قابلني صديقي هذه المرة و هو حزين ، فسألته : لم هذا الحزن ؟
فقال : سأذهب لأخطب فتاة
قلت : و من يذهب ليخطب فتاة يكون حزينا بهذا الشكل ؟
قال : اتذكر عندما اخبرتك انني لم اعد احب حبيبتي تلك التي تكلمنا عنها في السابق ؟؟
قلت : نعم
قال : كل ما ذكرته لك حقيقة و لكن ....
قلت : و لكن ماذا ؟
قال : عندما نويت التقدم لخطبة فتاة اخري بدأت اشعر بحنين غير عادي لها و قوة غريبة تدفعني من الداخل لمنعي من الذهاب لخطبة هذه الفتاة الاخري
قلت : هل هذه الفتاة اقل من حبيبتك في صفاتها ؟.
قال : لا بل ربما افضل منها في كل شيء
قلت : كذب احساسك اذن ، و اعلم ان كثيرا من الزيجات لم تبدأ بالحب و لكن الحب جاء بعد ذلك ، و كانوا في قمة السعادة
قال : انا اتفق معك ان حبيبتي تلك ، اقصد من كانت كذلك
قلت له مقاطعا : فالتقل جارتك بدل حبيبتك
قال : جارتي تلك اعلم انها لا تناسبني قط ، و قد تكون مشاعري نحوها لانني لم اعطي فرصة لاخري ان تدخل قلبي
قلت : تماما ، اقدم علي الخطبة علي بركة الله و ان وجدت فيها ما تريد فالتتمم الزواج ، و موضوع جارتك هذا سيموت بمجرد دخول الاخري في حياتك و محاولتها التقرب منك و التودد اليك .
قال : معك كل الحق
قلت : و تذكر دائما انك لم تكن ابدا فتي احلامها ، بل هناك شخصا اخر هي تنتظره و تتمناه و ستعطيه كل ما لديها من حنان و جمال و حب ، و بخلت عليك انت بكل هذا رغم انك كنت علي استعداد ان تعطيها بلا حدود و بلا مقابل ، مثل هذه يا عزيزي لا تستحقك قط ، فقد باعتك بلا مقابل ، و ابحث عن من تستحقك و لا تتسرع فلن يخزيك الله ابدا .
قال : جزاك الله خيرا علي كلامك الجميل ، لقد ارحت صدري كثيرا
قلت : كذب اذا اي مشاعر تشعر بها تجاه جارتك ، و تجاهلها تماما ، و حاول ان تقترب كثيرا من خطيبتك الجديدة في حدود الشرع طبعا ، و وفقك الله .