رد : دورة تلاوة كتاب الله الكريم (( اقرأ وارتقي)) - مستجدات بالرد304 + 305
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
تأملات من سورة النحل بعد الإنتهاء منها ..
1/قال تعالى عن إبراهيم : ( شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ ) النحل :121 ، وقال : ( وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ) لقمان :20 ،
فجمع النعمة في آية النحل قلة ( أنعم ) ؛ لأن نعم الله لا تحصى ، وإنما يستطيع الإنسان معرفة بعضها وشكرها وهو ما كان من إبراهيم عليه السلام ، فذكر جمع القلة في هذا المقام ،
أما آية لقمان فجمعها جمع كثرة ( نعمهِ ) ؛ لأنها في مقام تعداد نعمه وفضله على الناس جميعاً .
د. فاضل السامرائي / التعبير القرآني 40-41 .
2/كان لحفصة بنت سيرين ابنٌ عظيم البر بها ، فمات ،
فقالت حفصة :لقد رزق الله عليه من الصبر ما شاء أن يرزق ، غير أني كنت أجد غصة لا تذهب ، قالت فبينا أنا ذات ليلة أقرأ سورة النحل ، إذ أتيت على هذه الآية : (وَلا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللَّهِ ثَمَناً قَلِيلاً إِنَّمَا عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (95) مَا عِنْدَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) النحل :95-96 ،
قالت :فأعدتها ، فأذهب الله ما كنت أجد .
صفة الصفوة 4/25 .
3/تأمل حكمة الله تقديم الأمن على الطمأنينة في قوله تعالى : ( وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ ءامِنَةً مُّطْمَئِنَّةً ) النحل :112 ،
فالطمأنينة لا تحصل بدون الأمن ، كما أن الخوف يسبب الانزعاج والقلق ،
وفي قوله : ( فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ ) سر لطيف ؛لأن إضافة اللباس إلى الجوع والخوف تشعر وكأن ذلك ملازم للإنسان ملازمة اللباس للابسه . ي
نظر التحرير والتنوير 13/247 .
4/" الحنف " ميل عن الضلال إلى الاستقامة ، كقوله تعالى عن الخليل عليه السلام : ( قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا ) النحل : 120 ،
أما " الجنف " فهو ميل عن الاستقامة إلى الضلال ، كقوله تعالى في شأن الوصية : ( فَمَنْ خَافَ مِن مُّوصٍ جَنَفًا ) البقرة : 182 .
الراغب الأصفهاني / مفردات ألفاظ القرآن 1/269 .
5/من تدبر القرآن تبين له أن أعظم نعم الرب على العبد تعليمه القرآن والتوحيد ،
تأمل : ( الرَّحْمَنُ . عَلَّمَ القُرْآنَ ) فبدأ بها قبل نعمه الخلق ، وفي النحل – التي هي سورة النعم - : ( يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ ) النحل : 2 ،
فهذه الآية أول نعمة عددها الله على عبادة ؛
لذا قال ابن عيينة :ما أنعم الله على العباد نعمة أعظم من أن عرفهم لا إله إلا الله .
د. محمد بن عبد الله القحطاني .
6/( وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ ) النحل :16 ، تأمل سر تعليق الاهتداء بالنجم ؛ لأن النجوم المرادة ثابتة لا تتغير ، ولا تنكسف ، وضوؤها مستقر لا يختلف لذاتها ،
وإنما لعوامل أخرى ، ومعرفتها أيسر من معرفة منازل القمر ، وعلى قدر إتقانها تكون الدلالة على الطريق والوصول إلى الهدف ، فكذلك أدلة المنهج فهي ثابتة مطردة بينة ميسرة ،
وعلى قدر معرفتها والالتزام بها تكون السلامة والوصول إلى الغاية ، وإلا كان الاضطراب والضلال والهلاك .
أ.د. ناصر العمر .
7/( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ ) النحل : 90 ، الإحسان فوق العدل ، وذلك أن العدل هو أن يعطي ما عليه ويأخذ ما له ،
والإحسان أن يعطي أكثر مما عليه ويأخذ أقل مما له ، فالإحسان زائد عليه ،
فتحري العدل واجب ، وتحري الإحسان ندب وتطوع ، ولذلك عظم الله ثواب أهل الإحسان .
الفيروزأبادي / بصائر ذوى التمييز 1/671 .
8/عن الحسن أنه قرأ هذه الآية : ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ ) النحل :90 ، إلى آخرها ثم قال :
إن الله – عز وجل – جمع لكم الخير كله والشر كله في آية واحدة ، فو الله ما ترك العدل والإحسان من طاعة الله إلا جمعه ، ولا ترك الفحشاء والمنكر والبغي من معصية الله شيئاً إلا جمعه .
الدر المنثور 9/103 .
9/ سورة النحل افتتحت بالنهي عن الاستعجال ، واختتمت بالأمر بالصبر ..!
السيوطي
التعديل الأخير تم بواسطة *سر الحياة* ; 15-02-2014 الساعة 07:55 AM