شبح طليقي يلاحقني من جديد!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أخوتي واخواتي الكرام..
لا أدري كيف أبدأ ، ولا أدري كيف أصوغ عباراتي، ففي داخلي نار تستعر من شدة الهم ، أبردها بالتوكل على الله وسؤاله اللطف بي وبأبنائي.
أخواني..
طلبت الطلاق من زوجي قبل ثمان سنوات تقريبا، بعد أت عشت معه حياة مليئة بالمرارة والظلم والاهانة والعنف اللفظي والمعنوي وذلك أثر تعاطيه للمسكرات والمخدرات.
بعد طلاقي حاولت تضميد جراحي ولملمة شتات نفسي وإعادة التوازن الى حياتي من جديد والتفرغ لتربية أبنائي وتعويضهم عن غياب والدهم المستمر عن حياتهم.
طيلة هذه المدة كان والدهم مشغولا بحياته الخاصة ، خاصة مع كونه يسكن مع أهله في مدينة أخرى، وكان على هامش حياتهم، فقمت بدور الأم والأب معا ، وحتى عندما يزورهم، كان يأتي في أوقات صحوه ( وربما مر بفترات توبة واقلاع ) لدرجة أن أبنائه لا يعرفون بقصة تعاطيه للمسكرات، حيث كنت دائما أذكره بالخير أمام أبنائه، ولم أكن أذكر لهم أبدا عن معاناتي معه وظلم لي حتى عندما يسألونني عن سبب الطلاق كنت أقول لهم أبوكم عصبي ولم أتحمل العيش معه.
مضت الحال ومرت الأيام وكبر الابناء..
أصبح عمر ابنتي 14 سنة وعمر ابني 10 سنوات..أبنائي ولله الحمد متفوقين في دراستهم يتحلون بأخلاق طيبة يثني عليها الجميع بفضل الله.
والان عاد برز شبح الماضي من جديد !
قبل أربعة أشهر عاد والدهم الى حالته القديمة في التعاطي - هداد الله وشفاه- وأخذهم لزيارة والدته (وهي في مدينة أخرى كما ذكرت سابقا )، وعندما عادوا الى البيت كان وضعهم سيء جدا ، وكانت ابنتي مكتومة وتبكي بحرقة ، وعندما استفسرت منها قالت لي بأن والدها أكثر من شرب المسكر في الليل وبدأ يضربهم بقسوة جنونية فهربوا منه واقفلوا على نفسهم في إحدى الغرف حتى جاء الصباح.
اتصلت بعدها بجدتهم لأن الوضع لايمكن السكوت عليه وقالت لي بالحرف الواحد: والدهم مريض ولا تسمحي له بأن يأخذ الابناء مرة أخرى.
مرت شهرين والابناء لايردون على اتصالات والدهم خوفا أن يأتي ويأخذهم، وكانت فترة عيد الاضحى المبارك.
ثم اتصل بوالدي وقال له أريد أبنائي أنا أبوهم وأريد رؤيتهم ، وبعد فترة ارسلت لي لي جدتهم أن اسمحي للابناء أن يذهبوا مع والدتهم نظرا لان حالته طبيعية.
جاء أول مرة وكان وضعه طبيعي، والاسبوع الذي بعده أيضا كان الوضع جيد ، والاسبوع الثالث عاد الى سيرته الأولى!
أخذ الابناء وذهب بهم الى بيت جدتهم وفي الليل طلب منهم الانتقال الى شقته ( وهو يسكن في شقة مع والدته) ولما قفل عليهم الباب بدأ بتعاطي المسكر واستدعي اثنين من رفقاء السوء ، وأحست ابنتي بالخطر فقفلت عليها وعلى أخيها الباب حتى انتهت السهرة وخرج الاصدقاء، ثم بدأ بضربهم بكل وحشية وعنف لدرجة أن ابنتي عندما جائتني كانت آثار الجروح واضحة عليها.
عندما نام خرجت ابنتي من الشقة مع اخوها آخر الليل وهما في حالة يرثى لها الى جدتها التي لم تنم تلك الليلة من شدة الخوف عليهما.
وصل الابناء الى البيت ولكم أن تخيلوا حالتي عندما رأيتهم ...
اصابني انهيار وأخذت أبكي وأبكي .. شعرت وكأن أبواب الماضي المؤلم انفتحت بكل مصراعيها..
أخذت أدعي عليه بكل حرقة ..
أعلم بأنه سيأتي من جديد ليأخذ أبنائه، وأنني لن أستطيع رده لو طلب ذلك لأنه ليس معي ماسيثبت أنه متعاطي أو سيء الاخلاق ، وأعلم أنه لايوجد من أهله من يشهد ضده لو طلبت شهادته، فأهله يعلمون بحالته منذ أكثر من عشر سنوات، أي قبل أن أطلب الطلاق وكنت كثيرا ما أشكو لهم ضربه وظلمه ولم يقفوا معي .
وأعلم بأنني إن طلبت أن يعالجوه فلن يعيروني أي اهتمام .
و أعلم بأن القانون لن ينصفني .. وأن الشرطة لن تقف معي .. وأن القضاء لن ينصفني ..
ولكن رفعت أوراقي لقاضي السماء..
رفعت قضيتي لرب الأرباب ..
ووكلت أمري لخالق الأسباب..
أكتب هذه السطور .. لعل أحدا قد يكون لديه حل أو يمدني بفكرة أو وسيلة أستطيع أن أمنع هذا الرجل المدعو
( أب ) من أن يأخذ أبنائي ، فأنا والله أخاف عليهم أكثر من نفسي.
أسأل الله أن يفرج همي وهمومكم وجميع المسلمين.
22-12-2014, 03:41 PM
ضوابط المشاركة
العرض الشجري