بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين


كعادتنا نحن النساء... يأخذ الطهي اهتماماً ووقتا لا بأس به من يومنا... فلا بدّ منه !!،

إذ به نسد حاجتنا للغذاء كوسيلة من وسائل البقاء على قيد الحياة،

لِنذهب قليلاً معها ، نرى ونراقب ..

كيف تُحضّره ... وماذا ستفعل به !!

أتدرون من هي !!

إنّها – تلك الزوجة و ربة المنزل - تسعى لإعداد طعام عائلتها ،

نرى مثيلاتها في كل يوم من أيّام مجتمعاتنا ..

دخلت المطبخ .. ذهبت يميناً ويساراً ،

وبحركة سريعة فتحت باب الثلاجة وتمعّنت بما تحفظه، إذ بها ما طاب من أنواع الخضار..

فهذا الجزر وهذه الفاصوليا الخضراء وتلك الطماطم ذات اللون الأحمر البرّاق،

وفي زاوية أخرى مسكن اللحوم سواء الحمراء منها أو البيضاء..

وغيرها من أنواع وأشكال الغذاء فثلاجتها كلوحة تحوي جميع الألوان والأصناف.

بدت علامات الحيرة والتردد واضحة من تصرفاتها ..

تنهّدت قليلاً ثمّ قالت : ماذا سأحضّر اليوم للغذاء !! ماذا يا ترى !!

لا أظن أبو العيال جوعان فبعد وليمة البارحة

أصبحنا نصرخ من بطوننا من كثرة الطعام








وفي النهاية زاد الكثير والكثير منه ولم نجد له مكان








سأحضر وجبة خفيفة

ثم تذكرت أن زوجها صعب المزاج وخاصة في الطعام

أخذت الهاتف واتصلت بزوجها الغالي

لتسأله ماذا يريد على الغداء؟

فأجابها بلا استحياء

وبدأ في سرد قائمة الأكل

بلا ملل و بلا كلل





هُنا ابتسمت وبرقت عينيها بالراحة والاطمئنان ، اممممممم عرفت ماذا سأطبخ اليوم


أخرجت ما ترغبه في طهوها لوجبة هذا اليوم وبدئت بالإعداد..

أخذت سكيناً وقشّرت به البطاطس ! والعجيب هنا أن حبّات البطاطس الكبيرة أصبحت بعد

التقشير نحيفة صغيرة !!

وأخذت الكوسا وبدأت بتفريغها من الداخل ، ثمّ أخذت ما فرغته ومن دون شك وتردد رمت به ..

الآن تقوم بتغسيل اللحوم وما قامت بتحضيره من الخضار..

فتحت صنبور الماء ويا ليت مائه نهر يتدفق بل كأنّه بحر هائج يكاد الصنبور ينفجر من قوة جريانه،

فقد يكون ما استهلكته من ماء يوازي وضوء عشر من المصلين وأكثر..
.
وبعد كل هذا العناء .. حان وقت الغذاء..









اجتمع الزوج والزوجة والبناء على سفرة شملت ما لذّ وطاب ، فهذا المحشي وذاك الأرز اللذيذ وهناك

المشويّ.

ثمّ ..

( الحمد لله الذي أطعمنا هذا وسقانا من غير حول منا ولاقوه )

انتهوا .. وما بقي من الطعام يساوي بل يزيد الذي أؤكل !!

يا ترى !! هل سترمي أختي الزوجة بفائض هذه الأطعمة حتىّ لو كان المتبقي لا يتعدّى قدر كفين

مجتمعات... !!

انتظري



لحظة أختاه لا ترميه... وتابعي يا رعاكِ الله معي ..
















أختي الزوجة وأخي الزوج ما بالنا لا نستشعر نعم الله علينا.. فو الله إننا لا نملك دوام هذه النعم ولا نأمن

من مكر الله عزوجل ... ( فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ )

ماذا لو كان حالنا مثل هذه الصور.. ماذا نتمنى حينها ؟؟ وماذا سيكون حال قلبك و قلبكِ على أبنائكم ؟؟

لماذا أختي الزوجة هذا الإسراف وعدم الحرص أثناء إعداد الطعام؟

وأنت أخي الزوج لماذا لا ترضى بصنف أو صنفين من الطعام بدل هذه السفرة الطويلة والعريضة التي لا يؤكل

منها إلا النصف أو أقل

أليس هناك رجالاً وفي شهر الصيام ( شهر العبادة ) يفتعل مشكلة كبيرة مع زوجته لأنها أكتفت فقط

بالشوربة والسمبوسك والمعجنات والفول والكنافة ونسيت القطايف مثلاً




(وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)


أختي الزوجة عندما تسرفين الله لا يحبك

فكيف تسألين الله سبحانه وتعالى الذي لا يحبك أن يحبب زوجك بك



وأنت أخي الزوج ذنبك ذنبان

أسرفت وكنت سبباً في إسراف زوجتك فعليك وزرك ووزها


((يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون))


أيكون شكر النعم بالإسراف ؟

ألم تفكر أخي الزوج وأختي الزوجة أن إسرافكما سبب في تعاستكما؟

ألم يكن من الأولى والأفضل لكما التبرع من مصروف المنزل على المحتاجين فان هذه الصدقة لها بركة على

بيتكما وحياتكما وأبنائكما

بدلاً من شراء كميات كبيرة من

الطعام ويصبح مصيرها النفايات أعزكما الله



أخوتي ...

من هنا نقف ونضع أيدينا بأيدي بعض,, فكلنا مقصرون ..

ونعلنها توبة على ما مضى من تقصير

ونجعل قوله تعالى (إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) نصب أعيننا

والله المستعان...






إلهي..

أنْتَ تَعْلَمُ كَيْفَ حَالِي

فَهَلْ يَا سَيِّدي فَرَجٌ قَرِيـــــبٌ ؟!!