السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الرجال مختلفون فيما يريدونه من الزواج , فمنهم من يريد ذرية و منهم من يريد أن يلتذ بالنساء و منهم من يلبي غريزة حب القيادة و منهم لأغراض أخرى و لكن إن كان هذا الزواج شرعي فإن الحدود الشرعية و قوانينها تسير هذا الزواج بحيث يكون إيجابي يبني أسر ويلبي حاجات و رغبات و حتى ما لانعلمه من حكمة إلهية .
الله سبحانه و تعالى نظم هذا الزواج و حده و قيده بشرط و في الإلتزام بالشرع خير للرجل و للنساء و للمجتمع إن قصد الرجل ذلك أم لم يقصده بإذن الله .
و الآية الكريمة تقول فانحكوا ما طاب لكم و أنتم تقولون أسباب و إلا خيانة للعشرة؟؟
ألا تكفي رغبة الرجل و طيب إمرأة أخرى له ؟
إن طابت إمرأة أخرى للرجل و في الغالب تطيب نساء و ليست واحدة للرجل و لكن الموانع تمنعه , أعود و أقول إن طابت إمرأة لرجل فماهو الأفضل ؟؟؟ أن يكبت هذه الرغبة أو يلبيها بالحلال .
الله سبحانه و تعالى من زين النساء في أعين الرجال و هو من خلق هذه الأنثى بكل هذه الصفات و هذه التي تثير الرجل و سبب لمتعته و لذته و سكنه , وهو من شرع التعدد و هو من خلق المجتمعات بحيث تكون فيها نسب الإناث أكثر و الحوادث من قديم الزمان إلى الآن تقتل الرجل أكثر و هو من أوجد لنا الحل .
الله سبحانه و تعالى شرع القوانين التي نتظم الحياة الإجتماعية على أساس الحياة التعقلية و ليس ما تهواه النفس الأمارة بالسوء و الميول الإحساسية التي تختلف بإختلاف المجتمعات و العادات .
فالله وضع القوامة بيد الرجل لأن الطبيعة التعقلية من صفات و لم يجعلها في يد المرأة التي الطبيعية الإحساسية من صفاتها الغالبة و صلاح المجتمع يقوم على القرارات التعقلية و كلامي هذا لا يعني إهمال الجانب الحسي مطلقاً فلا توجد قوانين و لاشرائع تضمن صلاح الجانب كما هي الآتية من الخالق .
لا أعلم أخي الكريم إن إطلعت على الكتب الكثيرة و الجمة التي تتكلم عن المرأة و عن حقوقها و الفتاوى التي تملأ المواقع الإلكترونية و الروايات التي تحرص على حفظها و إكرامها و مراعاتها أم لا .
سوء التطبيق لبعض المعددين أو لبعض المنتسبين لرجال الدين لا ينفي صحة التشريع و لا يلغيه .
الله سبحانه و تعالى أباح التعدد و لم يربطه إلا بشرط واحد و هو العدل و العلماء وضحوا هذا العدل و هو من أبسط الأمور و لا يحتاج لرجل خارق الذكاء و لا لمرتبة الإجتهاد و إنما المبيت و النفقة ولكم ان تتأكدو
نعلم أن النساء في الغالب و خاصة في هذا الزمن بسبب الثقافة السيئة الردئية التي اخترقت ثقافتنا الإسلامية سيرفض أغلب النساء أو كلهم لمسألة التعدد و خاصة إن كانت متزوجة و لكن هذا لا يعني أن رفضهن صحيح , كما أننا نعلم أن النساء كتلة من المشاعر و الأحاسيس و رقيقة و كل صفات اللطف و الجمال - ولهذا نميل لهم - و هذه الأحاسيس و المشاعر الرقيقية لا تقود في الغالب إلى القرارات البنيوية الإجتماعية بصورة صحيحة و خاصة في الأمور التعقلية و لهذا تتحول هذه المشاعر في أحياناً كثيرة لغيرة كافرة مذمومة تمنع حلال و تجيز حراماً .
المشكلة في هذا الأمر أن عقول الكثيرين تربط أتوماتيكياً الزواج الثاني بنقص أو خلل بالزوجة الأولى و هذا الأمر غير صحيح , و من له الأولوية في التعدد هو الناجح في الزواج الأول لأنه الأكثر إحتمالاً من الناحية العقلية إن كان مؤمن يخاف الله و لديه ثقافة و لو بسيطة عن العدل الواجب و يفضل العدل المستحب أيضاً .
لا حل يرضي الطرفين كما تقول إلا بتطبيق شرع الله و إقناع المرأة بأن التعدد لا يعني كرهها و لايعني أنها ستظلم و لا يتوقف الأمر لا نقص فيها و لا تقصير و أنه من الأمور الفطرية التي يميل الرجل بها إلى القيادة و حب النساء و في هذه الفطرة صلاح المجتمع و فائدة للمرأة أكثر من الرجل , كما نحتاج بدل أن نخوف و نجرم الرجل المعدد أن نعلمه و نثقفه عن ماهية العدل و آلياته .
هذه المشاعر و هذه المحبة و الرغبة الصادقة لمراعات شعور المرأة تقتلها أكثر مما تفيدها و كمن حاول مساعدة الفراشة من الخروج من شرنقتها رأفة بها فقتلها .
نحن نراعيها بتطبيق شرع الله فهو الذي خلقها و خلقنا و هو الأعلم بما هو أفضل للجميع , مقاييسنا محدودة و علمنا محدود و لكن علم الله لا محدود و لهذا نثق في تعاليمه و أحكامه أكثر من نظرتنا القاصرة , و رغم ذلك حسب المقاييس العادية البشرية و المحدودة تجد أن لا ظلم للمرأة في التعدد للقادر المستطيع لإقامة العدل و فيه مراعاة لمشاعر و إحتياجات كل النساء و ليس لفئة صغيرة أنانية محدودة الفهم تقودها غيرتها .
ترك المرأة بلا زواج و بلا أبناء و بلا تلبية حاجاتها مع القدرة هي التي تهين و تذل و لا تراعي مشاعر المرأة .
ولكم جزيل الشكر..