الله ربي المستعان ....
أختي الكريمة ... أمامنا عدةُ معطيات إن أتينا لنتمعن في الأمر من ناحية العقل والمنطق ..
1 - رجل بسيط .. عادي .. غير مثقف .. يتنقصه الناس هنا وهناك لأجل قلة علمه وثقافته ..
2 - عقيم لا يُنجب .
3 - أنتِ تحبينه جداً جداً .
المعطاة الأولى : ليست بذات المشكلة .. وإن لها الكثير من الحلول .. وليس لأجلها يُطلبُ الطلاق .. فالرجل بأخلاقه وكرمه ونبله وحنانه على زوجته .. وكل هذه صفات موجودة في زوجكِ كما ذكرتِ ... والاخوة استفاضوا في الحديث عن هذا الجانب جزاهم الله خيراً ..
المُعطاةُ الثانية : هي أصل المشكلةِ لديكِ .. وهي السببُ الوحيد الذي من أجلهِ يحقُّ لكِ طلب الطلاق والانفصال ..
وهنا .. يجبُ عليكِ التفكيرُ ملياً وملياً وملياً كثيراً .. مع الاستخارة مراتٍ ومرات .. والقرار في هذا يعودُ لكِ وحدكِ أنتِ ..
أما المُعطاةُ الأخيرة .. فأجعلها في الحل الروحاني والعاطفي والوجداني الربانيّ ..
أختي الفاضلة .. إذا وضعتِ الحب الكبير له أمامكِ ونصبَ عينيكِ .. فسيجعلُ ذلك صبراً ينصبُّ على قلبكِ وفؤادك .. بل قد يصلُ إلى مرحلة التعويض عن الأمومة ..
وحتى لا أُشتت فكرك بكلامي المنتقل بين العقل والمنطق .. وبين العاطفة ..
يجبُ عليكِ الجلوس مع نفسكِ عدة جلساتٍ في خلوات الليل وغيرها .. وإعمالُ العقل ما استطعتِ إلى ذلك سبيلاً .. لأن العقل هو من يضمنُ لكِ السعادة بعد الله لا العاطفة .. فمثلا : لو أنكِ في قرارةِ نفسكِ الداخلية تفضلين الأبناء على حب زوجك ، وذلك في المقياس أعلى من حبه .. ثم اخترتِ العاطفة فإن هذا سيجعلكِ تشعرين بالسعادة مؤقتاً .. لكن تبقى الحُرقة والغصة في قلبكِ على الأطفال .. مما يجعل هذه الغصة لا تذهب .. وتكبر شيئاً فشيئاً مع الأيام .. وهذا سيؤدي غالباً إلى وجود مشاكل قد تنتهي في وقتها بالطلاق لا سمح الله ...
همسةٌ أخيرة ولكنها عاطفية روحانية :
سبقني الاخوة والأخواتُ في هذا الجانب وأجادوا جزاهم الله خير الجزاء وكتب أجرهم .. وأحب أن أضيف لفتةً بسيطة .. بالمقارنة مع صفاتِ زوجكِ الحالية .. ماذا لو كان أمر العقم اختباراً من الله عز وجلّ وامتحاناً لصبركِ وتحملكِ !!!
فهل ستصبرين .. أم أن التعجُّل هو ملاذُكِ والحنان للأمومة التي لا تُلامين عليها ؟؟ ولا زلتُ أقول ( امتحـــــــــــــــــانٌ وابتــــــــــــــــلاء ) .. وأجرُ الصابرين معلوم ومعروف عند الله .. والمكافأةُ عليهِ من الله مضمونة بإذن الله .. تلك سنةُ الله وما عرفناهُ عن خالقنا الكريم .. سواءً أكانت المكافأةُ في الدنيا أو في الآخرة ..
أخيراً أوردُ لكِ حالةً مُشابهةَ بالتمامِ والكمال لحالتك .. خالي أخو أمي .. عاش هكذا .. لا يُنجب .. عقيم .. واختارت زوجته البقاءَ معه .. وانتهى الأمرُ بهما إلى عدم التفكير في الإنجاب بعد فشل كل المحاولاتِ العلاجية له ... عاشا حياةً ملؤها الحبُّ والتفاهم والأمل .. عاشا على ذكرى بعضهما البعض .. وحبِّ بعضهما البعض الذي كان كبيراً حتى خشينا عليهما العين .................................................. ................ ثم ماذا أختاه ...
بعد 16 عاماً .. رزقهما الله بقدرته ومشيئته وحكمته ببنتٍ والله كأنها فلقةُ قمر ( حفظها الله ورعاها ) وهاهما فرحان مسروران بها .. جذلانِ مستبشرانِ شاكرانِ لأنعمِ الله عليهما ... فمن كان يُصدق ما حدث ... سبحانك يارب ..
الله كريم يا أختاه .. وهو أكرمُ من أن أتخيل أو تتخيلي أو يتخيَّل بشر ...
وقبل أن أختم أؤكدُ على كلمة هامة قد ذكرتها آنفاً .....
الصبرُ والاحتسابُ مع عدم قطع الأمل بالله عز وجل والتوكل كل التوكل عليه مقارنةً بصفاتِ زوجكِ الحالية ... فو الله إنه لا يعوَض دام ما ذكرتِهِ عنه صحيحاً .. ثبَّهُ الله وأكرمه ورزقه من فضله وأتم عليه النعمة والعافية ..
وعند الختام .. لا أملكُ سوى التذكير بحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه :
(( والذي نفسي بيده لو توكلتم على الله حق التوكل لرزقكم كما يرزق الطير تروح خماصاً وتعودُ بطاناً ))
اسألُ الله لكما السعادة والفلاح والذرية الصالحة .. إنه سميعٌ مجيب ..
معتذراً على الإطالة .. فسامحيني ..
__________________
... ( بالحب نعيش أجمل حياة ) ...