أرجو أن تقرأوا مشكلتي ولا تتفاجأوا مني أو من تصرفاتي

فقط حاولوا تساعدوني

هذه أول مرة أعرض لكم جزء كبير من حياتي فقد اعتدت على الكتمان

ولكني تعبت من هذا الكتمان وتعبت من وضعي الذي أعيشه وبحاجة إلى مشورتكم فقد آن الأوان ان أفعل شيئا وأن أتغير


أنا فتاة عمري 28 عاما وأكون أصغر واحدة في العائلة

لي أخت وأخين لم يتزوج أحد منا

نحن من أحد البلدان العربية لكننا عشنا حياتنا ببلد عربي آخر

تكيفنا مع وضعنا هنا إلى أن حان الموعد للانتقال لبلدنا الأم

رجعنا ولكن أخوتي لم يرتاحوا ولم يعجبهم الوضع هناك

سافروا... واحد للخارج والآخر للبلد الذي عشنا فيه

لا أخفيكم سرا أن حياتنا غريبة بشكل غير طبيعي

فنحن لا نعلم لنا مقر كل شهرين بمكان ولا ندري أين نستقر

أحيانا الوالد يجمل بلدنا في نظرنا عندما يريدنا أن نذهب إليها وحينما نذهب نجلس فترة ويرى الوضع غير مريح فيجمل البلد الآخر حتى نعود... لا أدري كل يوم برأي

المهم أنا أكملت دراستي الجامعية في بلدي ومن وقتها وأنا حياتي فارغة بشكل غير طبيعي

أريد أن أعمل... أريد أن أستقل بنفسي إلى حد ما... أريد أن أحس أن لي قيمة في هذه الدنيا

لكن حتى الآن لم يحدث شيء مم أتمنى

كيف لي أن أخطط حياتي ونحن كل يوم في مكان وعندما نذهب لا أعرف المدة التي سنستغرقها هناك حتى على الأقل أستغل الوقت مثلا أدخل معهد أو دورة أو أي شيء

وكثيرا ما يحددوا موعدا للسفر ومن ثم يلغوه ليتأخر فأحس بالضيق والتوتر

كم مرات ومرات يحجزوا وفجأة إما لظروف أو لمزاج شخصي يأجلوا السفر

فبالتالي أحس أن عمري يضيع مني هكذا بدون أي فائدة

أنا كل همي في حياتي الآن أن أستقر في بلدي إن لم يكن الاستقرار زواجا فعلى الأقل عملا أشغل به وقتي وأستفيد منه خبرات حياتية وأفيد غيري وأختلط بالناس وأكتسب مهارات

لأني مهما كان أحس أني غريبة في البلد الآخر ولن تبقى لي غير بلدي فأنا ألفتها وأحببتها

الآن المشكلة هي في صراعي بين احتياجاتي الشخصية وبين إني اكون مع أهلي أبي وأمي

خاصة عندما أقول لكم أن أهلي كبروا ولا يجدوا أحدا معهم من إخوتي الذين عانوا مشاكل نفسية ولايزالوا


فأخي الأوسط ظل فترة طويلة حبيس غرفته لا يخرج منها (والآن سافر للخارج ويعمل)

أما أخي الآخر فيعيش في حالة انعزال تام في بيت لحاله مع أننا في نفس البلد لكنه فضل الاسقلال ولا يعمل ولا يريد أن يتعالج

لا أدري إن كان مرضا نفسيا أم سحرا أم حسدا فهو أكيد شيء غير طبيعي أبددددا

أما أنا فكل يوم بحال تعودت بشكل شبه شهري دون تحضير مني أن أنعزل في غرفتي بالأيام لا أكلم أحد ولا أتعاطى مع أحد

والسبب قد يكون تافها ولكنه محمل بترسبات من الماضي إما من شعوري بعدم الحب أو بالمعاملة التي أراها غير عادلة في بعض الأحيان

لا أريد أن أقول أن أهلي قاسيين لكن طبيعي وجود خلافات أسرية في أي عائلة

وعندما يحدث زعل مني لأي سبب أتذكر كل الأحداث الماضية التي قد أراها مجحفة في حقي وقد تكون عادية بالنسبة للأهل أن يقوموا بها

مع أني أحب أهلي كثيرا وأتعاطف معهم حينما أرى وحدتهم إلى درجة أني أتمنى الموت يأتيني قبلهم فكيف لي بالحياة من بعدهم!

