تشتكيكّ إلى اللهِ روحٌ ما عانقتك - يا عاشقَ الجَبروت.
إِن كنتَ لا تدري ، فما عادَ بي قدرةٌ على التحملِ، لكن لأني أكثر تمسكا منك بزواجي ، سأزيد تحملًا .
إِن كنتَ لا تدري ، فأنتَ من اختلسَ ابتسامتي خِفيةً و ما أذنتُ له ، ما عُدتُ أستطيعُ أن أبتسمَ بصدق .
إن كنتَ لا تدري ، فأنا حزينةٌ مكلومةٌ ، يا عاشقَ الجبروت ،
حِينما أبتسم ُ وأنظُر إليكَ بعينٍ كساها شيءٌ من إحمرارِ الحزنِ و البكاء ،
لا تظنَّ أن الإبتسامة مَني إليكَ حبٌ فيك ، من شدةِ خوفي منك أبتسمُ [blink]حتى لا تقول :[/blink]
أنتِ لا تُحبينني كما هن النساءُ مع أزواجهن .
إبتسَاماتي لكَ سؤالٌ إليك : متى تتبتسمُ إلي بحبٍ ؟ متى تنبتُ أخضراً شفاهُك الجدباءٌ ؟
حِينما أكونُ منهمكةً في أعمالِ البيت و تناديني، أرتعدُ و أخافُ و أترقب ْ،
آتي إليكَ و أنا مشبِّكة بينَ أصابعيْ مطأطئةً رأسي وجلاً ،
حتما ستسمعني كلماتٍ جارحةً أو ستبطشُ بيديك ،
لا تَظنَّ أن انهماكي كلَّ يومٍ ساعاتٍ طويلةً في أعمالِ البيتِ كله حبُّ في العملِ ،[blink] لا ،[/blink]
إنما هو سؤالُ مني إليكَ : متى تناديني برفقٍ و تجلسُ معي بحنانٍ و حب ؟
حِينما نخرجُ من البيتِ إلى البرِّ أو البحرِ ، و تجدني أطيلُ النظرَ في البحرِ و السماء ،
لا تظنَّ أن ذلكَ كله تأملٌ في ملكوتِ الله ،[blink] لا ، [/blink]
إنَّما هو سؤالٌ مني إليكَ : متى يكونُ خروجي من المنزلِ أحسنَ حالا من المكوثِ فيه ؟ كلهم عندي سواءُ .
حِينما أتزيُن و أتجمل ُ، و أتهيأ لكَ و أتعطرْ
ثمّ تأتي مثلما خرجتَ من عندي في الصباح ، قدْ أشبعتَ ملابسك َ بالدخانِ حتى صار في رائحةِ عرقك ْ،
تستلقي بجانبي بلا نظافةٍ أو هندامٍ مرتبْ ، أنتظُر منكَ على الأقل أن تبادرَ فلا تبادرْ ، و أتساءلْ
من أحقُّ بأن يُبادَرَ إليهِ و أنا بهذا الوصفِ و أنتَ بذلك الحال ؟ ، لكني أخافُ الله فيكَ و أبادرُ و أعطيكَ
ما كتب الله لكَ فيَّ و أعانقكَ حتى أصيرَ منكَ كجسدٍ واحد من شدةِ التصاقي فيكْ ،
لا تظنَّ أن كلَّ ذلك ذوبانٌ فيكَ ، [blink]لا ،[/blink]
إنِّ روحيْ تشتكيك، تشتكيكّ إلى اللهِ روحٌ ما عانقتك ، و سؤاليْ إليكَ :
متى أحبُّ لقاءكَ ؟ ، متى أشتاقُ إليكَ حقاً ؟ ، متى أشعُر باهتمامٍ منكَ في جسدكَ لي
يضاهيْ اهتمامِي في جماليْ و جسدي لكَ ؟
حِينما تقرأُ في كتابِ الله ، و تقرأ قوله تبارك و تعالى ( و زِنوا بالقِسطاسِ المستقيمِ )
و يكونُ القصدُ فيها حتى كيلَ الأرزِّ و التمرِ من تلك النّعمِ التي هي أقلّ قدراً عندَ الله ِ
من ابنِ آدمَ ، أتظنُّ أني حينما أقرأها لا أبكي ؟ ، بل أبكيْ و أ بكيْ و أبكيْ ،
وحينما تقرأُ سنةَ نبيكَ المصطفى صلى الله عليه و سلمَ و تقرأُ من كلامه قوله ( استوصوا
بالنساءِ خيراً ) ، ألا تظنُّ أني أبكيْ و أبكيْ و أبكيْ حينما أقرأه ؟
في أَدمُعيْ سؤالانِ مني إليكَ :
ما ظنكَ بي أيها الرجلُ و أنا من لحمٍ و دمٍ و كرمني اللهُ لا تعدلُ معي و تُخسِرُ الميزانَ عندي ؟
لمَ أنا مهينةُ و لا يكادُ يبينُ قدري عندَك ؟
كتبه : وليد
__________________
اللــهُمّ توفـّنـي مُسْـلـمـاً وَألـْحِـقنـي بـِالـصَّـالِـحـيـْن