ) اشعر اني منافقة وكذابة
لابد من الافتراق .. وقد كان بالفعل
وامرأة اخرى كانت متزوجة وكانت تحادث شابا من خلال الماسنجر ثم انتفضت وبكت وقالت له
والله العظيم اني لا استطيع تربية عيالي بسببك
فقد اصبحت عاجزة عن امرهم بمعروف او نهيهم عن منكر
انني احق بذلك .. اكاد اصاب بالجنون من التناقض بين احوالي معك ومع زوجي واولادي
ثم تركته
انهما مثالان لنماذج رفضت هذا الانقسام الشخصي ... وان كانت لم تترك المعصية لله
لكن تركتهما لرفضهما هذا النفاق وتلك الازدواجية
ان البعض لا يكفيه الالوان الاساسية الواضحة .. وتلك الخطوط التي تفصل بين الحق والباطل
فربما يلجأ للالوان المختلطة الفرعية التي تميع له الامور وتسلك به في طرقات الحيرة والشك
لقد اخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بأن المتشبع بمالم يعط كلابس ثوبي زور
اخواني
انا لا اتحدث عن الكذب ... لا فاختنا الحزينة قد تناولته بموضوع لها من حوالي شهر
وربما لم يجد الردود والاستجابة المنشودة حينها ... لكن انا هنا بصدد التكلم على نتيجة الكذب
انها فقدان الثقة ...
ان قصة ابنتي والتي فقدت ثقتها باستاذتها الكذوبة .. لا يختلف الامر عنه كثيرا بالحياة الزوجية
ان وصول الزوجة لتلك المرحلة والتي تتشكك فيها بكل ما يقوله زوجها لم يأت من فراغ
انه الحصاد المؤلم لسلسلة طويلة من السقوط والكذب والتزييف والخداع واللف والدوران
ربما لو اخبرها بابسط الاشياء لاحتاجت للتوقف والتمهل قبل التسليم له بصحة فرضيته
نعم ... قد تكون هناك الاسباب من جانب الزوجة مثل كثرة الاسئلة
وملاحقة الزوج والتنصت عليه
ربما قد افتتحت فرعا لل سي آي ايه داخل البيت
ربما الخوف وإ رادة ستر اخطاء فلا طريق الا المزيد من الكذب
ان الصدق يا اخوان ليس مسؤولا عن معالجة تلك الاخطاء التي حدثت في غيابه
ايها الاخوان ايها الاخوات
صدقوني ان القلوب كالارض الطيبة الممهدة للزراعة
لا تسقوها الا بماء الصدق .. لا تبذروا فيها الا حبوب الامانة والوفاء
اصرفوا عنها آفات الكذب والغش والخيانة
قلب ابنك او ابنتك .. امانة بعنقك
لا تفقد ايها الاب او ايتها الام مصداقيتكم
ربما لا يصرح الطفل لكنه بالتأكيد يعقل ويعي كل شيء
ايها الخاطب ايتها المخطوبة
اجعلوا الصدق عنوان علاقتكم واياكم بنسج قصور الاوهام
اياكم بالتدليس باني املك كذا وكذا وابي يملك كذا
ايها الزوج ايتها الزوجة
قد نتسامح مرة او مرتين او مرات عديدة
لكن يوم نفقد الثقة وتذهب ربما .. ربما لا تعود
وحينها يحل محلها جحيم الشكوك والظنون ..
والسلام عليكم [/size]