لكن عندما يركبوني الشياطين أحس بكره شديد لهم ولا أتعامل معهم لدرجة أنهم يكلموني ويحاولوا يستعطفوني حتى يقبلوني لكني لا أهتم إما أن أتجاهلهم أو أقوم من مكاني

ووجدت في غرفتي ملاذي الذي لن يقربني أحد فيه فأمضي فيها جل وقتي أنام بالنهار وأقوم بالليل حين يناموا حتى لا أرى أحدهم

وهذه القسوة مني تجاهم أراها في وقتها صحيحة فأنا معذورة فالعمر يمضي ولا أرى لوجودي معنى بأي شكل من الأشكال

حتى أني كتبت لهم ورقة بأن يلغوا وجودي من حياتهم ويعتبروني ميتة لا وجود لي

يستمر غضبي أسبوع أو أكثر قليلا إما بمبادرة صلح مني أو بتقربهم لي فأنهار بكاءا على صدرهم

فأنا مالي غنى عنهم

وأقول لأمي لماذا تعطوني أهمية وتستجدون عطفي وأنا أعاملكم هكذا فتقول لي أنت ابنتنا كيف تهونين علينا

نحن نحبك فانفجر بكاءا

أعاملهم بحنق ويعاملوني بحب.... لماذااااااااااااا؟؟؟!!!!

وأتذكر كيف أن أبي يأتيني قرب الفجر وأنا في الصالة أشاهد التليفزيون ويحاول يسألني مابي وأنا أرد بكل قسوة مالكم دخل بي خلوني في حالي

لا أدري نظرتكم لي كيف الآن

أستصدقوني حين أقول لكم أن طوال هذا الأسبوع وأنا أصادف الكثير من برامج التلفزيون* أو مواضيع على النت بخصوص عقوق الوالدين وكأنها إشارات من الله أن أرجع قبل فوات الأوان والندم حين لا ينفع أي ندم

لا أعرف مابي هل أنا مسحورة بكره أهلي أم أن السحر شماعة أعلق عليها عقوقي تجاههم

عمري 28 عاما ومعذورة في تفكيري فعمري هو سن الشباب والحماس والرغبة في تكوين النفس والشخصية وأرى القيود تحاصرني

ولا أجد سوى أهلي أعاقبهم فهم كما أرى -وقد أكون مخطئة- سبب مشكلتي

ولا أعلم هل سيستمر برنامجي الشهري للزعل إلى الأبد؟!

ما أفكر فيه حاليا هو أحد قرارين وأتمنى منكم مساعدتي في إتخاذ القرار الأسلم



القرار الأول مرتبط بي ( لا أدري هل ستكون أنانية مني ) وهو :

أن أناضل من أجل تحقيق ذاتي بالكيفية التي أريد من وحي أهدافي وطموحي مع العلم أن ذلك قد يكون فيه مواجهة مع الأهل من حيث اختلاف الإقامة فأنا أريد أن أعود لبلدي أما أبي لأسباب خاصة لم يعد له رغبة فيها (قد لا تكون بالمواجهة الشديدة لأني كما أرى الآن أن أهلي خلاص وصلوا إلى مرحلة أنهم يريدون إرضاءنا بأي شكل فبالتالي سيقبلون انتقالي لكن على مضض)


والقرار الثاني مرتبط بأهلي وبخدمتهم ( من باب بر الوالدين ) وهو :

أن أظل معهم طوال العمر ( الله لا يحرمني منهم ويهديني لهم قولوا آمين وادعوا لي ) أخدمهم وأقوم برعايتهم وأحيطهم بحناني وعطفي الذين افتقدوهم من أخوتي الرجال فأهلي كبروا في السن ويتعالجوا من مختلف الأمراض ويحتاجوا من يقف بجانبهم فهل أظل على أنانيتي وأسافر وأتركهم.. قلبي لن يطاوعني لكنها النعرة الفجائية عن تحقيق ذاتي التي تأتيني كل حين وحين وأخاف أن تسيطر علي في مرة من المرات وأجرؤ على تركهم


واذا قلتوا لي أوجدي حل وسط بصراحة لا أجد أي حل وسط

أريد منكم نصيحة وهي كيف ألتزم التزاما تاما بالقرار الذي سأتخذه خاصة لو كان القرار الثاني لأني أخاف أتراجع وأرجع أفكر في نفسي مجددا

فأريد شيئا مثل المنبه ينبهني ألا أرجع لعادتي البغيضة كل شهر



*عندما رأيت برنامج الرجل على قناة الراي كانوا مستضيفين داوود حسين وكانت الحلقة للصدفة العجيبة أو لنقل للقدر الإلهي عن عقوق الوالدين وكان الفنان متأثر بشكل غريب أول مرة أشوفه بهذا الشكل وكيف كان يتكلم عن والديه وكيف أدمعت عيناه أكثر من مرة... اللهم لك الحمد اليوم اتصالحت مع أهلي ادعوا لي الله يهديني لهم ولا يفرق بيننا أبدا..