مرحبا مرة أخرى..
عدت بعد قراءتي لما خطته العزيزة البتول (بالمناسبة .. أتمنى أن تكوني بخير

)
اسمحي لي يا أختي بالتعليق على ما كتبتِ..
لن أتطرق بالطبع للحكم الشرعي لزواج المسيار .. رغم أن لي تحفظاتي الخاصة بشأن تنازل الفتاة عن أمور حيوية أراها من الأسس الهامة التي يقوم عليها الزواج .. ولكن وكما قيل على لسان أهل العلم ـ ومنهم الدكتور يوسف القرضاوي الذي قرأت حديثه في هذا الخصوص ـ بأنها حرة في حقوقها أن تتنازل عنها أو تحتفظ بها!
رغم أنني شخصياً أعتقد أنها لا تملك الإرادة الكاملة في التنازل عن حقوقها ..يعني هي لا تتنازل (بكيفها) .. بل هي في نظري مجبرة على التنازل بحكم عوامل كثيرة منها العنوسة كما في حالة أختنا صاحبة الموضوع.
ولكن في كل الأحوال فأنا أعتقد أننا لا يجب أن نفصل بين الحكم الشرعي وتطبيقه .. بمعنى أننا لا يجب ان نكتفي بأن يكون الأمر حلالاً رغم أن التطبيق غارق في الفساد والخطأ!!!
فالأخت صاحبة المشكلة تقول بنفسها إن ذلك الرجل فضّل المسيار على الزواج التقليدي لأنه خاف من تكرار الفشل على حد زعمه .. فإن كان يعتبر المسيار ارتباطاً محترماً لكان لازمه ذلك الخوف من الفشل بطبيعة الحال .. إلا إن كان يرى المسيار علاقة عابرة لا تؤثر في حياته!!
كما أنها تقول بأنه صارحها بأنه تزوج قبلها أكثر من خمس مرات بنفس الطريقة .. وأنه يجيد فنون المتعة (لا أدري كيف يمكن لشخص (متدين) أن يقول لفتاة أنه خبير نسائي!!!) .. وأنه تحت ادعاء أعماله لا يأتيها إلا كل ثلاثة شهور .. ثم تقول إنه تغير فجاة وأصابه الملل وأنه يبحث عن أخرى يجدد بها حياته ........ فهل هناك ما هو أدل من ذلك على أنه شخص عابث لا يحترمها ولا يحترم ارتباطه بها!!
ثم تقول بعد ذلك إنها كانت تدعو الله في جوف الليل بأن يكون من نيصبها (بزواج على طول) .. يعني هي تدرك منذ البداية أنها زوجة مؤقتة سيعبث بها بعض الوقت ثم يتركها!!!
لا أقصد أن أخص المسيار بحديثي .. وأكرر بأنني لا أتحدث عن حكمه الشرعي ..فأهل العلم أعلم مني وأقدر .. ولكنني تعلمت وفهمت أن الزواج له مقاصد وأهداف كبيرة وعظيمة أهم بكثير من المتعة الحسية .. وتقع على طرفيه واجبات وحقوق عديدة .. ومنها الاستمرار والديمومة والإنجاب والنفقة والسكن .. بالإضافة طبعاً للمودة والرحمة واحترام إنسانية الطرفين وكرامتهما .. فإذا ما افتقر الزواج سواء كان تقليدياً أو مسياراً أو حتى غيرهما من المسميات ـ لتلك المقاصد والأهداف .. وإذا ما تبعثرت الحقوق والواجبات مقابل المتعة الوقتية كان زواجاً فاسداً لا خير فيه.
ومنكم المعذرة.