من مدونتي ...
قصـــه
بسم الله الرحمن الرحيم
بلغ الأربعين ولايزال قلبه يشعُّ حباً ويفيض حنانا متدفقا..
زوجته لاتساعده في إمتصاص بعضاً من هذا الحنان ..!!
كان لابد من شريك ثاني في حياته يفيضُ عليه من وجدانه وأحاسيسه ومشاعره ..
يفتح له قلبه ..
حاول كثيراً مع زوجته ..! اتبع أفضل وأنجع الطرق في محاولة للوصول إلى قلب زوجته وإثارة مشاعرها تجاهه ..!
كان لايدع فرصة إلا وينتهزها للدخول إلى عالم قلب زوجته المجهول وإثارته .. لكن دون جدوى ..!!
فجأة ظهرت في حياته تلك الفتاة اليافعه التي تشع بهاءاً وجمالا وحيوية .. وشاعرية ورومانسية .. وكل شيئ ..!!
حاول في البداية إقناع نفسه أنها بمثابة اخته لكن مشاعره وأحاسيسه كانت ترسل إشعاعات بأن مايجري له غير ما يحاول إظهاره سواء لها أو للآخرين ..!!
كانت هي تبدي إعجابها بتفكيره وعقليته المتفتحه والراقيه ..لكنه إعجاب لم يصل للدرجة التي وصل هو فيها ..!!
بالنسبة له انتهى كل شيئ ولم يبقى سوى أن يفاتحها في أمر الزواج ..
لكن ..!!
في البداية أراد وكأنها مباراة كرة قدم فأراد جسَّ نبض النصف الآخر ..!
فأهداها كتاباً يحوي قصص عن الحب وخلافه ..!
فأعجبت به وقالت كيف عرفت أني أميل لهذا النوع من القصص القصيرة ..
فقال في نفسه إنها إشارة لي أن أُفاتحها في الموضوع ..!!
وقرر أخيراً أن يرمي بقلبه عليها .. فقد بلغ منه الحب مبلغاً كبيرا ويرى هو في تصرفاتها أنها تحبه وتبادله الحب أيضا ..!!
وحين طلبها للزواج .. فوجئت وانصدمت بالخبر ..!!
قال: خيرا مالذي أصابكِ؟
قالت : لم أشعر تجاهك بأي رغبةٍ في الزواج لأنك كبير السن بالنسبةِ لي ، فأنا شابة في الخامسة والعشرين وأنت رجل بلغت الأربعين .. فأنا أريد شاباً مثلي بالسن أو مقارب لسني .. بينما أنت تفوقني كثيرا .. صحيح عقليتك ناضجه لكن ليس بهذه الصورة التي تصورتها ..
أنا أُعجبت بك وبتفكيرك ..وأدائك في الحياة و..و.. لكن زواج لم أكن أتخيل هذا إطلاقاً..!!!!
قال بصوت خافت : هوني عليكِ جعلتيني شيخاً كبيرا كأني ألعب بأصابع يدي بحبوب السكر والضغط والقلب والدهون و..و..
أو رأيتني أحمل عصا أتوكأ عليه .. ماأنا إلا في ريعان رجولتي ..أما علمتي أن الأنبياء يبعثون في الأربعين من العمر ..!!
أوما علمتي أنــ...
قاطعته قائلة : كفى أرجوك أنا أريد شاباً صغيرا مهما يكن فالحياة ستجعله مكتمل الرجولة مثلك وربما يزيدك .. !!
فقال بحزن : عجيب ممن تفوت الفرصة وهي تأتيها بدلاً من أن تعاني في البحث عنها وقد تجدها أو لا تجدها .. عموما الله يحفظكِ..!!
ودارت دورة الحياة فوجدت شاباً في الثامنة والعشرين يفوق صاحبنا وسامةً ومظهراً ومادةً أيضا .. لكنه للإسف لم يكن بأفضل حالاً منه في النضج.!.!
دام زواجهما أربعة أشهر وبعدها هربت منه بعد ان ذاقت الويلات تلو الويلات في كنفه الظالم ..!!
28-07-2010, 08:54 AM
ضوابط المشاركة
العرض الشجري