نعود إلى أسئلة أبي فيصل المؤجلة
1
اقتباس:
- ما هو السن المناسب لإلحاق الإبن في حلقات تحفيظ القرآن الكريم ؟
|
إذا كان يوجد في الحلقة (تلقين) فهو جيد، ولكن هناك حدود ينبغي الانتباه لها فلا يكلف الابن فوق طاقته أو يجبر على ما لا يريد، فتحدث ردة فعل عكسية... عفوا هنا أتوقف لأجيب على السؤال التالي فهو مكمل لهذا السؤال.
اقتباس:
2- هل ترى مناسبة أن يحرص الوالدان على تحفيظ أبنائهم القرآن الكريم منذ الطفولة المبكرة ؟
|
بوجه عام، الطفل يحفظ قبل أن يفهم، وما دام يتقبل الحفظ فتحفيظه أمر مطلوب، وينبغي هنا أن نراعي الفروق الفردية.
وعندي تنبيه تربوي مهم وهو:أن بعض الحلقات أو بعض الدور أعني المدارس النسائية، أو مدارس التمهيدي، تحرص على إعطاء الابن كمًا هائلا من المعلومات تفوق مستواه العقلي، وبذلك قد (يضرب فيوز) الابن، ويلخبط المحفوظات، وقد يكره الدراسة لأنه حمل فوق طاقته، ولذلك يجب أن يكون الكمّ المحفوظ مناسبا له، ولذلك –برأيي الشخصي- إذا ألْحقْت أحد أبنائك بمدرسة أو حلقة، فلا تحرص على متابعته في المنزل كثيرا، فلا بد ألا يذهب إلى الحلقة إلا وهو حافظ، بل إذا وجدت الدافعية فهذا حسن وتجدر متابعته، وإذا لم توجد فلا يرغم على الحفظ، وما يحفظه تلقائيا في حلقته أو مدرسته فهو أمر حسن، لكن لا يشدد عليه، وهذا رأي شخصي.
اقتباس:
3- هل تقتصر فوائد تحفيظ القرآن الكريم على حفظ الإبن للقرآن الكريم فحسب ؟ أم أن ذلك يتعدى مسألة حفظ القرآن الى توفر بعض القدرات بعد الحفظ ؟ وهل هناك علاقة بين حفظ القرآن الكريم وبين القدرة على الاستيعاب مثلا ؟ أو القدرة على الحفظ في مختلف العلوم ؟
|
من خلال معرفتي بطلاب التحفيظ في المدارس النظامية، والذين يحفظون كما كبيرا من القرآن، فإن طلاب التحفيظ يتفوقون على غيرهم من النواحي التالية:
- يجيدون الترتيل.
- يجيدون القراءة والتلاوة أفضل من غيرهم، حتى في غير القرآن.
- يحفظون أسرع من غيرهم، لأنهم نمّوا ملكة الحفظ لديهم، وبعض الطلاب يحفظ صفحة كاملة قبل بدء المدرس في التسميع، وبغض النظر عن صوابية هذا التصرف من عدمه، فإنه تصرف يدل على سرعة الحفظ.
- بسبب هذا التدريب القويّ للذاكرة، وقد يكون لبركة القرآن أثر، نجد أنهم يتفوقون على غيرهم في المواد الأخرى فالذاكرة ونشاط المخ لديهم أفضل من الآخرين، ولديّ دليلان قويان على هذا الأمر:
أولهما: وجود إحصائيات رسمية اطلعت عليها أن التفوق بين طلاب التحفيظ أكثر منه لدى غيرهم.
ثانيهما: دكتور علم النفس إبراهيم بخيت السوداني أخبرنا أن انضم إليهم طلاب من التحفيظ أثناء الدراسة الإعدادية، وقد جاؤوا إليهم من الابتدائي التي لا يدرسون فيها سوى القرآن والقراءة، يقول: هؤلاء الطلاب تفوقوا علينا في دراسة الرياضيات والإنجليزي وغيرها من المواد العلمية، رغم أنهم لم يسبق لهم دراستها في الابتدائي مثلنا.
اقتباس:
4- يرى كثير من الآباء أن المدارس العادية تعلم القرآن الكريم وهذا يكفي وأن الأفضل في السن المبكرة هو أن يتعلم الأبناء اللغة الانجليزية والعلوم الحديثة فما رأيك في هذا ؟
|
قد لا أكون فهمت السؤال بصورة جيدة، لكن هناك إجابة عامة قد تكون جوابا على سؤالك، وهي أنه ما دام عقل الصغير يستوعب المادة العلمية وليس فيها ضغط عليه، فلا بأس من تعليمه إياها، ونحن نحتاج في سن الصغر إلى تقليل المواد لا إلى تكثيرها، وليس المهم الكم ولكن الكيف، وما لا نستطيع تعلمه في الصغر يمكننا تعلمه في الكبر، ما دام فوق عقولنا.
اقتباس:
5- بما أنك ما شاء الله تشرف على مجموعة من حلقات تحفيظ القرآن الكريم وعلى بعض منسوبي الحلقات من المسؤولين فهل ترى أن حلقات التحفيظ قد أدت دورها المنوط بها ؟ أم أنها تحتاج الى المزيد ؟ وهل ينقصها الدعم ؟
|
أظن أني أجبت على سؤالك هذا عند إجابتي على مستشار المنتدى، وهو سؤال مشابه جدا لسؤالك حتى في الألفاظ! أما أنه ينقصها الدعم، فلا شك في هذا، لا سيما بعد الحملات المسعورة على الحلقات والتبرعات.
وشكرا جزيلا